صحف عالمية: العقوبات الأمريكية تثبت نجاحها.. وترامب يركز على الدفاع عن السعودية
كشفت قراءة الصحف العالمية البارزة عن تركيز كبير على ما تعنيه التطورات الحديثة في أزمة الهجوم على المنشآت السعودية، بما في ذلك قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال القوات الدفاعية المحدودة إلى السعودية والإمارات.
وتساءلت مجلة ”فورين بوليسي“ إذا كانت الولايات المتحدة تحتاج من الأساس الحفاظ على وجودها في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن تردد ترامب في الهجوم على إيران قد يعكس اعتقاده بأن الولايات المتحدة لم تعد تحتاج الشرق الأوسط.
بينما ركزت مجلة ”نيو ساينتست“ على إعلان تركيا البدء باستخدام الطائرات المُسيرة القاتلة بداية من العام المقبل، بعد ظهور عدة تقارير تشير إلى أنها سبق وأن استخدمتها بالفعل سرًا مئات المرات.
لسؤال القديم
كشفت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، كيف أعادت الأزمات الأخيرة وخاصة الهجمات على المنشآت النفطية الإيرانية، إحياء التساؤل القديم حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تحتاج بالفعل الحفاظ على وجودها في الشرق الأوسط.
وأشارت المجلة في تقرير لها إلى أن تردد ترامب في الانتقام من إيران قد يعكس اعتقاده بأن الولايات المتحدة التي باتت مستقلة في مجال الطاقة، لم تعد بحاجة إلى حماية المنطقة.
وقال التقرير: ”منذ عقود وتدافع الولايات المتحدة عن مصالحها في المنطقة، على أساس حاجتها لإمدادات النفط من الخليج، ولكن الآن يصر الرئيس الأمريكي ترامب على أن الولايات المتحدة أصبحت مستقلة في مجال الطاقة؛ الأمر الذي يثير التساؤلات حول حاجة الولايات المتحدة للتدخل في النزاع الإيراني السعودي في المنطقة، وما إذا كانت تحتاج لتغيير نهجها الذي تتبعه منذ الحرب العالمية الثانية“.
الدفاع عن السعودية بدلًا من ضرب إيران
وتطرقت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، إلى قرار ترامب بالامتناع عن شن هجوم عسكري على إيران، وإرساله عددًا محدودًا من القوات الأمريكية إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن بعض أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، ردًا على الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، والتي تلقي الحكومة باللوم فيها على إيران.
ووصف وزير الدفاع ”مارك إسبير“ القرار الذي صدر أمس الجمعة خلال اجتماع في البيت الأبيض مع كبار مسؤولي الأمن القومي بأنه ”دفاعي بطبيعته“.
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع إن البنتاغون سينشر بطاريات إضافية مضادة للصواريخ إلى السعودية، وربما أيضًا المزيد من الطائرات الحربية، كما يُتوقع أن تمدد حاملة الطائرات الأمريكية ”أبراهام لينكولن“ فترة وجودها في المنطقة.
وقال الجنرال جوزيف دونفورد جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن العدد الدقيق للقوات الأمريكية المتجهة إلى المنطقة لم يُحدد، لكنه سيكون ”انتشارًا متواضعًا“ بالمئات، وليس الآلاف.
ويبدو أن ترامب لا يزال يدرس اتخاذ إجراء عسكري مباشرة ضد إيران ردًا على الهجمات على السعودية التي هزت أسواق الطاقة العالمية ووصفها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هذا الأسبوع بأنها ”إعلان للحرب“.
هجمات المنشآت تثبت نجاح العقوبات
وجادلت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، بأن عقوبات ترامب تنجح في تحقيق تأثيرها المنشود على إيران، إذ تشير مكائد النظام الإيراني الإقليمية الفاشلة إلى تعرضه للضغط المطلوب من العقوبات.
وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة الضغط الأمريكية تنجح وتخدم المصالح العربية، وأن الولايات المتحدة لا تحتاج للجوء للرد العسكري المباشر ضد إيران، فمن الممكن أن تضيق الولايات المتحدة الخناق على إيران أكثر بمهاجمة صادرات النفط الإيرانية المخالفة للعقوبات.
فالولايات المتحدة لا تحتاج للمبالغة في الرد على كل خطوة استفزازية تتخذها إيران، ولا يجب أن تلعب لعبة النظام الذي أوشك على الانهيار تحت وطأة العقوبات الأمريكية، فالدول الضعيفة فقط هي من يحتاج للجوء لرد فعل مبالغ فيه.
طائرات تركية مسيرة في سوريا
وبالانتقال إلى الشأن السوري، سلّطت مجلة ”نيو ساينتست“، الضوء على استخدام تركيا الطائرات المُسيرة القاتلة في سوريا، وكيف ستصبح تركيا بذلك أول دولة تستخدم هذا النوع من الطائرات.
وبدأت تركيا مؤخرًا في إنتاج طائرات بدون طيار مسلحة يديرها الإنسان عن بُعد، قادرة على العثور على الأهداف وتعقبهم وقتلهم دون تدخل بشري، وبالفعل سبق وأن أشارت التقارير إلى أن تركيا استخدمتها سرًا مئات المرات في شمال غرب سوريا.
والآن، أعلنت شركة الدفاع التركية ”STM“ أن الجيش التركي سيبدأ ااستخدام الطائرات المُسيرة المسماة ”كارجو“ في مطلع العام المقبل.
ويعتقد أن هذه الطائرات المسيرة البالغ وزنها 7 كغم سيتم استخدامها كجزء من سرب تعاوني قاتل قادر على استهداف وقتل عدة أهداف في آن واحد وشن هجمات مدمرة على الأعداء دون الحاجة للمجازفة بأرواح الجنود الأتراك.