بعد الإفراج عنه.. هل يُنتخب نبيل القروي رئيسا لتونس؟
ثّل الإفراج عن مرشح حزب ”قلب تونس“ لجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في تونس، نبيل القروي، منعطفًا قبل أيام قليلة من الاستحقاق الانتخابي الذي سيجري يوم الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وأذنت محكمة التعقيب في تونس، مساء أمس الأربعاء، بالإفراج عن نبيل القروي من سجنه فورًا، وذلك بعد قبول التعقيب الذي قدمه محاموه في وقت سابق شكلًا، وفي الأصل قضت بنقض القرار المطعون فيه دون إبطال قرار الإيقاف التحفظي والإذن بالإفراج عن القروي.
وأثار قرار الإفراج تساؤلات عن تداعيات ذلك على المسار الانتخابي وحظوظ القروي في جولة الإعادة للرئاسية، وسيكون أمام القروي 48 ساعة قبل حلول الصمت الانتخابي منتصف ليل الجمعة 11 تشرين أول/أكتوبر الجاري، إذا ما اختار القيام باتصالات مباشرة مع أنصاره أو تنظيم اجتماع عام يقدّم فيه برنامجه الانتخابي وربّما يكشف فيه حقائق قد تخدمه في الاستحقاق.
واعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أنّ قرار الإفراج قد يعيد إلى المناخ الانتخابي هدوءه المطلوب، ويقلّص من التوتّر على خلفية ما يسمى مبدأ ”تكافؤ الفرص“ وسيتيح للقروي خوض السباق وهو حرّ طليق تمامًا كمنافسه قيس سعيد الذي امتنع من جانبه عن القيام بحملة انتخابية طالما أن القروي في السجن، حسب تأكيده.
وقال المحلل السياسي محسن بن مصباح إنّ خروج القروي من سجنه سيمنحه فرصة إضافية للتواصل مع النّاس والدفاع عن نفسه وتلميع صورته والقيام بحملته وإن كانت على مدى يومين فحسب، ما قد يزيد من حظوظه في الفوز، خاصة أنّ الإفراج جاء قبل فترة قصيرة من الاستحقاق الانتخابي وهي أهم فترة وأخطرها، والتي يتّخذ فيها الناخب قراره الأخير، وفق تعبيره.
وأضاف بن مصباح أنّه بصرف النظر عن حيثيات إطلاق سراح القروي من الناحية القانونية فإنّ هناك ”سياقًا سياسيًا“ مناسبًا للقروي وللمناخ الانتخابي بشكل عام، حتى يجري هذا الاستحقاق دون أن تشوبه شوائب عدم تكافؤ الفرص بين المترشحيْن.
في المقابل اعتبر المحلل السياسي شكري بن يوسف أنّ خروج القروي قد يُضعف من حظوظه في الانتخابات، موضحًا أنّه منذ إلقاء القبض عليه في أغسطس الماضي والرجل يشهد ارتفاعًا لافتًا بشعبيته وتضامنًا وتعاطفًا من طيف واسع من التونسيين، استثمره في الدور الأول للرئاسية بحصوله على المركز الثاني وتجاوزه إلى جولة الإعادة، وفي الانتخابات البرلمانية التي حلّ حزبه أيضًا فيها بالمركز الثاني.
وقال بن يوسف في تصريحات ، إنّ خروج القروي قبل أيام معدودة من الاستحقاق الانتخابي قد يترك لدى عامة الناس انطباعًا بأنّ هناك ”صفقة“ ما أو تفاهمًا مع أطراف سياسية فاعلة – وأساسًا حركة النهضة وحزب الشاهد الذي لا يزال في الحكومة- ما قد ينسف رصيد التعاطف الذي كسبه طيلة الأسابيع الماضية ويضعه في موقف رجل السياسة الباحث عن مصلحته الشخصية وعن عقد الصفقات، ومن ثم تضعف صورته لدى الناخبين، بحسب تقديره.