الضحية الأولى لحفيد مؤسس”الإخوان”: حدثني عن الحجاب ثم اغتصبني

كشفت الكاتبة الفرنسية هيندا عياري عن تفاصيل جديدة تتعلق بواقعة الاغتصاب التي تعرضت لها على يد طارق رمضان، حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة “الإخوان” الإرهابية، وما عانته من آلام نفسية وجسدية إثر اغتصابها، معربة عن أسفها لهجوم أتباع رمضان المخدوعين فيه بعد تقديم بلاغها إلى السلطات الفرنسية.

في مقابلة صحفية مع صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، قالت الضحية الأولى لطارق رمضان، والتي تقدمت الأسبوع الماضي ببلاغ إلى المدعى العام الفرنسي تتهم فيه حفيد مرشد الإخوان باغتصابها، “أنْ تتعرضي لاعتداء وتفضحي مغتصبك، فذلك يعني أنك امرأة محترمة وتستحقين الاحترام”.

وعن كيفية التعرف على حفيد البنا، قالت عياري: “تعرفت على طارق رمضان، عام 2010، عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث كنت أعيش في ذلك الوقت فترة صعبة بعد انفصالي عن زوجي، كنت سلفية، وحيدة، بلا مال أو سكن، أو عمل، وفقدت حضانة أطفالي الثلاثة”.

وتضيف: “نصحني أخصائي اجتماعي بخلع حجابي للحصول على عمل، وبالفعل خلعت الحجاب، لكنني شعرت بعد ذلك بالذنب لعدم ارتداء الحجاب، وترك الصلاة، ومن ثم تواصلت مع مسؤول صفحة طارق رمضان، للحصول على إجابات حول استشارات دينية كنت أبحث عنها”.

وتابعت عياري، أنه “في تموز/يوليو 2011، حصلت على حضانة أطفالي، وكنت فخورة بنفسي كامرأة حرة، ونشرت صورة على صفحتي الشخصية على “فيسبوك” دون حجاب، ووضعت أحمر شفاه، وبعدها بعث لي طارق برسالة على “فيسبوك” قائلا: “ليس من الجيد أن تفعلي ذلك”، وانتقد وضع مستحضرات التجميل، وإظهار شعري، واعتذرت له، لأنني شعرت بالذنب حقا، وبعد ذلك اليوم، أصبحت المحادثات أكثر حميمية عبر فيسبوك”.

وتابعت: “لم أكتشف الوجه الحقيقي لطارق رمضان، إلا عندما طلب التحدث عبر موقع “سكايب” وصورني بالكاميرا، قائلا لي: “تبدين جميلة أكثر مما كنت أتوقع، وطلب رقم هاتفي ولقائي خلال زيارته لباريس”.

وأشارت الكاتبة الصحفية والمناضلة النسوية ذات الأصول التونسية إلى أنه “في آذار/مارس 2012 خلال لقاء في باريس على هامش مؤتمر كان يلقيه، طلب مشاركته في ركوب سيارة أجرة للتحدث بعيدا عن الناس في هدوء.. كنت أثق به في ذلك الوقت، وكنت مخطئة، لأنني كنت أعتقد أنني ذاهبة لرؤية أخ كبير لي”.

وتابعت عياري: “عندما طرقت الباب أخفق قلبي، واستقبلني بحلوى شرقية، ورفضت، وبعد دقائق انقض عليّ وتحول الحلم إلى كابوس، وتحول الأمير الواعظ إلى وحش، وكلما قاومت كان يصفعني، وكنت أتنفس بصعوبة وكدت أن أموت”.

وأكدت عياري: “كانت أسوأ ليلة في حياتي”، مضيفة أنه “في صباح اليوم التالي، وضع في حقيبتي نقودا لأجرة التاكسي، لكنني رفضت أمواله لأنني لست بائعة هوى، وغادر الغرفة، وطلب مني أن أغادر بعده للحفاظ على سرية اللقاء، وبعدها شعرت بالذنب والخزي”.

واستطردت قائلة: “بعد بضعة أيام من الاعتداء، اتصلت به هاتفيا لأخبره بأن سلوكه العنيف غير مقبول، وكان رده بمثابة صدمة إذ قالي لي: لا أسمح بمناقشة الأمر مع أي شخص.. وهددني قائلا: هند؛ أنا أعرف كل شيء عنك، كوني حذرة إن كنتِ لا تريدين حدوث شيء لك أو لأطفالك؛ لأنني لست وحيدا، لديّ كثير من الناس حولي يدعمونني.. وبعد المكالمة شعرت بالهلع، ومع ذلك، الوقت، تحدثت إلى عدد قليل من الأقارب، كما رويت القصة في كتابي لكن دون ذكر اسمه، تحت اسم مستعار هو (الزبير) لحماية نفسي وأولادي، ولم ينتهِ الأمر عند ذلك، بل واصل تهديداته لي ولأطفالي حال لم أرسل إليه صوري وأنا عارية”.

وأكدت عياري: “هاجمت طارق رمضان، ولم أهاجم الإسلام؛ لأنني سيدة مسلمة، وفخورة بذلك، أحترم قوانين الجمهورية الفرنسية، لكنني أردت فضح طارق رمضان الذي يتاجر باسم الدين، لاستغلال النساء جنسيا، فأنتِ في وجهة نظره إما أن تكوني محجبة أو يتم اغتصابكِ”.

وفي مقابلة أخرى مع مجلة “إل” الفرنسية المتخصصة في شؤون المرأة، قالت هيندا عياري إنها خشيت مقاضاة رمضان عقب الحادث مباشرة؛ لخوفها من تهديداته، مشيرة إلى أنه بعدما أصبح لها شأن في المجتمع لكونها مناضلة نسوية وكاتبة لها ثقل، لا سيما بعد انطلاق وسم على مواقع التواصل الاجتماعي #افضحي_خنزيرك تشجعت لمقاضاته .

وأعربت عياري عن أسفها للرسائل الإلكترونية والمكالمات المسيئة التي لاحقتها بعدما توجهت بالشكوى”، مشيرة إلى أن هذا “الرجل خلفه جيش من المخدوعين فيه، الذين يعاملونه كإله لا يخطئ ويدافعون عنه، ويجهلون أنه منافق ومنحرف”.

وأشارت الكاتبة إلى أنه في المقابل، انهالت عليها رسائل لسيدات كانت أيضاً ضحايا لطارق رمضان، وتعرضن لاعتداءاته الجنسية، إلا أنهن يخشين من مقاضاته، مشيرة إلى أن جميع الرسائل التي وصلتها من ضحاياه وصفته بـ”العنيف ويحض على الكراهية، ولا يستطيع السيطرة على نفسه”، موضحة أن سلوكه لا يعبر عن الإسلام الذي يدعو للتسامح ويحترم المرأة، وأنه يسيء للإسلام باستغلاله لمصالحه السياسية والجنسية.

وفي تقرير لصحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، أشارت الصحفية والمناضلة النسوية كارولين فوريست إلى أنها تواصلت مع 4 سيدات كشفن لها عن وقائع التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضن لها على يد طارق رمضان، عام 2009، مشيرة إلى أن السيدات خفن من تهديدات رمضان وقررن عدم ذكر أسمائهن أو مقاضاته، نظرا لأنه كان يتمتع بشعبية قوية في الأوساط الإسلامية المحافظة، وحتى المعارضين لأفكاره لا سيما العلمانيين، كما كان ينظر إليه باعتباره محنكا في الإسلام السياسي، لذا كان من الصعب فضح انحرافاته الأخلاقية في ذلك الوقت.

من جانبها، أشارت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إلى أن جامعة أوكسفورد البريطانية تعرب عن انزعاجها من تصرفات طارق رمضان باعتباره مدرسا بالجامعة، موضحة أن “الجامعة البريطانية أصدرت بيانا على موقعها الإلكتروني بعد نحو 8 أيام من الاتهام الأول، في 21 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قالت فيه: “لدينا علم بالاتهامات التي أثيرت حول طارق رمضان، وسنأخذها في الاعتبار على محمل الجد”.

فيما صرح المتحدث باسم الجامعة، عقب تقديم البلاغ الثاني ضد رمضان: “لست في وضع يسمح لي بالتعقيب على الاتهامات، لكن الجامعة ستتخذ الرد المناسب خلال الأيام المقبلة”، مضيفا: “لست متأكدا ما إذا كان رمضان سيلقي محاضرات أو يشارك في الحلقات الدراسية أو يشرف على أطروحات دراسات عليا في الفترة المقبلة أم لا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن طارق رمضان، منذ إثارة قضية الاغتصاب ضده في فرنسا، لم يذهب قط إلى المملكة المتحدة”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بين عامي 2012 و2013، بدأت صورة طارق رمضان الذي كان البعض يعتبره مفكرا إسلاميا، تتشوه، عن طريق شهود عيان تعاملن معه وكشفن عن زيفه وانحرافه، أبرزهن فتاة شابة فرنسية من أصول مغربية، تعيش بين فرنسا وبلجيكا، تدعى ماجدة، وكانت إحدى عشيقاته السابقات، وتواصلت مع وسائل الإعلام وشرعت في إصدار كتاب، قبل أن تغيب عن الأنظار بعدما أثيرت حولها الشائعات.

ولفتت الصحيفة إلى الانقسامات التي يواجهها مسلمو فرنسا تجاه طارق رمضان، ما بين المطالبين بفضحه والسير في الإجراءات القانونية لمعاقبته، وبين أنصار نظرية المؤامرة، مشيرة إلى أن “من العار أن يدعم أحد طارق رمضان في جرائم اغتصاب”.

في المقابل، نشر طارق رمضان بيانا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلا: “حملة افتراء يشنها أعدائي”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار