هيكلة” جهاز الأمن تتحول لاحتجاج مسلح في الخرطوم
تنتشر قوات الأمن السودانية بكثافة في العاصمة الخرطوم بعدما أطلق عاملون “سابقون” في جهاز الأمن والمخابرات العامة الرصاص في الهواء، الثلاثاء، احتجاجا على شروط إنهاء خدماتهم، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي للبلاد مؤقتا.
وفي مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، دوى صوت إطلاق الرصاص وقذائف شمال العاصمة، حيث يتحصن مجموعة من منتسبي جهاز المخابرات، الأمر الذي أثار ذعر السكان داخل الأحياء.
ماذا حدث؟
يقول وزير الإعلام فيصل محمد صالح، في بيان، أذاعه التلفزيون، إن المسلحين عاملون سابقون في الجهاز “رفضوا المقابل المادي الذي أقرته الجهات الرسمية مقابل التسريح”.
وأضاف “تواصل الجهات المسؤولة مساعيها لإقناع الوحدات المتمردة بتسليم أنفسهم، وسلاحهم للقوات النظامية”.
وإعادة هيكلة جهاز الأمن والمخابرات العامة كانت أحد المطالب الرئيسية للانتفاضة التي أطاحت الرئيس السابق عمر البشير. وجاء صرف هؤلاء العاملين من الخدمة في إطار خطة إعادة الهيكلة.
كيف بدأ الاحتجاج؟
وأوضح شاهد من رويترز أن أعضاء ملثمين في الجهاز الأمني، يرتدون الزي العسكري، أقاموا نقاط تفتيش في أحد شوارع الخرطوم السكنية الرئيسة، حيث يوجد أحد المبنيين، وشوهدوا وهم يطلقون النار في الهواء.
وقال الشاهد إنه تم نشر قوات الدعم السريع والجيش في شوارع الخرطوم الرئيسة، وإغلاق طرق، بعد أن أطلق المسلحون النار أمام مبنيين يستخدمهما جهاز الأمن والمخابرات العامة.
وأضاف الشاهد أن قوات الأمن أغلقت الطريق المؤدي إلى أحد المبنيين. ويقع الحي الذي تردد فيه دوي إطلاق الرصاص بالقرب من مطار الخرطوم الدولي.
ونتيجة لذلك، قال متحدث باسم وزارة الطيران المدني إن السلطات أغلقت المجال الجوي للبلاد لمدة خمس ساعات كإجراء احترازي بعد بدء إطلاق الرصاص.
“ليس انقلابا”
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، وهو جماعة الاحتجاج الرئيسة في البلاد، أجهزة الدولة “للتدخل فورا لوقف هذه العمليات غير المسؤولة التي تسببت في تصدير القلق للمواطنين داخل الأحياء”.
ومن جوبا في جنوب السودان، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد قوات الدعم السريع، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إنه لن يعتبر ما حدث اليوم محاولة انقلاب، مشيرا إلى أن مثل هذه الأحداث لن تمر مرور الكرام.
وأضاف إنه لن يتم قبول أي انقلاب أو تغيير غير قانوني، مؤكدا أن التغيير الوحيد سيأتي من الشعب السوداني.