”خطيبتي العذراء حامل“ تشعل جدلا واسعا
أثارت رواية الكاتب سيد داود المطعني الصادرة حديثا، عن دار السعيد للنشر والتوزيع، جدلا في الأوساط الثقافية بسبب عنوانها ”خطيبتي العذراء حامل“ الذي وصفه منتقدون بأنه ”مستفز“.
وجاء في الانتقادات التي تناقلتها وسائل إعلام محتلفة أن ”الكاتب اختار عنوانا مستفزا غرضه تجاري لزيادة الإقبال على الرواية، دون مراعاة لعادات وتقاليد المجتمع المصري“، ووصل الأمر إلى المطالبة بمنع عرض الرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
من جانبه، وجه المطعني رسالة لمنتقديه، قائلا: ”أستغرب التهجم علي واتهامي بالإسفاف في اختيار العنوان، المنتقدون شنوا هجوما قبل أن يقرأوا الرواية ويعرفوا مضمونها أو يقفوا على محتواها والقضايا التي تعالجها“.
وقال المطعني فى تصريحات صحفية : ”لكل من تهكم على الرواية؛ أنتم تشبهون كثيرا مدام نبيلة، إحدى شخصيات الرواية التي كانت تروج الأكاذيب عن خطيبة البطل التي حملت وهي لم تزل عذراء، دون أن تعرف التفاصيل أو تسأل عن التفسيرات العلمية“.
وأضاف: ”كنت أتمنى أن تبحثوا عني في محركات بحث غوغل، أو تبحثوا عن مؤلفاتي السابقة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وستجدونها في غوغل أيضا، حينها فقط كنتم ستعرفون توجهاتي وأفكاري، وكم هي المسافة بيني وبين مكارم الأخلاق“.
سر العنوان
ويلخص عنوان ”خطيبتي العذراء حامل“ أحداث الرواية، إذ تصاب خطيبة بطل الرواية بحالة إغماء في بداية الأحداث وتنقل إلى المستشفى، ليخبرهم الطبيب الشاب أنها حامل.
وبعد تبادل نظرات الاتهام بين البطل وخطيبته، وكذلك بينه وبين والديها، يصر الشاب على عرض خطيبته على طبيبة متخصصة في أمراض النساء والتوليد، لتفاجئهم الأخيرة أنها حامل بالفعل، وعقب الكشف عن عذريتها، يتبين للطبيبة أن الفتاة لم تزل عذراء.
ومن هنا، تبدأ أحداث الرواية بالتسارع والتشويق والشد والجذب بين جميع الأطراف، وأمام هذه المعضلة يحدد بطل الرواية موعدا لزيارة أحد أساتذة طب النساء والتوليد، ليعرض عليه خطيبته، للوقوف على تفسير علمي لحمل العذراء، يكون مقبولا عقلا ومنطقا.
وخلال فترة انتظار موعد زيارة الدكتور تشتعل الأحداث داخل الحارة المصرية، وينتشر الخبر بسرعة البرق، ملفوفا بإشاعات وأقاويل يرددها بعض أبطال الرواية ممن حملوا على عاتقهم مهمة تأليف القصص عن أسباب ذلك الحمل.
وأشار الكاتب إلى أن روايته تحمل توجها اجتماعيا مع شذرات علمية وأخرى فلسفية، ومواقف إنسانية ورومانسية، ورسائل تهدف إلى المحافظة على القيم المجتمعية والسمو بمكارم الأخلاق، وليس كما يشاع عنها أنها مليئة بالإسفاف.
يقول الكاتب على لسان بطل روايته: ”لم أسمع في حياتي عن عذراء تحمل، إلا السيدة مريم عليها السلام، والتي أنجبت السيد المسيح عليه السلام، لتكون معجزة إلهية تخرق نواميس الكون، فهل جعل الله لخطيبتي سلمى ما سبق وأن كان للسيدة مريم البتول؟ بالطبع.. هذا لم يكن“.
وفي الرواية تبرز معاناة بطلها من الأقاويل والشائعات والأكاذيب عنه وعن خطيبته، حتى أنه كاد يصدقها لبراعة حبكتها؛ يقول: ”كدت أصدق عن نفسي ما سمعته أذني من قصص الصول بكري، وابراهيم الكاوتش، فما بال هؤلاء الناس الذين ينصتون إليهم؟ لا أدري من ذا الذي جعل الصول بكري وإبراهيم الكاوتش بوقا لإعلام الحارة، يطلون على الناس من نافذتها، يقصون عليهم الأكاذيب؟“.
وأضاف الكاتب: ”فكرة تأليف الرواية نبعت من اطلاعي على قصة واقعية؛ شخص فيها طبيب المستشفى إحدى الحالات بالحمل في الشهور الأولى، وبعد زيارة الطبيبة المتخصصة أكدت لهم الحمل، وزادتهم أنها لم تزل عذراء، وقررت من حينها أن تكون فكرة إحدى رواياتي، أرصد من خلالها بعض العادات السيئة في مجتمعاتنا، وأعمل قدر الإمكان على معالجتها“.
وقال المطعني ”حرصت في صياغة الرواية على احترام القيم الأخلاقية، والبحث في الأسباب والتفسيرات العلمية، وكذلك الرقي بالكلمة، مستخدما اللغة العربية الفصحى في بنائها، إلا في الحوار بين شخصيات الرواية والذي جعلته بالعامية المصرية“
وتابع: ”عندما قررت نشرها، لم أكن أستهدف فئة بعينها، أو جمهورا بعينه، ولكني خاطبت فيها جموع المثقفين، وأتمنى أن تقع روايتي في أيدي عشاق الأدب، لأنها مشبعة بالعبارات الأدبية، بجانب السرد القصصي التشويقي، والرسائل المجتمعية المرسومة بين العبارات المعبرة عن الأحداث“.