الحزب الاشتراكى المصرى : تحية لثورة يناير فى ذكراها التاسعة
يمر اليوم تسع سنوات على حدث من أعظم وأنبل أحداث تاريخ مصر، والتاريخ الإنسانى بأسره، حينما وقف العالم مبهورا وهو يرقب بإعجاب الملايين من أبناء الشعب المصرى، وهم يطرحون عن كاهلهم أصفاد نظام فاسد ومستبد، وتابع وفاشل، ويخرجون عن بكرة أبيهم، يهتفون: “الشعب يريد إسقاط النظام”، ومطالبين ب”العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية”.
غير أن السنوات التسع الماضية قد شهدت تقلبات فى المواقف وتبدلات فى المواقع تعرى وتكشف انتهازية الكثيرين من خدم كل الأنظمة، والآكلين على كل الموائد، والمطبلين لكافة النظم، حيث اعتادوا، وخاصة مع مقدم ذكرى الثورة الخالدة من كل عام، التسابق على نهش عرضها، والتهجم الفاجر على سيرتها، وتحميلها أوزار السياسات والانحيازات الاقتصادية والاجتماعية للأثرياء والأقلية التى تحتكر السلطة والثورة، والتى ضاعفت من آلام ومعاناة الجماهير، ومن أعباء الحياه على الأغلبية العظمى من المواطنين. والادعاء بأن الثورة هى سبب كل ما حل بشعبنا من بلاء، ولحق بوطننا من كوارث وويلات، هو ادعاء كاذب جملة وتفصيلا، فالثورة لم تحكم ليوم واحد، بل جرى التآمر عليها، ولم يكن تسليم السلطة لجماعة الإخوان الإرهابية العميلة إلا إحدى حلقات هذا التآمر، بهدف تشويه صورة الثورة، والتشويش على فكرتها النبيلة، و”تعقيم” المجتمع من روح المقاومة والمطالبة بالحق، وهو ما أدركته حكمة الشعب المصرى، الذى لم يلبث أن انتفض ثانية للإطاحة بحكم الطغمة الدينية التى أريد لها أن تحكمنا باسم السماء.
وفى هذا السياق فإن المرتزقة من المتاجرين بآلام الشعب، وأولئك الذين فروا إلى الخارج للارتماء فى أحضان رعاتهم ومموليهم ومحركيهم، بعد أن نالوا نصيبهم من نهب ثروة الوطن، وكذلك مدعى الثورية والنضال من لندن واستانبول والدوحة ونيويورك، فنحن نحذر شعبنا من الاستجابة لدعاويهم الثورية الكاذبة، التى خبرناها فى الماضى، ولازلنا نكتشف فى كل يوم خداعهم وتآمرهم.
وإننا فى الذكرى التاسعة لثورة يناير المجيدة، إذ نحيى كل من شارك فيها واستشهد فى ملاحمها، أو أصيب فى أحداثها، لعلى ثقة أكيدة بأن شعاراتها النبيلة ستظل تعبر عن آمال الشعب المصرى فى العدل والحرية، وهى أهداف لا غنى عنها لأى مجتمع يطمح إلى التقدم، وتحقيقها معقود على وعى وصلابة الوطنيين الحقيقيين الذين تحركهم نوازع خدمة الشعب والوطن.