حمدين صباحى يرسل خطاب للسيسى بشان الافراج عن المحبوسين أحتياطيا
قام المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحي ، بأرسال رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مطالبا بسرعة الافراج عن المحبوسين احتياطيا ، وكل من عليه احكام فى جرائم لا تمثل تهديد على المجتمع .
وتابع صباحي ،قائلا : “باسم قلبي المفطور على وطني وأحبائي وبني الإنسان في كل مكان:. مشددا على انه لا يطلب فقط الإفراج عن سجناء الرأي الذين يعرفهم ويوافقهم وبعضهم في منزلة أبنائه وأخوته ولهم من المحبة في قلبه ما لا يقل عن محبته لأبنائه وأحفاده وأخوته، ومعرفته الوثيقة بهم تحسم اقتناعي ببراءتهم من كل اتهام ” بل عن كل الفئات التي ذكرها”.
وقال صباحي في ندائه ” إن أفضل مناخ لنشر العدل والمحبة هو احتضان مصر لكل بنيها بلا نبذ ولا عزل ولا إقصاء ولا تمييز ـ ما عدا من خرج عليها حاملاً السلاح سافكاً دمها الزكي بالإرهاب ـ واحترام آرائهم بلا حجر ولا منع ولا قمع ثم تأخذ منهم ـ وكلهم يخطىء ويصيب ـ ما يحقق شروط النجاة والأمان وما يحفظ وحدتها وتضامنها”.
وإلى نص خطاب صباحي للرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي
رئيس جمهورية مصر العربية
تحية طيبة وبعد
هذا نداء من القلب والعقل من مواطن مصري إلى رئيس الجمهورية في ظل محنة تخيم على الوطن والعالم، تنذر بأوخم العواقب لكنها قد تستنهض أنبل الفضائل.
إن البشرية تدفع ثمناً فادحاً لكي تتعظ وتتعلم. والدرس الأهم أن هذه الجائحة قالت للإنسان: لا أمان لك إلا بنجاة سواك.
كلنا يواجه نفس المصير ولكي ننجو لا بد أن نتوحد في المواجهة. هذه هي حكمة المحنة التي تفرض على الكل أعمق معاني الوحدة وأوسع إجراءات التضامن الإنساني بين كل الشعوب.
والوحدة الوطنية أولى والتضامن الوطني أوجب. وهذه قيمة طالما آمن بها وسعى إليها الراشدون اختياراً، لكنها تحت وطأة الوباء أصبحت إضطرارا.
فالناس اليوم يتقلبون بين خوفين : الخوف من الموت مرضًا والخوف من الموت جوعًا. وإذا كنا موقنين بأننا سنجتاز هذه المحنة بصدق التضرع لله والثقة في لطفه ورحمته، وبصدق الأخذ بالأسباب العلمية والتنظيمية والسلوكية، فإن الآثار الاقتصادية الاجتماعية لهذه المحنة ستمتد لسنوات في ظل ما سببته من كسادٍ وتباطؤ في النمو.
وهذا ما يلزمنا بأن نحرص على وحدتنا وتضامننا الوطني لأنهما شرط النجاة. ولا يكفي أن يكون هذا الفهم طريقةً لإدارة أزمة تنتهي بانفراجها بل منهجاً متواصلًا في الحياة والحكم يتحلي به الشعب والسلطة، الموالاة والمعارضة، المواطن والرئيس.
وهو منهج كفيل بأن يفتح للوطن ومواطنيه آفاق مستقبل أفضل إذا مارسناه بتعففٍ عن المن، واستعلاء عن المكايدة، واستغناء عن القايضة، وهو منهج يتطلب من الجميع مراجعة أمينة نزيهة لتفكيرنا وسياساتنا وسلوكنا . مراجعة تقدم نقد الذات على نقد الآخرين وتستهدف تحقيق الوحدة والتضامن بين كل المصريين باحترام تنوعهم الطبيعي وإنهاء التمييز بينهم وتأكيد المساواة على قاعدة المواطنة. وإدراك خطرين داهمين هما أكثر ما أصاب وحدة المصريين وتضامنهم ولا زالا يهددانها وهما الظلم والكراهية ، وإنه لا علاج ناجعًأ لهما إلا بالعدل والمحبة.
وإن أفضل مناخ لنشر العدل والمحبة هو احتضان مصر لكل بنيها بلا نبذ ولا عزل ولا إقصاء ولا تمييز ـ ما عدا من خرج عليها حاملاً السلاح سافكاً دمها الزكي بالإرهاب ـ واحترام آرائهم بلا حجر ولا منع ولا قمع ثم تأخذ منهم ـ وكلهم يخطىء ويصيب ـ ما يحقق شروط النجاة والأمان وما يحفظ وحدتها وتضامنها.
وإنني لأعلم يا سيادة الرئيس أن هذه الرؤية لا تتجسد إلا بما يترتب عليها من صياغة استراتيجية وسياسات عامة وإجراءات تنفيذية نحتاجها الآن ومستقبلًا. وعندي ما قد يفيد في هذا لكنني أثق أن مصرغنية بعقول وخبرات هي أكثر مني تخصصًا وكفاءة، وهذا ما يدعونني أن اقترح على سيادتكم تشكيل لجنة اقتصادية إجتماعية موسعة تضم خبراء ورجال اقتصاد وأعمال وممثلين للعمال لبلورة حزمة قرارات متماسكة ومتكاملة تكفل حماية الاقتصاد القومي من آثار هذه الجائحة وتحقق منذ اللحظة الأولى الحماية والمسئولية الاجتماعية الواجبة تجاه الفئات الأكثر تضرراً والأشد احتياجاً .
وإني لأرجو أن يكون على جدول أعمال هذه اللجنة دراسة “تقدير الموقف” الذي نشره الخبير الوطني المتميز علمًا وخُلقًا أحمد السيد النجار والذي أتمنى أن يصادف قبولكم للأخذ بما جاء به من خطوات راشدة لمواجهة هذه المحنة. وما أكثر أمثاله من المصريين الأكفاء المخلصين الذين يستطيعون عبر حوارٍ جاد عاقل في مناخ من الحرية أن يقدموا لمصر خير القول المفضي إلى خير العمل.
وأخلص إلى مطلب إجرائي وحيد اختتم به هذا النداء: الإفراج عن السجناء.
ولست بحاجة للإفاضة فيما هو معلوم من اكتظاظ السجون، ومخاطر تفشي الوباء فيها على النزلاء والضباط والجنود والعاملين وأسرهم.
وقد تابعت بتقدير وتأييد حزمة الإجراءات التي اتخذتها حكومتكم لإبطاء انتشار ومن ثم احتواء الوباء والتي تماثلت مع الخطوات التي اتخذتها دول العالم من تباعد اجتماعي وحظر تجول وإغلاق لبعض البؤر ومنع السفر وغيرها من الخطوات التي أصبحت تمثل “خريطة طريق” دولية لمواجهة الوباء.
غير أني استرعي انتباهكم إلى أن الحكومة قد تجاهلت خطوة رئيسية في هذه الوصفة الدولية هي الإفراج عن السجناء. وهو الإجراء الجوهري الذي طبقته عديد من الدول، وتوحد عليه أعداء ألداء كحكومتي الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. وهذه نقطة ضعف فادحة في أداء الحكومة تأخرت فيها كثيراً إلى الآن ما عدا عدد محدود استبشرنا به خيرًا ووجهنا الشكر المستحق، ولا زلنا ننتظر لنوجه المزيد.
إن الإفراج عن السجناء فضلاً عن لزومه كجزء لا يتجزأ من جدية مواجهة الوباء هو خطوة فارقة في البيئة…