شاهد ..قتيل جديد على يد الشرطة الأميركية.. وفيديوهات توثق “العنف”
لا تزال عدسات الكاميرات في أميركا ترصد العنف الذي يمارسه عناصر الشرطة في مختلف الولايات ضد المتظاهرين، الذين خرجوا أصلا للاحتجاج على عنف الشرطة، لكن ما يزيد الوضع اشتعالا هو مقتل صاحب مطعم من أصول إفريقية خلال تفريق الشرطة للاحتجاجات.
ومنذ مقتل الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد، على يد رجل الشرطة ديريك تشوفين، خلال عملية اعتقال في مدينة مينيابوليس، اجتاحت الولايات المتحدة تظاهرات غاضبة، رفضا للتفرقة العنصرية ولعنف الشرطة المستخدم ضد المدنيين أصحاب البشرة الداكنة.
إلا أن تلك الاحتجاجات، لم تفلح في التخفيف من حدة العنف الذي يستخدمه رجال الشرطة، بل زادت منه مع استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، والضرب، والاعتقالات.
وكما فضحت كاميرات الهواتف المحمولة الجريمة التي ارتكبها رجال شرطة بحق فلويد، وثقت أخرى العنف الممارس بحق متظاهرين عزّل.
وكانت مدينة لويسفيل في ولاية كنتاكي، أحدث المدن التي فقدت أحد مواطنيها نتيجة عنف قوات الأمن، إذ نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، مقاطع فيديو من زوايا مختلفة، التقطها شهود عيان وكاميرات مراقبة، وثقت مقتل ديفيد مكاتي على يد عناصر الشرطة والحرس الوطني.
The @nytimes synched up surveillance and bystander video of the David McAtee shooting. Adds audio and footage of Dino's to what LMPD released earlier this week. pic.twitter.com/Kq9uKxhmlN
— Adam K. Raymond (@adamkraymond) June 5, 2020
وبدأت الواقعة مع وصول قوات الأمن لفرض حظر تجول، يبدأ من الساعة التاسعة مساء، في منطقة مكتظة أمام مطعم مكاتي “يايا للشوي”، حيث كان مجموعة من الأشخاص يتناولون الطعام في الخارج.
وما أن وصلت قوات الأمن للمكان، حتى بدأت بإطلاق طلقات تعرف بـ”كرات الفلفل” التي تتسبب بتهيج العين والأنف، صوب المجتمعين أمام المطعم، مما دفعهم إلى إخلاء المكان بسرعة والدخول إلى المطعم.
ومع اندفاعهم إلى الداخل، استمر رجال الشرطة بإطلاق الطلقات نحو الباب، وليس على الأرض بحسب ما ينص عليه القانون، حتى كادت طلقة منهم أن تصيب رأس ابنة أخ مكاتي التي كانت قرب الباب.
ودون أن يدرك مكاتي من أطلق الطلقات، اقترب من الباب وأطلق رصاصة من مسدس كان بحوزته نحو الشارع، مما دفع رجال الأمن للتراجع، قبل أن يطل هو مجددا من خلف الباب رافعا يده، ليقوم رجال الأمن بإطلاق 18 رصاصة نحوه، مما أدى إلى إصابته بطلقة في الصدر.
وتقوم الشرطة الآن بالتحقيق مع رجال الأمن المتورطين في الواقعة، خاصة وأن كتيب التعليمات الخاص بشرطة المدينة، ينص بوضوح على أنه على رجال الشرطة “أن يتجنبوا استخدام العنف في تفريق التجمعات السلمية”، وأن “يعرفوا بأنفسهم”، بالإضافة إلى “إعطاء تعليمات واضحة بالتفرق ومنح المتجمعين وقتا كافيا لتنفيذها”، وهي جميعها أمور لم يلتزم بها رجال الأمن في حادثة مقتل مكاتي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أثار الجدل مع بداية خروج الاحتجاجات، من خلال تصريحات طالب فيها حكام الولايات بالتعامل بـ”صرامة” مع التظاهرات، داعيا إياهم إلى استدعاء الحرس الوطني و”اعتقال الناس”.
وأضاف: “عليكم القبض على الأشخاص، عليكم تتبع الأشخاص، وعليكم وضعهم في السجن لمدة 10 سنوات ولن ترى هذه الأشياء مرة أخرى أبدا… نحن نفعل ذلك في واشنطن العاصمة، سنقوم بشيء لم يره الناس من قبل”.
كما وجه الرئيس الأميركي عدد من التغريدات إلى “الأناركيين”، أي الفوضويين، معتبرا أن الكثير من المتظاهرين يحاولون فقط القيام بأعمال شغب وتهديد الأمن العام.
واتهم أيضا “قادة الاحتجاجات بارتكابهم الإرهاب”، قائلا: “الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد يقودها إرهابيون محليون وهذه جريمة ضد الإنسانية.. سأحارب “من أجل إبقاء البلاد آمنة”.
وتعليقا على الخطوات التي قام بها ترامب، قال الباحث في الشؤون الأميركية ماريو أبو زيد، إن تصريحات الرئيس كانت تدعو للتعامل بشكل “أكثر صرامة لمواجهة أعمال العنف والتكسير والسرقات التي ارتكبها بعض المشاركين بالتظاهرات”.
واستطرد موضحا أن ترامب يتعامل مع عدد من الجبهات التي “تحاول استغلال هذه التظاهرات لأهداف أخرى”، وأضاف: ” هناك استغلال من الحزب الديمقراطي للاحتجاجات بشكل كبير في ولايات أساسية، إذ صورها على أنها ضد البيت الأبيض، وهو أمر غير صحيح، خاصة وأن الولايات المتحدة على أعتاب انتخابات رئاسية”.
مشاهد عنف تتكرر
وبالرغم من تأكيد ترامب أن تصريحاته تستهدف “الفوضويين”، فإن موجة غضب جديدة أثيرت بعد مقتل فلويد، بسبب تكرر مشاهد العنف ضد المتظاهرين.
فخلال الأيام القليلة الماضية، لم تكن حادثة مقتل مكاتي الوحيدة التي وثقت عنف الشرطة، إذ نشرت وكالة “رويترز” للأنباء مشهدا آخر مروع وقع في بافالو بنيويورك.
WARNING: GRAPHIC CONTENT Video shows police in Buffalo, New York, in riot gear shoving a white-haired man to the ground and appearing to march past him https://t.co/JOGKvQ5UNd pic.twitter.com/kCak153VH2
— Reuters (@Reuters) June 5, 2020
ويظهر في الفيديو مجموعة من رجال الشرطة المدججين بالسلاح وهم يمشون في أحد الشوارع، يقترب منهم رجل أشيب الشعر، الذي يبدو من الفيديو أنه كبير في السن، ليتحدث معهم، قبل أن يقوم أحدهم بدفعه بقوة، ليقع الأخير على الأرض ويبدأ بالنزف من أذنه.
ومع قساوة المشهد، فإن رجل الشرطة الذي دفعه استمر في السير، بينما حاول آخر الاقتراب من الرجل للتأكد من سلامته، لكن زميله الشرطي دفعه للمضي قدما في السير. ويبدو من الفيديو مجموعة من رجال الشرطة وهم يطلبون المساعدة الطبية عبر أجهزة الاتصال الخاصة بهم.
DON'T LOOK AWAY.
The cop groped her and when she tried to break away, she was beaten while standing still.
THIS IS AN ATTEMPT TO CRUSH DISSENT LIKE A DICTATORSHIPpic.twitter.com/j4Kzei2INx
— Peter Daou (@peterdaou) June 4, 2020
مشهد آخر تم توثيقه في بالكاميرا ونشره على موقع تويتر، لم يتضح الموقع الذي تم تصويره فيه، يُظهر رجال الشرطة وهم يحاولون تقييد يدي امرأة، إلا أنها نجحت بالإفلات منهم، لينهالوا عليها بالضرب المبرح حتى سقطت على الأرض، وتم تقييد يديها.
This gang of bikers brutally beat peaceful protesters.
FIRE THEM#PoliceBrutality
— David Leavitt (@David_Leavitt) June 5, 2020
وفي فيلادلفيا، أظهر مقطع فيديو على تويتر، مجموعة من رجال الشرطة كانوا على متن دراجات هوائية، وهم ينهالون بالضرب بالعصي على مجموعة من المتظاهرين السلميين، من بينهم امرأة تم إسقاطها على الأرض وضربها بقوة.
ولعل أحد أكثر الفيديوهات التي انتشرت بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم، هو فيديو لطفلة تصرخ وتبكي من الألم بعد أن أطلق رجال الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاهها.
Soldiers can’t use tear gas in war. Police in America use tear gas on our children 😡
Disarm. Disband. Disarm.#fvck12https://t.co/BDuNUmmhAI— NotInMyNeighborhood (@NotInMyDekalb) June 5, 2020