استشارى صدرية: الكمامة بريئة من «ادعاءات التسمم».. ومرضى الحساسية الأولى بها
مع عودة الحياة بعد الحظر وقدوم فصل الصيف، انتاب البعض القلق من إصابتهم، بتسمم ثانى أكسيد الكربون، أو أمراض الحساسية والالتهابات الجلدية، نتيجة ارتداء الكمامات لفترات طويلة.
الدكتور حمدى مليجى، استشارى الأمراض الصدرية والحساسية والربو الشعبى، أكد أنه لا داعى للقلق، وقال: «ارتداء الكمامة أمر حاسم وضرورى، بل ارتداؤها هو الحل القاطع لإنهاء حالات كورونا من مصر، فى ظل عدم اتخاذ البعض للإجراءات الاحترازية، والتى بسببها زاد انتشار حالات كورونا، فالكمامة الصحية والمطابقة للمواصفات، لا تسبب أى قلق أو خوف من بعض الأمراض خاصة تسمم ثانى أكسيد الكربون، فهذا مستحيل الحدوث».
وأضاف: «تسمم ثانى أكسيد الكربون لا ينتج من الكمامة، وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية أيضا، ولكن بعض من يعانون مما يعرف بالسدة الرئوية، ومعظمهم من المدخنين، يحدث لهم فشل تنفسى من النوع الثانى، وهذا يتسبب فى ارتفاع نسبة ثانى أكسيد الكربون لديهم، وقد يتأثرون بالضيق إذا كانت الكمامة غير مطابقة للمواصفات، أو يتم ارتداؤها لفترة طويلة، وحتى هذا احتمال لم يثبت حدوثه حتى الآن، واحتياطيا ننصحهم بالتزام البيت، والنزول للضرورة فقط، وعدم ارتدائها إلا فى الأماكن المغلقة والمزدحمة فقط».
وأشار مليجى إلى أن 80% من أمراض الحساسية تحدث لسببين فقط، وهما الفطريات، والغبار المنزلى، الناتج عن الحشرات التى تعيش فى الأتربة والمفروشات القطنية والموكيت فيما يعرف بـ«بق الفراش أو العتة»، لهذا نجد من يدعى أنه يعانى من حساسية الموكيت، مثلها مثل حساسية الكمامة، مجرد ادعاء لا صحة له، لأنه يعانى من حساسية حشرة «العتة» التى تسكن الموكيت، فالكمامة هنا قد تظهر الحساسية لديه، لكن لا تتسبب فيها، ولن يعانى من ارتدائها، إذا كانت صحية ومطابقة للمواصفات، خاصة أنها غير محكمة على الوجه تماما بل بها نفاذية تسمح بالتنفس جيدا، ومريض الحساسية هو الأحوج لارتداء الكمامة من غيره لأن استعداد العدوى لديه أعلى من غيره، وكفاءة الرئة أقل، وعليه اصطحاب أدويته وخاصة البخاخة معه حال نزوله من المنزل، وعدم ارتدائها إلا فى الأماكن المغلقة والمزدحمة فقط. ويضيف استشارى الصدرية أنه لا يجب الاستهتار بالطفل، ولا الخوف عليه من ارتداء الكمامة أيضا، فهى لن تؤذيه، لكن ستحمى من حوله، لأنه من الممكن أن يكون ناقلا للعدوى، حتى بدون أى أعراض لديه، والأهم هو شراء الكمامات من مصدر موثوق فيه، وبعد ذلك لا قلق من أى شىء، مع اتباع نصائح منظمة الصحة العالمية عند ارتداء الكمامات، ومنها تثبيت الكمامة على الوجه بشكل سليم، بحيث تغطى الأنف والفم جيدًا، وإحكامها بشكل مناسب يسمح بالتنفس بشكل طبيعى، وخلعها فورًا حال تبللها أثناء ارتدائها، واستبدالها بأخرى، مع تجنب إعادة ارتداء الكمامات المخصصة للاستعمال مرة واحدة، وغسل الوجه جيدًا بالماء والصابون قبل ارتدائها، لإزالة الأتربة التى تسبب التهابات البشرة عند احتكاك الجلد مع الكمامة.