مرشح “المصري الديمقراطي” بانتخابات الشيوخ.. التحالف مع حزب مستقبل وطن تحالف انتخابي وليس سياسي .. و انتخابات مجلس النواب هي المعركة السياسية الأهم بالنسبة لنا “حوار “
– مجلس الشيوخ بالصلاحيات الحالية يفتقد جزءاً كبيراً من أهميته كغرفة برلمانية ثانية .
– اللجنة الداخلية المُشكلة من الهيئة العليا للحزب في حالة انعقاد مستمر لاختيار مرشحي الحزب المحتملين في انتخابات مجلس النواب .
– لدينا أسلوب وطريقة إدارة سياسية مختلفة تقوم علي أهمية المشاركة والحوار وعلي شركاؤنا في الحركة المدنية والتحالفات السياسية احترام خياراتنا بدون مزايدة أو اتهامات مثلما نحترم خياراتهم .
– سنقبل المشاركة في تحالف انتخابي جديد مع مستقبل وطن في انتخابات النواب كما قبلنا ذلك في مجلس الشيوخ .
– التحالف الانتخابي طلب من فريد زهران رئيس الحزب أن يكون ضمن مرشحي الحزب لكنه رفض .
حاورت “السلطة الرابعة” محمود سامي ، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وأحد مرشحي الحزب لمجلس الشيوخ على القائمة الوطنية من أجل مصر، وذلك تزامناً مع الاستعداد لانتخابات مجلس الشيوخ المزمع عقدها يومي 11 و12 أغسطس المقبل.
وأكد نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي، أن الحزب مواقفه المبدئية ثابتة وواضحة وما يرفضه وهو خارج غرفتي البرلمان سيتم رفضه وهو في الداخل.
وإلي نص الحوار:
* لماذا وافق الحزب على الدخول في تحالف سياسي مع حزب مستقبل وطن وأحزاب الموالاة الأخرى ؟
– عندما عرض علي الحزب الدخول في قائمة مشتركة مع أحزاب موالاة تم مناقشة ذلك تفصيلا والاتفاق على خطوط عريضة اعتقدنا أنها تمثل لنا تطمينات لقبول الدخول في قائمة مع الاحزاب التي يوجد بيننا وبينها اختلافات سياسية عميقة، ولكن في النهاية تأكد لنا أن المطروح هو تحالف انتخابي وليس سياسي، وهذا التحالف ينتهي مع آخر يوم في العملية الانتخابية، ولكل حزب في القائمة حرية تقديم الخطاب السياسي الذي يؤمن به، وأن يكون لكل حزب في القائمة حرية الحركة في الشارع لإيصال خطابه السياسي ورؤيته، و كان هناك امل في أن يكون ذلك بداية انفراجه سياسية حقيقية، وبداية النهاية للتضييق الأمني والسياسي علي أحزاب المعارضة وإتاحة الفرصة للحزب لدعم أعضاءه المحبوسين بسبب مواقفهم السياسية والسعي للإفراج عنهم في أقرب وقت ممكن .
أما علي المستوي المبدئي، وفي خلال السنوات السابقة التي اتسمت بقدر هائل من التضييق فقد سعي حزبنا دائما لرفض مبدأ العدمية السياسية الرافضة لأي حلول بل كنا دائما نتبع أهم مبادئ السياسة وهي أن السياسة فن الممكن ومحاولة إيجاد وسائل للاستمرار، لذا لم نرفض ابدا أن نكون جزءا من الحوار في اي من قضايا الوطن مهما كان الخلاف، مثال مشاركتنا في الحوار الذي دعينا له في شأن التعديلات الدستورية، ولكن لم تجعلنا المشاركة نتخلى عن مبادئنا، فتلك المشاركة لم تحيدنا ابدا عن موقفنا الرافض للتعديلات الدستورية ولم يغير وجود أعضاء لنا في البرلمان من موقفنا الرافض لاتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، وقيام مؤسسات الحزب بفصل من صوت من أعضاء حزبنا في البرلمان بالموافقة علي تلك الاتفاقية أو وافق لاحقا علي التعديلات الدستورية خلافا لموقف الحزب، فالموافقة علي المشاركة أو الحوار شيء والتخلي عن المبادئ شيء أخر.
لذلك أقول آن سياستنا العامة التي اشرت اليها هي ما ضمنت لنا الاستمرارية كحزب به كوادر ووجود معقول في المحافظات بالإضافة إلى احترام مؤسسات الدولة الدائم للحزب بالرغم من الخلافات العميقة بيننا والتي جعلت العديد من أعضاء الحزب عرضه دائما لتضييقات مستمرة خلال الست سنوات الأخيرة.
* هل سيستمر الحزب كحزب معارض بعد أن قبل الدخول في القائمة الوطنية الموحدة من اجل مصر ؟
– بالتأكيد مواقفنا المبدئية ثابتة وواضحة وما نرفضه ونحن خارج غرفتي البرلمان سنرفضه ونحن في الداخل، نفاوض على الحوار والمشاركة الإيجابية مع أي من مؤسسات الدولة أو أحزاب الموالاة بلا كلل أو ملل ولكن لا نفاوض علي موقف مبدئي أبداً.
* ما هو الوضع القانوني للمحبوسين من أعضاء الحزب حاليا ؟
– لدينا حاليا اثنين من قيادات الحزب في السجن بتهم مختلفة غريبة مثل الانضمام لجماعة إرهابية، لا نستطيع أن نتخيل أن الحزب الذي كان في خط الدفاع الأول عن مدنية الدولة في ٣٠ يونيو ٢٠١٣, والذي جاء اثنان من قياداته كرئيس للحكومة ونائب رئيس للحكومة في أول وزارة بعد الإطاحة بحكم الاخوان (الدكتور حازم الببلاوي والدكتور زياد بهاء الدين) , يتهم أحد أعضائه الأن بالانضمام لجماعة إرهابية !! أرجو ان تمثل الخطوة الصعبة التي وافق عليها حزبنا بقبول الدخول في القائمة الوطنية الموحدة بداية انفراجه سياسية حقيقية تساهم في الافراج عن اعضاء حزبنا وكل المسجونين على ذمة قضايا الرأي من السجون.
* هل تعتقد أن مرشحي الحزب الثلاثة لمجلس الشيوخ سيكون لهم تأثير على مجلس يتكون من ٣٠٠ عضو حال نجاحهم ؟
– حتى أكون أمينا، فمن ناحية العدد نعم التأثير محدود، ولكن من ناحية ثقة الحزب في كفاءة ومهنية المرشحين عنه ووقوف كل قيادات وأعضاء الحزب بكل خبراتهم المتنوعة خلف هؤلاء النواب سيزيد من وزنهم ومكانتهم، فنحن متأكدون أننا سنكون من افضل العناصر حال نجاحنا في مجلس الشيوخ سواء من ناحية خبرات اعضائنا المهنية أو من ناحية خبراتهم السياسية. وأهم من ذلك لدي يقين من إيمانهم بأيدولوجية الحزب وولائهم لأفكاره بدون مساومة أو سعي للحصول علي مكاسب فردية.
كذلك أعرف أن إيمان المرشحين بالديمقراطية الاجتماعية شيء لا شك فيه، وايمانهم العميق أن الديمقراطية الاجتماعية هي أفضل خيار لشعبنا وهو ما اثبتته تجارب دول عديدة في شمال أوربا وأمريكا اللاتينية.
* ما هي استعدادات الحزب بالنسبة لمعركة الفردي ؟
– ضيق وقت العملية الانتخابية منذ بدء الإعلان عنها حتى اغلاق باب الترشح لمجلس الشيوخ لم يساعدنا كثيرا في حشد الجهود اللازمة للدخول بعدد كاف من المرشحين وسنكتفى بمشاركة رمزية ولكن استعدادنا الأن مُكثف بشكل كبير لانتخابات مجلس النواب وهي المعركة السياسية الأهم بالنسبة لنا.
* لماذا خرج الحزب بموقف معاكس لتوجهات أحزاب الحركة المدنية المعارضة للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ ؟
– لدينا اتفاق كبير مع أحزاب وشخصيات الحركة المدنية وكذلك أحزاب نادي الأحزاب الدستورية علي كل المواقف الخاصة بالحقوق والحريات وأهمية الدولة المدنية الديمقراطية ولكن بالتأكيد هناك اختلافات في الوسائل والاستراتيجيات السياسية، ومن يرفض الحوار أو المشاركة السياسية في بعض الأمور بناء علي قناعة ومبدأ من قوى الحركة فله كل الحرية ونحترم رأيه ونقدره بدون مزايدة أو انقاص من أهمية رأيه، ولكن علي الجانب الأخر لدينا أسلوب وطريقة إدارة سياسية مختلفة تقوم علي أهمية المشاركة والحوار طالما لا نتنازل أو نفاوض علي قناعاتنا ويجب أن يحترم شركاؤنا في تلك التحالفات السياسية خياراتنا بدون مزايدة أو اتهامات مثلما نحترم خياراتهم ، وأشرت كثيرا إلى أن مؤسسات الحزب المختلفة قامت بفصل عضوين من الحزب بدون تردد عندما قاما بالتصويت الإيجابي على اتفاقية ترسيم الحدود والتعديلات الدستورية الأخيرة بالرغم من أنهما مثلا نصف الهيئة البرلمانية الحزب بالبرلمان، مرة أخري نشارك بدون تنازل عن المبادئ.
* هل تعتقد أن لمجلس الشيوخ أي دور في الحياة السياسية وهو بلا صلاحيات رقابية أو تشريعية ؟
– بكل أمانة نعم مجلس الشيوخ بالصلاحيات الحالية يفتقد جزءا كبيرا من أهميته كغرفة برلمانية ثانية، ولدينا طرح يتداول حاليا بين الخبراء القانونين بالحزب على ضرورة وجود مناقشة في أقرب فرصة ممكنة لتعديل الصلاحيات الدستورية لمجلس الشيوخ، فهذه الغرفة في العديد من الديمقراطيات الراسخة في العالم تسمي الغرفة الأعلى وهي التي تمُنح حق اعتماد الاتفاقات الدولية وتملك حق محاسبة الرئيس كما في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا دائما ما يتميز مجلس الشيوخ في دول العالم التي تقر بوجوده بقلة عدد أعضائه بالمقارنة بمجلس النواب حتى تكون المناقشات عميقة وأن يتوافر في أعضائه الحكمة السنية والسياسية، لذلك تكون هناك شروط مرتبطة بالحد الأدنى للعمر السني والتعليم، ويكون بالتبعية أعلي في متطلباته من شروط عضوية مجلس النواب. ولكن في الوضع الحالي فيمكننا أن نعتمد أن المجلس هو أعلي جهة استشارية للدولة تناقش فيه الخطط التنموية الاجتماعية والاقتصادية ويقدم المشورة للحكومة آو مجلس النواب بخصوص مشاريع القوانين الهامة حتى وأن كان ذلك الرأي غير ملزم.
واعتقد أن دوره الاستشاري يجب أن يسُتغل جيدا من أعضاءه في تقديم المشورة الصادقة دون ضغوط ترتبط بضرورة تقديم الولاء للنظام والتي كلفتنا الكثير في أداء مجلس النواب الحالي والذي عرضه كثيرا لانتقاد الشعب لأهميته ودوره في الرقابة على السلطة التنفيذية.
* هل سنري تغيير جوهري في مواقف الحزب السياسية وآرائه في الفترة القادمة ؟
– مواقفنا ومبادئنا الخاصة بالمسلمات كالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والمواطنة والدولة المدنية الحديثة لا تتبدل أبداً مهما كانت الظروف والمتغيرات، و الوسائل والاستراتيجيات الخاصة بسعينا لإيصال آراءنا وأفكارنا هي الاخرى لن تتغير فالحزب سيستمر ديناميكي في حركته وهو الأمر الذى مكنه من الاستمرار والحفاظ علي قدر كبير من تواجده علي الساحة السياسية بالرغم من التضييق السياسي العام.
* ما رأي الحزب في التحديات التي تواجهها البلاد حاليا ؟
– بالتأكيد الحزب جزء من الدولة وليس لديه فقط إدراك للتحديات المحيطة بالبلاد بل لديه رؤية ورغبة في المشاركة ودعم الدولة المصرية لمواجهة تلك التحديات. نعم ندرك أن تحديات الإرهاب موجودة ومستمرة لفترة، و أضيف لها ايضاً المخاطر القادمة من الحدود الغربية، والمشكلة الكبرى المهددة لحياة المصريين من سد النهضة. بكل أمانه وصدق، الحزب يقف مع الدولة المصرية ازاء ما تتعرض له من تحديات حالية، وعلى النظام السياسي المصري أن يوحد كل قوى الدولة في تلك اللحظة ويعمل على اعادة لحمتها، أن دعمنا للدولة المصرية في هذه التحديات الثلاثة هو بلا حدود وغير مشروط ولكننا دائما ما نوجه النصح بأن الحفاظ علي اللحمة يتطلب تعميق الحوار بين الاطراف السياسية المختلفة للوصول الى افضل الحلول ويتطلب ايضاً الافراج عن المحبوسين على ذمة قضايا الرأي حتى يبنى الاصطفاف الوطني على احترام متبادل وثقة متبادلة بين اطراف المشهد السياسي .
* ما هي البرامج والسياسات العامة التي طرحها الحزب ومن المقدر أن يتوسع فى طرحها بعد أن فُتحت له نافذة جديدة للتعبير عن آرائه ؟
– هذا موضوع كبير لا يمكن اختزاله في سؤال ولكن الحزب من اسمه بالتأكيد ينهج منهج الديمقراطية الاجتماعية ، فالحزب تقوم سياساته على حرية السوق ودعم الرأسمالية الوطنية مع وجود سياسات اقتصادية واجتماعية تضمن الحد الادنى من العدالة الاجتماعية وعدم وجود تفاوت طبقي معيب بين افراده تحول دون التوزيع العادل لثروات المجتمع، فالحزب يؤمن أن الصحة والتعليم من أهم أولويات الدولة خصوصا للفئات التي تعاني من نقص الموارد المالية و يعتقد الحزب أن التعليم والصحة والسكن هي حقوق غير قابلة للمساومة، أما بخصوص أولويات الحزب بخصوص الملفات الأخرى فترتكز علي أهمية البناء السياسي المؤسسي للدولة الذي يضمن مدنيتها ويحترم الحقوق والحريات مع إنفاذ كامل للقانون ، وفي هذا السياق أقول أن الاتهامات الباطلة التي طالت ثورة يناير وادعت انها أدت للفوضى وأضرت بالبلد هي بكل تأكيد اتهامات باطلة، بل ما حدث هو أن مؤسسات الدولة كانت هشة وأن القانون في هذا الوقت وما قبله لم يكن نافذ ولم يطبق على الجميع بدون تمييز، لذا تعرضت الدولة لمحنة نتيجة تراكمات عقود طويلة أدت في النهاية إلى ثورة كانت بالتأكيد نهاية حتمية للتراكمات التى أشرت اليها .
* هل يري الحزب بوادر لانفراجه سياسية بعد أن عرض عليه الدخول في التحالف الانتخابي لأحزاب الموالاة ؟
– هذا ما نتمناه ونأمله وأحد أهم الأسباب الرئيسية التي نوقشت في الهيئة العليا للحزب ودعمت تصويت الأغلبية لصالح الدخول في التحالف، اتمني الا نكون على خطأ في توقعاتنا وآمالنا.
* هل لايزال الحزب لديه الكوادر القادرة علي المنافسة السياسية بعد الاستقالات الهامة التي حدثت بعد الانتخابات الداخلية الأخيرة فى الحزب ؟
– بالتأكيد فقدنا كثير من كوادرنا منذ ٢٠١٣ حتى الان لظروف كثيرة أهمها التوجه الإعلامي الممنهج لشيطنة العمل العام والحزبي وكونه شيء غير مرغوب فيه، فضلا عن الخلافات الداخلية للحزب التي لا ننكرها والتي دارت على خلفية الموقف من بعض ممارسات الحكم ومواقفه ، ومع ذلك لا زال لدينا قدر معقول من الكوادر السياسية والشخصيات العامة التي آمنت واستمرت في الحزب بالرغم من كل المعوقات والمخاطر، وقد سعدت علي المستوي الشخصي عندما عرضنا في الحوار حول التحالف الانتخابي أسماء الكوادر التي نرى أنهم من الممكن أن يكونوا مرشحين محتملين للحزب كيف تم استقبال تلك الأسماء وتقديرهم ومعرفة مكانتهم المجتمعية من كل اطراف التحالف الانتخابي .
* هل يوجد للحزب أي أرضية في الشارع أو هو أحد أحزاب النخبة التي تكتفي بالمقرات والبيانات السياسية علي وسائل التواصل الاجتماعي ؟
– ليس بالضروري أن يكون للحزب مئات الالوف من الأعضاء المنخرطين في عضويته ولكن الأهم آن يكون لدينا الملايين (اذ استطعنا) من المواطنين الذين تصلهم رسالة الحزب ورؤيته و من ثم يقومون بالتصويت لصالح الحزب وهذا هو واقع الديمقراطيات العريقة في أوروبا أو أمريكا، فهل تعتقد أن الملايين التي تصوت لحزب العمال أو المحافظين في بريطانيا هم أعضاء في تلك الأحزاب ؟ وماذا استفاد الحزب الوطني الديمقراطي السابق من عضوية ٣ مليون في ٢٥ يناير؟
ومع ذلك لدينا تواجد في العديد من المحافظات في الصعيد والدلتا ومنطقة القناة ولكننا فقدنا على الجانب الاخر بالتأكيد التواجد في محافظات عديدة أخرى خلال السنوات السابقة، ونأمل من خلال تواجدنا في الانتخابات أن نستعيد الكثير من أعضاءنا السابقين وكذلك ضم أعضاء جدد بعد حصولهم علي بعض الثقة والاطمئنان للانخراط في العمل العام والعمل الحزبي وتأكدهم من أن الدولة تدعم ذلك، وبالتالي يستطيع الحزب أن يستعيد وضعه السابق كأهم الأحزاب التي أسست بعد ثورة يناير والتي جذبت الكثير من العضويات التي لم تكن قد انخرطت ابدا قبل يناير في أي شكل من أشكال العمل العام أو السياسي.
* ما هو موقف الحزب من انتخابات مجلس النواب وهل سيقبل الحزب مرة أخري بالدخول في تحالف انتخابي مع مستقبل وطن أو أي من أحزاب الموالاة ؟
– بالتأكيد كان لدينا النية للمشاركة في انتخابات مجلس النواب القادمة حتى قبل أن يعرض علينا الدخول في التحالف الانتخابي، فمنذ ثورة يناير لم ننقطع أبدا عن المشاركة في استحقاقات مجلس النواب، والان اللجنة الداخلية المشكلة من الهيئة العليا للحزب لهذا الغرض في حالة انعقاد مستمر لاختيار مرشحي الحزب المحتملين في انتخابات مجلس النواب، بعد ان انتهت من اختيار مرشحينا في مجلس الشيوخ.
بخصوص موافقتنا على المشاركة في تحالف انتخابي جديد مع مستقبل وطن، نعم في نفس السياق سنقبل كما قبلنا ذلك في مجلس الشيوخ طالما توافرت لدينا نفس الظروف والتطمينات السابقة.
* ما رأيك في الهجوم الشديد من بعض الأطراف داخل أو خارج الحزب على الإقدام على هذه الخطوة ؟
– لا أحد يستطيع أن يزايد على مبادئنا التي كانت ثابتة منذ يناير٢٠١١ حتى الآن والتي جعلت د. زياد بهاء الدين يستقيل من الحكومة بعد ٣٠ يونيو لاختلاف الرؤى بخصوص الحريات، أو اقدام مؤسسات الحزب علي فصل اثنين من أعضاءه في البرلمان الحالي مثلوا نصف أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب في البرلمان لمخالفتهم مواقف ومبادئ الحزب.
ولا نستطيع أن ننسي أن الكثير ممن يهاجمنا الان قد تحالف في الماضي مع تيارات اسلام سياسي أو نظم سابقة ولم نزايد عليه سابقا واعتبرنا ذلك من باب القرارات غير الصائبة ذات النوايا الحسنة، فلا يوجد صواب أو خطأ مطلق في القرارات الانتخابية ولكن الحكم بالصواب أو الخطأ يكون على تغيير المبادئ والتنازلات لتحقيق اغراض او مكاسب شخصية، ومع ذلك نحترم وجهة نظر المهاجم لتلك التحالفات ولدينا من أعضاء الحزب أنفسهم من صوت ضد تلك التحالفات واحترمنا رأيه دون مزايدة، ولدينا أمال كبيرة أن يحقق قرارنا المصلحة العامة ومصلحة الحزب.
* لماذا لم نر فريد زهران رئيس الحزب في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب من خلال القوائم الانتخابية الموحدة ؟
– من بداية مناقشة دخولنا في هذا التحالف الانتخابي طُلب من فريد زهران بكل صراحة أن يكون ضمن مرشحي الحزب لكنه رفض حتى يتجنب أي تعارض مصالح كونه رئيس الحزب الذى يفاوض ، ولا أخفي عليك أننى شعرت أن ذلك الرفض قد أحبط لحد ما الاحزاب التي عرضت علينا المشاركة في القائمة وكان هناك تخوف من أن يكون هذا الرفض له تأثير على استمرار رغبة من عرض علينا التحالف في دخول المصري الديمقراطي الاجتماعي ضمن القائمة قد يضيع فرصة جيدة للحزب للحصول على مقاعد كافية في المجلس ولكن للأمانة أيضا كان الطرف الاخر متفهم لموقفه وقبل الرفض واحترم موقفه.
* هل تري أن الطرح السياسي او الاقتصادي لأحزاب اليسار التقليد ومنها المصري الديمقراطي له أي قبول في الشارع بعد أن كاد صوت اليسار يتلاشى في معظم دول العالم، بعد ان فشل اليسار في اقناع الشعوب المختلفة أن أفكاره عملية يمكن ان تتماشي مع التغيرات المستمرة في أوضاع العالم وتحدياتها كما حدث في خسارة بيرني ساندرز في الانتخابات الداخلية للحزب الديمقراطي في أمريكا والخسارة المذلة لحزب العمال في بريطانيا بقيادة اليساري جيرمي كوربن ؟
– الحقيقة أنه بالرغم من وجود كوادر عديدة في الحزب محسوبة علي التيار اليساري القديم، الا أن حزبنا مبني علي ايدلوجية الديمقراطية الاجتماعية التي تعتبر يسار وسط وهو ما حاول البعض تحديده تحت لافتة الطريق الثالث، وهو مفهوم قديم وتم تحديثه مرة أخرى في بداية التسعينات من القرن الماضي، وهو تيار أو طريق يتجنب سوءات السياسات الاقتصادية والاجتماعية للاشتراكية التقليدية ( سوفيتيه الطراز ) وكذلك سوءات ومثالب الرأسمالية المتوحشة، فهو تيار متوازن يؤمن بالحرية الاقتصادية وحق الافراد في الابداع والترقي والحصول علي مزايا قدارتهم الفردية ولكن يؤمن أيضا أن الدولة يجب ان توجه ذلك لما فيه المصلحة العامة ومساعدات الطبقات العاجزة وتحقيق عدالة اجتماعية وعدم حدوث تفاوت طبقي منفلت وتوزيع عادل لثروات المجتمع، لذا فإن النموذج الذي نطرحه اثبت نجاح كبير في دول شمال أوروبا وكذا في دول امريكا اللاتينية وهي دول حققت معدلات كبيرة من الرفاه لمجتمعاتها وضمنت لكافة فئات المجتمع الحد الأدنى من أساسيات الحياة مثل الصحة والتعليم والظروف المعيشية التي تضمن تمتع أكبر قدر من السكان بالسعادة والرضا عن حياتهم المعيشية .
* ما هو موقف الحزب من الوضع في الجبهة الغربية لمصر والصراع العسكري المحتمل مع تركيا ؟
– بالتأكيد ندرك تلك التحديات ولا نسمح أن تكون حدود مصر الغربية مصدر لتهديد الامن القومي المصري خصوصا من دولة دعمت في السنوات ال١٠ السابقة جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الاخوان بل دعمت جماعات إرهابية مرتزقة لمصلحة نظامها و مصلحة دول أخري كبرى، لذا وبالتأكيد فنحن مع الدولة المصرية في مواجهة ذلك التحدي والقيام بما يلزم لتأمين حدودنا الغربية.
* ما هو موقف الحزب من الصراع مع أثيوبيا والمخاطر التي تتعرض لها مصر بخصوص سد النهضة ؟
* ما تقوم به أثيوبيا هو تهديد حياتي للمصريين ولا يجب التهاون أمامه أبدا مهما كلفنا ذلك من تضحيات بشرية ومادية، فماذا بعد تهديد مصدر المياه شبه الوحيد لمصر من تهديد ؟ والتأثير الكبير لهذا الصراع قد يكون أشد فتكا بنا في المستقبل المتوسط والبعيد من التبعات والخسائر التي ممكن أن نتحملها الان اذا تورطنا في صراع عسكري في حال فشلت المفاوضات الدبلوماسية، واعتقد أن القرار بخصوص هذا الصراع هو الأصعب علي الدولة المصرية من تحديات الإرهاب والصراع علي الحدود الغربية، ولكن نحن أيضا مع الدولة المصرية إذا ما قررت المواجهة وسنتحمل معها أي تبعات لهذا القرار.
* هل يسعى الحزب لاسترجاع كوادره التي تركته في الانتخابات الداخلية السابقة ؟
– بالتأكيد سعي الحزب ويسعي دائما لاستعادة كوادره ونأمل من خلال النافذة التي ستتاح لنا بالدخول في تلك التحالفات الانتخابية أن نرسل رسائل تطمين لمن تركنا من كوادر بدافع الياس أو الخوف من التضييق السياسي بأن هناك امل في ان تكون مؤسسات الدولة ساعيه بالفعل لانفراج سياسي .
* هل يستطيع الحزب أن يوفر الموارد المالية اللازمة للمشاركة في العملية الانتخابية في ظل ما هو معروف عن أحزاب المعارضة من ضيق الموارد ؟
– آن أهم المعوقات التي تواجهه أحزاب المعارضة بالتأكيد هو ضيق الموارد المالية خصوصا التي نحتاجها في الاستحقاقات الانتخابية ومن يمتلك المال يكون دائما الأكثر ترددا في الانضمام للأحزاب المعارضة، ولكننا نجحنا في الاستمرار خلال الست سنوات السابقة بالرغم من كل تلك المعوقات والتضييق السياسي وهو في حد ذاته نجاح للحزب وقياداته الحالية.
حاليا نحشد مرة أخري امكانياتنا المحدودة استعدادا للاستحقاقات الانتخابية وخاصة مجلس النواب ونأمل أن ندخل معركة انتخابية نزيهة ونحصل على عدد معقول من المقاعد في ظل محدودية تلك الإمكانيات، أو على الأقل نبني على تلك المعركة لخلق كوادر مستقبلية تستطيع المنافسة في الاستحقاقات الانتخابية التالية.
* ما هو رأيك بخصوص أداء نواب الحزب في مجلس النواب الحالي وما الذي سيختلف عنه وضع النواب المحتملين في المستقبل ؟
– من تبقي معنا بالتأكيد نفخر به ونثمن ما قام به خلال الدورة البرلمانية الحالية وعلى سبيل التحديد النائبين إيهاب منصور و جمال الشريف، والجميع يشهد بأدائهما سواء كنواب لدوائرهما أو نواب للشعب، ونأمل أن ينضم لهما مجموعة أخري في مجلس الشيوخ ومجلس النواب القادم تظهر مدى جودة معدن نواب الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وقدراتهم على تمثيل المواطنين والدفاع عن حقوقهم.
* هل تعتقد أن مصر تحتاج الان في ظل التحديات التي تواجهها أن تنشغل بانتخابات مجلس الشيوخ صاحب الدور الاستشاري ومن بعده مجلس النواب الذي يتوقع الكثيرون أنه لن يختلف عن أداء المجلس الحالي الذي دائما ما توجه له انتقادات كثيرة من المؤيدين قبل المعارضين باعتبار انها مجالس لا تضيف الا أعباء وتكاليف علي كاهل الشعب بدون داعي ؟
– إذا كنا نتكلم عن ممارسة ديمقراطية جدية وليست شكلية فتلك المجالس ضرورية وحتمية حتي في أزمنة الحروب والصراعات الخارجية لأنها مجالس يفترض انها هي ايضاً تمثل الشعب وتعبر عن رأيه وطموحاته وصاحبة الحق الأصيل في إقرار خطوات الشعوب خلال المعارك حتي لا يكون القرار منفردا وأظن ما حدث في ٦٧ درس لا ينسي.
* ما تعليقك على رأي الناس في أن الأحزاب بلا استثناء أحزاب كارتونية لا تضييف أي شيء للحياة السياسية وصالونات للنخبة من أجل مصالح شخصية
– لم تكن الأحزاب كذلك بعد ثورة يناير، فعندما توافرت الحرية السياسية والإعلامية للأحزاب انتعش الواقع السياسي وتشجع الافراد العاديون الذين لم ينخرطوا في أي وقت من حياتهم بالعمل العام والحزبي للانضمام للأحزاب وحصلت الكتلة المصرية التي كانت أحد أهم المعبرين عن الأحزاب المدنية بعدد لا بأس به من المقاعد في أول برلمان شكل بعد الثورة، وشارك أكثر من ١٠ من الشخصيات العامة المدنية في الانتخابات الرئاسية ولم يفز مرشح الإخوان برئاسة الجمهورية بنسبة طفيفة الا نتيجة تفتيت أصوات المرشحين المدنيين ، لكن هذه التجربة انتكست مرة أخري بعد ٢٠١٣لأسباب مختلفة وعادت الأحزاب مرة أخري إلي مقارها وعزف المواطنين مرة أخري عن الاشتراك في العمل العام والحزبي نتيجة شيطنة السياسة والأحزاب بخطة اعلاميه ممنهجة.
لا ألوم الناس على اعتقادها ان الأحزاب كارتونية وليس لها وجود على الأرض، لذا أري ان لدينا فرصة حقيقة لحدوث انفرج سياسي حقيقي يفتح مجال للأحزاب لتعبير عن نفسها وتعود مرة ثانية الثقة للمواطنين للانخراط في العمل الحزبي بلا خوف، وقتها يكون الحكم بشكل موضوعي على من هي الأحزاب الكارتونية و من هي الأحزاب الحقيقية.
* كيف تم اختيار الأعضاء الممثلين للحزب في القائمة الانتخابية ؟
– لدينا لجنة انتخابات داخلية بالحزب تم تشكيلها بقرار من الهيئة العليا وقد وضعت تلك اللجنة معاييرها التفصيلية لمرشحي الحزب، وكانت من أهم تلك الشروط الايمان الكامل برؤى وسياسات الحزب، والكفاءة السياسة والمهنية وخدمة الحزب لفترة معتبرة مع أفضلية لوجود تواجد لهذا للمرشح على الأرض وسط دائرته الانتخابية و كذلك التأكد من قدراته الكاملة علي إيصال أفكار الحزب داخل المجلس النيابي، وقد أفرزت عملية اختيار مرشحي الحزب في قائمة مجلس الشيوخ ثلاثة أسماء نالت قبول عام من داخل أو خارج الحزب.
* هل ستجري انتخابات داخلية في الحزب في القريب لإعادة احياه وزيادة نشاطه في الفترة القادمة ؟
– اعتقد أن تواجد العديد من الاستحقاقات الانتخابية سوف يضيف حيوية للحزب ومؤسساته خلال المرحلة القادمة كما سيشجع هذا الزخم علي عودة بعض الكوادر الهامة التي فقدها الحزب في الفترة السابقة وتشجيع عناصر جديدة للانضمام للحزب وفي النهاية سيحتاج الحزب لإعادة تشكيل مؤسساته لسد الفراغات التي وجدت نتيجة معوقات الفترة الماضية.