«تبدأ بالضحك».. كارثة بيئية تهدد سكان بيروت بعد انفجار المرفأ
كارثة جديدة يتعرض لها اللبنانيون ممن كانوا في محيط موقع الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، الثلاثاء، بسبب انفجار ما يقدّر بنحو 2750 طنًا من مادة نترات الأمونيوم، ألا وهى: «تلوث الجو الناتج من تطاير نترات الأمونيوم في الهواء».
وقال المحلل العسكرى العميد أسعد عوض الزعبى، في مداخلة على قناة «العربية»، إن الدخان المتطاير من مادة نترات الأمونيوم، ربما شكل غازا من الغازات التي تنفذ عملها الضار في الجهاز العصبى للانسان، وتجعله يفقد السيطرة في بعض الوظائف العصبية التي تشهد خللا، ففى البداية يكون هناك نوع من الضحك أو الدخول في حالة هيستريا، إلى جانب ان تلك الغازات تتسبب في التهاب الجهاز التنفسى عند الانسان.
وأضاف «الزعبى»: «هذه السحابة الموجودة إلى الان في سماء بيروت، مادة مؤكسدة باعتبارها تفاعلت مع اوكسجين الجو واعطت للدخان هذا اللون الاحمر الغامق، اذن نحن نتحدث عن مادة كيميائية حقيقية شديدة الخطورة، وتم اعطائها الشروط الاساسية للضرر سواء من ناحية الحريق أو ارتفاع درجة الحرارة».
وتابع «الزعبى»: «اللبنانيون الذين كانوا قريبين من الانفجار قد يكون الكثير منهم تعرض إلى اخطار منها اضرار في الجهاز التنفسى، الجهاز الهضمى أو الجهاز العصبى، اذن ربما منهم من فقد الذاكرة، وربما البعض منهم أصبح يعانى بالفعل من مشاكل تنفسية شديدة الخطورة».
ومضى قائلًا: «بالتأكيد هناك كثير من الوفيات، ليست فقط نتيجة شظايا البلور الناتجة من نترات الامونيوم أو من تأثير الصدمة التي تعرضوا لها وقت الانفجار، وانما ربما تكون ايضا بسبب الغازات التي تم استنشاقها، أو ربما حتى كثير من الغازات، فكلما كان تأثير استنشاق الانسان لتلك الغازات اكثر كلما زاد تعرضه لمشاكل جسيمة على أجهزة الانسان الحيوية خاصة جهازه التنفسى والعصبى والهضمى».
وأوصى قائلا: «من المفترض أن يكون هناك نسبة مئوية أو دراسة دقيقة لعدد المصابين والوفيات التي نتجت من تعرضهم لاستنشاق هذا الهواء الملوث وتأثير هذا الانبعاث السام عليهم، لمعرفة حجم الضرر لتوفير الرعاية الطبية للمصابين جراء تعرضهم لهذا التلوث».
ويمكن أن يسبب استنشاق تركيزات عالية من غبار نترات الأمونيوم تهيجًا في الجهاز التنفسي، التي تظهر الأعراض من خلال السعال، والتهاب الحلق، وضيق التنفس، أو حتى الاختناق وهناك حالات أخرى اصيبت باعاقات عقلية. فعند استنشاقه بتركيزات عالية، قد تسبب نترات الأمونيوم الصداع والدوخة وآلام البطن والقيء والإسهال الدموي والضعف والشعور بالوخز واضطرابات القلب والدورة الدموية والتشنجات والانهيار العصبى.
وتشكل نترات الأمونيوم حمضًا خفيفًا عند مزجه بالماء، يمكن أن يسبب هذا الحمض تهيجًا للعين والأنف والجلد. لذلك ينصح الأطباء الأشخاص في منطقة حريق نترات الأمونيوم بإحضار حيواناتهم الأليفة إلى الداخل وإغلاق جميع المراوح وأنظمة التهوية وتكييف الهواء. من الجيد أيضًا وضع مناشف مبللة تحت الأبواب أو التنفس من خلال مناشف مبللة حتى انتهاء أي آثار في الجو من تلك الأدخنة السامة.