الكنيسة عن واقعة مدرس الإسماعيلية: نرفض جميع صور الإساءة إلى الأديان
اتفقت الكنيسة المصرية بطوائفها الثلاث (أرثوذكسية-إنجيلية-كاثوليكية)، على أن الإساءة للأديان تعتبر خطيئة كبرى»، لاعتبارات المحبة التي هي أساس التعاليم المسيحية، والقاسم المشترك في جميع التعاملات الإنسانية، وأعلنت الكنيسة أنها ترفض محاولات التشكيك في معتقدات الآخرين، وأنها تعلي من قيم التسامح والعيش المشترك.
وكانت الأجهزة الأمنية، ألقت القبض على يوسف هاني مدرس بمحافظة الإسماعيلية، عرف باسم حركي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بـ«جو هاني»، بتهمة الإساءة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
وتصدر هشتاج يطالب بمحاكمة (جو هاني)، مواقع التواصل الاجتماعي، في حين رصدت وحدة «الرصد والتحليل» بمكتب النائب العام، تداولا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي لصورة من محادثة نصية منسوبة لشخص مقيم بمحافظة الإسماعيلية، تشكل جريمة ازدراء للدين الإسلامي بالإساءة إلى رسول الله، وبعرض الأمر على النائب العام، أمر بالتحقيق العاجل في الواقعة.
فيما باشرت نيابة الإسماعيلية الكلية التحقيقات في الواقعة، والتي قُيدت برقم ٤١٦٥ لسنة ٢٠٢٠ إداري ثالث الإسماعيلية.
وكانت النيابة قد تلقت بلاغا من عدد من المحامين، صباح الأربعاء الماضي، وطلبت في إطار تحقيقاتها تحريات قطاع الأمن الوطني، وقطاع تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة وتحديد مرتكبها ومدى صلته بمالك ومستخدم الحساب المشكو في حقه، ومدى إتاحة إطلاع الكافة على المحادثة موضوع التحقيق، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ورفضت الكنائس المصرية بشكل قاطع الإساءة للرموز الدينية، وحذرت من الانجراف وراء مشعلي الفتن الطائفية، التي من شأنها أن تضرب الوحدة الوطنية بين جناحي الأمة.
الكنيسة الإنجيلية
وقال الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، إن الإساءة للرسول محمد، يمثل انتهاكا واضحا وصريحا للمقدسات الدينية، كما أن الإساءات ضد المقدسات الدينية التي تخص كافة الأديان والتي حدثت في السابق وتكررت مؤخرا هي كلها انتهاكات غير مقبولة.
وأوضح رئيس الطائفة الإنجيلية أن التعايش المشترك يعد هدفا مهما لجميع البشر، وأن التنوع في الخلفيات والثقافات موجود بين جميع الشعوب بل وبين أعضاء المجتمع الواحد.
وأضاف إن تبني فكر التعايش المشترك يعني التواجد جنبا إلى جنب مع الآخر في المجالات الاجتماعية والدينية والقومية، بما يضمن تعايش كافة عناصر المجتمع على الرغم من اختلافاتها.
وأكد “أن التنوع الثقافي والحضاري يحتم علينا أن نتخذ من الحوار سبيلا لتحقيق العيش المشترك، فالحوار مع الآخر المختلف يزيل الغموض عنه، كما أنه يزيل أي معلومات مغلوطة أو سوء فهم حول طريقة حياته.
الكنيسة الأرثوذكسية
من جانبه قال القس بولس حليم المتحدث الرسمي، باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: نرفض الإساءة للأديان جميعها، وقد أوصانا الإنجيل ان “لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ” (أف 29:4).
وأوضح متحدث الكنيسة الأرثوذكسية، أن الإساءة للأديان جميعها أمرا مرفوضا تماما، لما قد تحدثه من شرخ في العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع الواحد.
وقال إنه “لا بد من إعلاء قيم المواطنة، والعيش المشترك الذي يحفظ تماسك المجتمع ووحدة الوطن ، وعلى المؤسسات المعنية بذلك أن تتخذ إجراءات عملية ، للحد من هذه القضايا التي قد تعيب مجتمعنا وتهدد استقراره وتصدر صورة سلبية عن الوطن” .
وأوضح متحدث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الكنيسة ترفض أي نوع من الإساءة سواء بسبب الدين أو اللون أو الجنس.