“محمد وبسنت”.. القصة التي أشعلت مواقع التواصل في مصر
“بسنت خانت محمد مع ياسين”.. تريند انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بسرعة خلال الساعات الماضية، بعد تداول مجموعة من مقاطع الفيديو لطفل يدعى محمد، يبلغ من العمر 6 سنوات تقريبا، يروي فيها ما وُصف بـ”قصة الحب” التي يعيشها مع زميلته بسنت، وخلافات بينه وزميل له يدعى ياسين، الذي يسعى لـ”خطف حبيبته منه”.
وتظهر الفيديوهات المتداولة بكثافة عبر مواقع ومنصات التواصل خلال الساعات الماضية، والد الطفل بينما يطلب منه شرح تفاصيل مختلفة لوقائع حدثت بينه وبين زميله وزميلته في المدرسة، مع تعليقات مقاطِعة من الأب يسخر فيها من حديث الطفل، على غرار: “يا رومانسي يا حبّيب”.
وقال الطفل إن زميلته كانت تُحبه، لكنها تركته وذهبت لزميله ياسين، الذي أغدق عليها بالهدايا.
وتفاعل ناشطون بكثافة مع الفيديوهات، وأظهر بعضهم تعاطفا مع الطفل الذي يروي تلك القصص بشكل طفولي وأسلوب مؤثر، بينما استنكر عدد آخر من المتابعين تلك المقاطع، متهمين والد الطفل باستغلاله.
وبالبحث والتتبع، تبيّن أن الفيديوهات المتداولة ليست وليدة الساعات القليلة الماضية، إنما بعضها منشور منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وأن مروجها مطرب ومقدم برامج يدعى حسام الشرقاوي، دأب على مشاركة فيديوهات لنجله محمد عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وإظهاره معه في برامج تليفزيونية.
ونجح الشرقاوي في إيصال هاشتاغ “بسنت خانت محمد مع ياسين” لصدارة التريند في مصر، وأعلن قبل ساعات عن اعتزامه طرح أغنية مع الطفل محمد.
وكتب الشرقاوي عبر صفحته بموقع فيسبوك: “انتظروا مهرجان (…) غناء الطفل محمد حبيب بسنت، والمطرب حسام الشرقاوي يوم الجمعة”.
وفي تصريحات صحفية، قال والد الطفل، إن القصة المتداولة في الفيديوهات هي “قصة حقيقية وليست مختلقة أو تمثيلية”، وهو ما يظهر من خلال “تلقائية تعبير الطفل”.
وفي الوقت نفسه، أشار الشرقاوي إلى أنه في بعض الفيديوهات، اختلق هو مواقف لخداع الطفل، “ليستكمل رواية قصته ويرصد ردود أفعاله، بعد أن صار له جمهور على السوشيال ميديا”.
وحول ردود الأفعال التي عدّت ذلك استغلالا للطفل، قال إنه “ليس بوسع أحد أن يُرضي جميع الناس، وأنه من الطبيعي أن يجد تعليقات مهاجمة له”.
وقال: “أنا حر في ابني.. طالما أقدم أشياءً خفيفة الظل.. سعيد بتلقائية ابني وأني أُسعد الناس”.
الرأي القانوني
لكن وفيما بزغت ظاهرة استخدام الأطفال من قبل ذويهم عبر يوتيوب ومختلف مواقع التواصل، يقول رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الطفل، المحامي محمود البدوي، في تصريحات صحفية، إن تلك الظاهرة تمثل “إشكالية كبيرة في المجتمع”، بعد أن انتشرت بشكل لا يخفى على أحد.
واعتبر البدوي أن الهدف الرئيسي من تلك الخطوة هو “تحقيق الأرباح من الإنترنت”.
وأضاف أن “ظهور الأطفال واستخدامهم إن كان بغرض تحقيق الربح يمثل استغلالا، وذلك الاستغلال يجرمه القانون المصري من خلال قانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر، وقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 المعدل بالقانون 126 لسنة 2008”.
وأوضح أن “العقوبة في حالة استغلال الطفل من ولي أمره أو أي من المسؤولين عنه، تكون أكبر من عقوبة استغلاله من قبل آخرين، وفلسفة المشرع من ذلك الأمر أن القائم على حماية الطفل تحول في هذه الحالة من طور الرعاية إلى طور الاستغلال”.
وشدد على أن “المسألة خرجت عن مجرد نطاق التشريعات المحلية، ويجب أن تكون هناك سياسات صارمة من يوتيوب لمنع أي شكل من أشكال الاستغلال الذي يجرمه الدستور المصري في مادته 80 أيضا”.
واختتم البدوي تصريحاته بالإشارة إلى أن قيام أي ولي الأمر بنشر مقاطع فيديو لأطفاله “تخرج في بعض الأحيان من سياق أنه أب سعيد بأبنائه، لاتخاذهم كسلعة”.