نائب رئيس حزب الكرامة فى حوار لـ «السلطة الرابعة» : ثورة يوليو تبلورت عندما وزع عبد الناصر الأسلحة على الشعب

تأتى كل عام ذكرى ثورة يوليو1952 ، وتحل معها المناقشات والجدالات التى تنتشر على كل صفحات السوشيال ميديا والمواقع ، ما بين مؤيد لها ومعارض ، ما بين الناصريين وغيرهم من التيارات الفكرية والسياسية المختلفة ، ونحن نعلم  ان لكل حركة او ثورة ، مزاياها وعيوبها ، ولكل نظام ماله وما عليه ، ولهذا كان لنا هذا الحوار الشيق مع المهندس عبد العزيز الحسينى ، القيادي البارز  بحزب الكرامة  ونائب رئيس الحزب ، والى نص الحوار: 

هل أضرت ثورة يوليو بالفن المصرى ؟

بدون التحدث فى امور فردية ، السياق العام للفيلم المصرى نجده انه كان الاكثر تاثيرا فى الوطن العربى ، والاغنية المصرية هى الاكثر انتشارا فى فترة عبد الناصر داخل  المنطقة العربية ،  وتخطت هذا الى دول العالم ، و يوسف شاهين عندما  ذهب الى اوربا وموسكو ومعه الفنانة ماجدة تم استقباله استقبال حاشد ، وام كلثوم عندما كنت تتحرك فى الوطن العربى و تجمع اموال للعمل الحربى ،كان يتم استقبالها استقبال هائل  واغانى عبد الوهاب الوطنية ، كانت الاكثر انتشارا ، وعندما  حدثت ثورة 25 يناير تغنى الجميع باغانى عبد الحليم حافظ فى ثورة يوليو . وهذا هو الفن فى زمن يوليو .

ولكن ثورة يوليو انتهت عقب اتفاقيات كامب ديفيد . وبدات الجمهورية الثانية التى ثار عليها المصريين فى 25 يناير فالثورة كانت ضد جمهورية السادات ، وليست ضد جمهورية 23 يوليو . ولكن ضد نظام السادات الذى غيير سياسات مصر من معاداة الصهيونة الى الاعتراف باسرائيل واقامة صلح معها،  من الانحياز للفلاحين الى الانحياز للطبقات الراسمالية ، فقضية الحرية ليست فقط الحريات السياسة ولكن ايضا حريات الوطن والحرية الاجتماعية . فالمتظاهرين فى يناير قالوا عيش حرية وكرامة انسانية ودذه الكلمات هى نفس كلمات اغنية لعبد الحليم حافظ ، وهى نفس الشعارات ونفس الكلمات ، نكسة يوليو لم تكن 67 ولكن اتجاه السادات لتغيير اهتمامات الدولة من ولاء مصر لافريقيا الى الاتجاه للولاء الى امريكا هى النكسة الحقيقة .

– الثورة ظلمت فنانين مثل محمد فوزى واسماعيل ياسين ، كيف ترى ذلك ؟

وهل محمد فوزى استمر فى الغناء بمصر ولا هاجر ، استمر فى مصر ،  فالامر لم يكن عدوان على محمد فوزى ولكن نسق اشتغلوا عليه ، ويمكن لاى نسق ان يكون به اخطاء ،   اسماعيل ياسين عمل افلام كثيرة للجيش وتعبرعن الارتباط مع الجيش المصرى .

و ليس من الجيد ان اقارن ايام يوليو بقيم العصر الحالى ففى سنة 60 كان الزنجى ممنوع من ركوب المواصلات العامة مع البيض فى امريكا التى تتحدث عن حقوق الانسان وهذه شعارات امريكا منذ الخمسينات وحدث صدام بين الملونيين والانظمة الموجود حتى غيير كنيدى القانون ، ومن يهاجم ثورة يوليو يعتبر امريكا  اساس حقوق الانسان رغم معاناة الملونين فى نفس التوقيت بامريكا .

انا مع الحريات العامة بكل تأكيد ، ولو كان بيدى الحكم لن اطبق نظام عبد الناصر فى الديمقراطية السياسية ، ولكن يجب ان نقيم السياسات بتقيم عصرها وليس بتقيم العصر الحالى  ، فجيش عرابى كان يحى الذكر قبل الحرب ولو طبقت هذا الامر الان سيراك الاخرين مجنون .  

– عبد الناصر استغنى عن الهوية المصرية عندما تخلى عن اسم مصر ، كيف ترى ذلك ؟

عبد الناصر هو الحاكم الوحيد فى تاريخ مصر الذى سعى سعيا حثيثا لانقاذ الاثار الفرعونية ، حتى تحرك العالم كله لانقاذها .

– ولكن عبد الناصر أهدى 6 معابد وقتها فكيف يكون هو من أنقذها ؟

ده كان القانون وقتها أن ياخذ من يقوم بالبحث عن الاثار  جزء منها وهذا كان القانون السائد فى كل العالم وقتها ، ولكن اذا نظرنا بحيادية سنجد انه انقذ معبد ابوسمبل ، واذا قارنته بالمعابد الصغيرة التى تم اهداؤها يتجدها لا تذكر .  

– ولكنه أهدى هذه المعابد ولم تكون جزء من صفقة للبحث عن الاثار ؟  

 نتحدث عن حرص عبد الناصر على مصريته  ، ولكن موضوع الإهداء هذا أمر آخر  ، لأن قبل ثورة يوليو كان يتم أخذ المسلات والآثار دون رقيب ، ونظام ناصر هو من أوقف هذا .

– كيف تفسر استبدال اسم مصر بكيانات اخرى ثبتت فشلها بعد ذلك ؟

خلينا نعمل تحليل لخطابات عبد الناصر ستجد ان كلمة مصر هى الغالبه فى خطاباته ، فالقضية الأساسية التى مازلنا نعانى منها ووصلت لها أوروبا قبلنا هو الاندماج مع بعض ككتلة واحدة ، لان ما فيش دولة وحدها تستطيع مواجهة السياسات الدولية  ، واليوم اوربا قامت بتوحيد عملتها ، رغم مطالبات التيارات اليمينة فى انجلترا بالخروج من الاتحاد الاوربى ، وهنا اتحدث عن العولمة الانسانية وليست العولمة السياسية .

وكما ترى لا توجد دولة عربية فى  الوطن العربى لا توجد بها مشاكل الجزيرة العربية والشام وشمال افريقيا والسودان ، لو كان الوطن العربى نجح فى الاندماج مثل اوربا ، ما كانت حدثت كل هذه المشاكل  ، وكما ترى ، ان نظرية الدوائر التى اشتغل عليها عبد الناصر تجدها عند كل الدول التى لديها وعى .

هل من حق عبد الناصر ان يغير مسمى بلد دون الرجوع للشعب ؟

اسم مصر كلنا متمسكين بيه وفى نفس الوقت مكانش  هو اسم الدولة باستمرار لانك كنت جزء من دول اخرى زى الخلافة العثمانية ، ويا فرحتى بالاسم وانت لا تاخذ قرارك ودولة محتلة ، والاسم هنا وجهات نظر المهم ان نصل الى شكل واحد ، وماحدث وقتها و كان رؤية معينة وممكن الان ان نختلف ، فتوجد السوق العربية او تكوين ولايات عربية متحدة ،ولكن القضية الاساسية ان تكون مرتبط بأطارك الجغرافى والحضارى ، ولا تنفصل عنه كما انفصل السادات عن افريقيا ، وارتبط بامريكا والغرب.

– ثورة يوليو هل هى بداية لحكم الجيش للبلاد ؟

من قاموا بثورة يوليو لم يطلقوا على نفسهم لقب ثوار ، او اطلقوا لقب ثورة على ما قاموا به ، ولكنهم قالوا انها حركة ، و اول من اسماها ثورة كان طه حسين وهو غير محسوب على الجيش ولكنه يعبر عن الفكر المنفتح وقتها.

وبشكل شخصى عبد العزيز الحسينى ، يرى ان ثورة يوليو تبلورت  فى 56 عندما استطاع النظام الحاكم ان يوزع مئات الالاف  من قطع السلاح فى الشارع لمواجهة العدوان الخارجى واستطاع ان يجمع السلاح مرة اخرى دون اى مشاكل ، هذا النظام كان يمكن ان يسقط ، بسبب توزيعه للسلاح على الشعب ،  لولا ان الشعب هو الذى قاوم العدوان الثلاثى ، عندما شعر الجيش انه  لا يستطيع مواجهته بدون الشعب ، فالشعب هنا أيد  النظام الحاكم وأيد الرئيس ، وهو قاتل المعتدين دفاعا عن بلده وعن توجه النظام وقتها  ، وفى بلاد اخرى حدث فيها غزو وسقطت ، ولا احد يحدثنى ان العدوان فشل بسبب الانذار الروسى والامريكى ، ولكنه فشل لانه لم يستطيع تجاوز بورسعيد ، ولكن الانذار الامريكى والروسى عجل بسقوط العدوان بجانب ثورة شعوب اوربا ضد حكامها ورفضهم للحرب  ، و52 ممكن ان اقول انها تحولت ثورة بعد الاصلاح الزراعى ، ولكن الاكيد ان 56 كان استفتاء بالدم على ثورة يوليو والتكيد عليها اذا كانت ثورة ام لا .

هل الحكم فى عهد عبد الناصر كان حكما عسكريا ام مدنيا ؟

المستشار طارق البشرى وهو ليس ناصريا اطلاقا ، قال ان القرار السياسى  كان فى قمة السلطة ، ولكن كل القرارات الفنية التى تدير البلد داخل  كل الوزارات كانت تدار بشكل فنى وديمقراطى ولم يتدخل رئيس الجمهورية فى عمل الوزارات .

والمفكر اليسارى المصرى الدكتور سمير امين ، كان يعتبر تنظيم الظباط الاحرار بؤرة ثورية ونخبة ثورية ، بجانب ان 67 كسرت فكرة المكانة غير العادية للمؤسسة العسكرية المصرية  ، ومن  عاش هذه الفترة وانا منهم  يعرفها جيدا ، وكان الاستهزاء فى وجه الظباط والجنود فى كل مكان ، الى الحد الذى جعل عبد الناصر يتحدث فى احد خطبه ويقول : اننا شعب يحب النكت ، ولكن خفوا شوية على الضباط علشان الروح المعنوية ” ، ولم تستعيد المؤسسة العسكرية فى مصر مكانتها الا بحرب الاستنزاف واستشهاد عبد المنعم رياض وجنازته التى حظت بوجود شعبى جارف ،  وعندما استعادت القوات المسلحة دورها فى الحفاظ على الوطن ، استعادت مكانتها .

وعندما تولى ضباط الجيش الوزارات او اى من المناصب  القيادية الاخرى المدينة ،  لم يلقب باى لقب عسكرى طالما ترك الخدمة العسكرية لا بشكل رسمى ولا بشكل صحفى  ، كما ان عبد الناصر لم يلبس البدلة العسكرية منذ تولى رئاسة الجمهورية ومجلس قيادة الثورة عندما تم تعيينهم فى  مناصب مدنية ،  لم يذكر اى منهم رتبته العسكرية نهائى  ، وبعد 67 كانت المناصب بالكفاءة ، ومحاضر الاتحاد الاشتراكى قوتها  تؤكد ان الامور اختلفت تماما عما سبق 67 .

والذى اعاد الجيش للسلطة كان انور السادات الذى لبس البدلة العسكرية داخل غرفة العمليات ، وعين قادة حرب اكتوبر فى المناصب المدنية مثل نائب الرئيس ورئيس الوزراء ، مما أعاد المؤسسة العسكرية مرة اخرى اللا صنع القرار وااسلطة ، لان الضبابط بعد ثورة يوليو خلعوا البدلة العسكرية وعاشوا مدنين ، ولكن بعد نصر اكتوبر اعتبر السادات هذا النصر سبب ليكافىء عليه العسكريين ، وبدا يعسكر المناصب ، وكان من الممكن ان تنتقل السلطة لرئيس مدنى ، لولا انه وضع مبارك نائبا له .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار