مقتل قيادات الجماعة الإسلامية المصرية في سوريا
كشفت مصادر معنية بملف الإسلام السياسي في سوريا، عن مقتل ثلاثة من القيادات والمرجعيات الشرعية المصرية في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أحد الفصائل السورية المسلحة، الموالية للنظام التركي والتي يتزعمها أبو محمد الجولاني.
وأشارت المصادر بحسب موقع «24» الإماراتي ، إلى أن القيادات الثلاثة هم، يحيى طاهر فرغلي، المكنى بـ “أبو الفتح الفرغلي”، ومحمد ناجي الشهير بـ”أبو اليقظان المصري”، وغريب أحمد الجوهري، الشهير بـ” الغريب الجوهري”.
وأضافت المصادر، أن القيادات الثلاثة قتلوا خلال يوليو الماضي، عقب إصابتهم في قصف جوي نفذه الطيران السوري على ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
وأوضحت المصادر، أن هيئة تحرير الشام كانت أصدرت قراراً بفصل القيادات الشرعية المصرية، الذين يطلق عليهم داخل سوريا، “صقور النصرة”، لكونهم يمثلون الجناح الأكثر تشدداً داخل التنظيم، وهم “أبو اليقظان المصري”، و”أبو شعيب المصري”، و”أبو الفتح الفرغلي”، بسبب عدم التزامهم بسياسة التنظيم، ومعارضتهم الدائمة لعلاقته بالمخابرات التركية.
أبو الفتح الفرغلي
هو يحيى طاهر فرغلي، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، تم القبض عليه عام 1995 في قضية إحياء الجماعة الإسلامية، حيث شارك في تأسيس خلية إرهابية بهدف تنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات في مصر انتقاماً من الأمن على لاعتقاله عدداً كبيراً من قادة الجماعة، إلا أن الأمن المصري نجح في القبض عليه والتحقيق معه ثم محاكمته.
أصدر القضاء المصري حكماً عليه بالسجن لمدة 25 عاماً، بدءاً من 2000، واشتهر خلال وجوده في سجن “العقرب” باسم “عماد الدين فرغلي”، إلا أنه لم يمكث في زنزانته سوى 12 عاماً فقط من المدة، حيث أفرج عنه المعزول محمد مرسي في 2012.
كان أبو الفتح الفرغلي، مهتماً بالجوانب الشرعية، ومن المعترضين بشدة على مبادرة وقف العنف، والمراجعات الفكرية التي أطلقتها قيادات الجماعة الإسلامية بمصر عام 1997، وتم اعتمادها بشكل رسمي من قبل الدولة المصرية عام 2002، وعلى إثرها خرج المئات من عناصر الجماعة الإسلامية.
حرض أبو الفتح الفرغلي، عناصر الجماعات المتشددة داخل السجن ضد الأجهزة الأمنية، وكان يتوسع في التكفير، ويكفر عوام المسلمين، وشن حرباً ضد مبادرة “ترشيد الجهاد”، التي أعلنتها تنظيمات الجهاد المصري، بزعامة الدكتور فضل، عام 2007، وكانت نقطة فاصل في خروج الكثير من عناصر تلك التنظيمات المسلحة من داخل السجون.
حاول أبو الفتح الفرغلي، التقرب من عبود الزمر العقل المدبر لعملية اغتيال الرئيس السادات، وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، لكنه لم يحظ بقربه داخل سجن العقرب، فاتجه للتقرب من مصطفى حمزة، المكنى بـ”أبوحازم”، أمير الجناح المسلح بالجماعة الإسلامية ومؤسسه، والصادر في حقه ثلاثة أحكام بالإعدام، أحدهم في قضية “العائدون من أفغانستان”، ومحاولة اغتيال صفوت الشريف، والقضية الأبرز المتهم فيها بالتخطيط لقتل الرئيس الأسبق حسني مبارك، في أديس أبابا عام 1995، حيث كان مسؤولاً عن وضع الخطة التي نفذتها مجموعتان، وقُتل فيها 7 من أعضاء الجماعة.
تم الإفراج عن أبو الفتح الفرغلي، عقب ثورة يناير2011، ثم انتقل من القاهرة، إلى السودان في نهاية 2012، قبيل سقوط حكم الإخوان، ومكث بها شهراً، واتجه منها إلى سوريا، ليصبح مسؤولاً عن هيئة الدعوة والإرشاد في حركة أحرار الشام الإسلامية.
وفي 23 ديسمبر 2016، أعلن استقالته من حركة أحرار الشام، مع عدد من المرجعيات الشرعية المصرية، أمثال شريف هزاع المكنى بـ “أبو أيوب المصري”، ومحمد ناجي المكنى بـ”أبو اليقظان المصري”، لينضموا إلى “هيئة تحرير الشام”، التي تشكلت من اندماج 5 فصائل، من بينها “جبهة فتح الشام”، ويقودها هاشم الشيخ أبو جابر.
وفي 2 أكتوبر 2017، أعلن أبو الفتح الفرغلي، في بيان رسمي استقالة المسؤول العام لهيئة تحرير الشام، هاشم الشيخ أبو جابر، وتعيين أبو محمد الجولاني، مسؤولاً جديداً للهيئة، ما يعني أن أبو الفتح الفرغلي، يحظى بتأييد قوي داخل الهيئة كمرجع شرعي لها.
وخلال مرحلة سيطرة الجيش السوري على الوضع في سوريا، ونقل عناصر الفصائل المسلحة إلى محافظة إدلب، في الشمال السوري، باتفاق سوري روسي، نفى أبو الفتح الفرغلي، تقديم الهيئة للتنازلات حسب خطة تركيا في محاولة سيطرتها على الوضع داخل إدلب، موضحاً أن الخطة التركية التي دار الحديث عنها، والمسماة “الورقة البيضاء”، مجرد شائعات.
أبو اليقظان المصري
هو محمد ناجي، أحد أبرز قيادات حزب “النور السلفي”، داخل سوريا التي انتقل إليها، عام 2013، واستقر بمدينة حلب السورية، ومكث مدة طويلة لم يخرج خلالها إلى جبهات القتال بل ظل ينتقل من مسجد إلى آخر، ومن مقر إلى آخر لإعطاء الدروس وإلقاء الخطب الوعظية، ويطلق على نفسه “داعية إلى الله من أرض الشام”.
ألقى “أبو اليقظان المصري”، العديد من الخطب والرسائل الجهادية المكتوبة، والتي استطاع من خلالها تحريك عواطف الشباب المتحمّس للجهاد ببضع كلمات، وإغواء عقولهم بها، فيحرّكهم كقطع الشطرنج ليصبحوا طوع أهوائه الخبيثة ولينفّذوا مآربه.
في بداية انتقاله إلى سوريا، رفض انتقاد نائب رئيس الدعوة السلفية بمصر ياسر برهامي، بداية تواجده في سوريا، وكان يمتنع عن الكلام عند ذكر اسمه، وكان يتواصل مع برهامي، عبر تطبيق سكايب من سوريا، وتدور بينهما أحاديث مطولة، إضافة إلى تسلله داخل صفوف حركة “نور الدين زنكي”، وخاصة إلى المعاهد الشرعية التابعة لها في الريف الغربي لحلب وبقى بينهم فترة أشهر، ثم انقلب عليهم، وقاد حملة تحريض ضد مشايخها، واتهمهم بالعمالة، ثم أعلن انضمامه إلى حركة “أحرار الشام”.
ترك “أبو اليقظان المصري”، حركة “أحرار الشام الإسلامية”، بعد يوم واحد فقط من إصدار المجلس الشرعي في الحركة فتوى تُجيز التنسيق مع الجيش التركي، من أجل قتال تنظيم “داعش” شمالي حلب، وأعلن انشقاقه تعليقاً على عملية “درع الفرات”، في بيان له، قائلا: “لن نقاتل بالوكالة أبداً، فالجهاد الإسلامي ليس ذنباً للعلمانية، لنا روح واحدة لن نبذلها إلا لله، لا طاعة لبشر في معصية الله “.
وأصبح “أبو اليقظان”، أحد أبرز شرعيي الجناح العسكري في “هيئة تحرير الشام”، التي يتزعمها “أبو محمد الجولاني”، وأفتى خلال الاقتتال بين “هيئة تحرير الشام”” وحركة “أحرار الشام”، وتحديدا في يوليو 2017، بجواز قتل جنود حركة “أحرار الشام”، رمياً بالرصاص على “رؤوسهم”.
الغريب الجوهري
هو أمير الجماعة الإسلامية بالسويس، حكم عليه بالإعدام في قضية قتل الرائد محمد عبدالشافي، والقس ماريجوس في 1993
ولد “الجوهري” بمحافظة السويس عام 1959، لم يُكمل تعليمه، حيث اكتفى بالمرحلة الإعدادية، ثم عمل في محل لبيع الألبان.
حكم عليه بالإعدام عام 1995، لكن الحكم لم ينفذ، وفي يوليو 2012، تم الافراج عنه تنفيذاً لقرار العفو الرئاسي الذي أصدره محمد مرسي، وفي ديسمبر 2018، تم إدراجه على قوائم الإرهاب.