فوضى وتراشق داخل الكابينت الإسرائيلي بسبب إدخال الوقود إلى غزة

شهد اجتماع عقده المجلس الوزاري لشؤون الأمن السياسي “الكابينت الإسرائيلي” أمس الأحد، عاصفة من التراشق والانتقادات التي وجهها وزير الأمن القومي إيتمار بن غِفِير، ضد ما سمّاها التسهيلات التي أقرها مجلس الحرب “الكابينت المُصغَّر” لقطاع غزة.

ووضعت صحيفة “يسرائيل هيوم” يدها على تطور آخر، زاد من حدة التراشق الذي شهده الاجتماع، إذ انضمت وزيرة المواصلات والسلامة على الطرق، ميري ريغِف (الليكود) إلى موقف بن غفير، واتهمت بشكل مبطن زعيم الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالانحياز للطلبات الأمريكية على حساب الإسرائيليين.

الصحيفة نبَّهت إلى أن ما جرى داخل الاجتماع لم يكن من المفترض أن يصل إليها أو لأي وسيلة إعلامية أخرى، وذكرت أن وزير الهجرة والاستيعاب، أوفير سوفير (كتلة الصهيونية الدينية) وصف تسريب تفاصيل الاجتماع بأنه “خزي وعار”.

بن غفير يفقد أعصابه 

وشهد الاجتماع جدالًا حادًّا بين ممثلي المؤسسة العسكرية وبين وزير الأمن القومي، الذي اعترض على التساهل مع سكان غزة، وطالب المؤسسة العسكرية بـ “الوقف الفوري للتسهيلات التي مُنحت لهم ” على حد زعمه.

وفقد بن غفير- الذي يتزعّم حزب “عوتْسِما يِهودِيت” اليميني المتطرف – أعصابه بعد أن عرض عليه مندوبو المؤسسة العسكرية قائمة بالأوبئة التي يمكنها أن تستشري في قطاع غزة حال تدهور الوضع الإنساني، ومن بينها انتشار القُمَّل والجرب وغيرهما.

الوزير المتطرف وهو أحد أكبر داعمي العودة إلى “غوش قطيف”، وهو أكبر تجمع استيطاني في غزة (21 مستوطنة) قبل الانسحاب منه في عام 2005، قال: “هل أقرص نفسي (بمعنى لكي يصدق ما يسمعه) لدينا أطفال في غزة (أسرى) لم يزرهم حتى الصليب الأحمر، وأنت تحدثني عن الجرب والقُمَّل. نحن الضحية وليس العكس، وطالما الأطفال والنساء خاصتنا، لا يتلقّون العلاج، لا أكترث بمرض الجرب لديهم، هذا هراء”.

وتابع بن غفير “لقد قدمتم لهم في البداية الماء ومن بعده الغذاء، الآن الوقود، وفي المرحلة المقبلة ستعطونهم كرة القدم والرياضة”.

خزي وعار 

وزير الطاقة والبنى التحتية يسرائيل كاتس (من حزب الليكود) تدخَّل وقال إنه “يُحظر منحهم (الغزيين) الوقود، ويتعين أن يرتبط القرار بقاعدة خطوة إنسانية (من حماس) مقابل خطوة إنسانية (من إسرائيل)”.

فيما ذكرت وزيرة المواصلات والسلامة على الطرق ميري ريغيف (الليكود) والتي كانت صوتت ضد إدخال شحنات الوقود إلى غزة “صحيح، الولايات المتحدة مهمة، لكن هنا في الوطن، لا يفقه الجمهور ماذا نفعل وما الأهداف وما الدوافع”.

وشنَّ وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير هجومًا ضد من يسرّبون تفاصيل اجتماعات المجلس إلى وسائل الإعلام، مؤكدًا أن “تسريب ما دار في الكابينت هذا المساء (الأحد) خزي وعار. ستُفقد التسريبات الجمهور الإسرائيلي الثقة بالحكومة وبالجيش وقيادته ومقاتليه، نحن في لحظات حرجة لأمن إسرائيل (..) يتعيَّن وقف عار التسريبات”.

ويأتي انتقاد سوفير على خلفية نشر صحيفة “معاريف” خبرًا مفاده أن وزير الأمن القومي شارك في نقاش بشأن إدخال الوقود إلى غزة، وأنه وجَّه انتقادات حادة ضد القرار وذكر أنه “رغم الطلب الأمريكي، فلا ينبغي إدخال الوقود”.

لاهاي في الانتظار 

ولفتت الصحيفة إلى أن خلافًا حادًّا اندلع بين رئيس هيئة الأركان العامة هارتسي هاليفي، وبين بن غفير، وبينما دعا الأول إلى الأخذ بعين الاعتبار سكان غزة رفض الثاني ذلك.

وتحولت الجلسة إلى تراشقات، هاجم خلالها وزير الداخلية موشي أربيل (شاس) وزير المالية بتسلئيل سموتريتش (زعيم كتلة الصهيونية الدينية)، وتوجه إليه قائلًا: “إن النقاشات تُطرح في البيت (مجلس الحرب) وليس عبر تويتر (إكس حاليًّا)، عليك أن تضع نصب عينك أن ثمة محكمة جنائية دولية”.

من جانب آخر، برَّر رئيس الأركان سؤال بن غِفِير بشأن الوقود، وقال خلال الاجتماع: “لو حدث وباء جراء عدم إدخال الوقود، ماذا عن القانون الدولي؟”، ورد عليه بن غفير: “يا رئيس الأركان… إن القانون الدولي لا يُلزمك بوضعٍ مماثل”.

الصحيفة أشارت إلى أن صوت أحد الحاضرين تعالى قائلًا: “سيأخذونك يا بن غفير إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي”، ورد الوزير المتطرف قائلًا “من دواعي سروري أن أذهب إلى لاهاي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار