لماذا لم تغير إيران استراتيجية “عدم التدخل المباشر” في حرب غزة؟

فسر خبير إسرائيلي في الشأن الإيراني بمعهد بحوث الأمن القومي أسباب عدم قيام طهران بخطوات تصعيدية ضد إسرائيل حتى الآن، والاكتفاء بتنفيذ عمليات غير مباشرة فقط عبر تنظيمات تعمل لصالحها بالوكالة.

وقالت صحيفة “معاريف” العبرية على لسان الخبير الإسرائيلي، راز تسِيمِت، إن إيران تعمل عبر مسارين متوازيين: الأول هو المسار السياسي والدبلوماسي بغرض وقف إطلاق النار؛ لتجنيب حركة حماس الثمن الفادح الذي يمكن أن تدفعه، ولحشد تأييد فلسطيني لها.

وعبَّر عن اعتقاده بأن الخطوات على هذا المسار تجري كهدف يُراد تحقيقه على المدى الفوري، وهو تعطيل التطورات غير المرغوب فيها إيرانيًا، لا سيما ما يمكن أن يحدث في اليوم التالي للحرب على غزة على الصعيد الإقليمي، ضاربًا أمثلة على ما بدت أنها خطوات إيرانية استباقية لتحسين علاقاتها بدول المنطقة.

المسار الثاني يأتي عبر أذرعها والمحور الموالي لطهران، الذي تصفه بـ “محور المقاومة”، والذي تسعى من خلاله للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع أنه لا توجد بعد تحولات في استراتيجية إيران القائمة على التدخل غير المباشر في حرب غزة، ويبدو أنها تواصل العمل عبر أذرعها، فيما لا يمكن تغافل أن حربًا دائرة بالفعل بين إيران وإسرائيل حتى قبل العمليات في غزة.

 

غارات إسرائيلية وتهديد إيراني

وأضاف أنه في الساحة السورية تشن إسرائيل غارات دورية، لطالما اتضح أنها استهدفت شخصيات من الحرس الثوري، ناهيك عن الهجمات السيبرانية المتبادلة، إضافة إلى الساحة البحرية، وأخيرًا هدَّدت طهران بغلق ممرات التجارة حتى في البحر المتوسط وليس في البحر الأحمر فقط.

وقلل الخبير الإسرائيلي من فرص تحول الاستراتيجية الإيرانية الخاصة بعدم الرد بشكل مباشر على إسرائيل والبقاء على الوضع الراهن، مع أنه يرى أن إسرائيل أصبحت أكثر جرأة، وأن إيران تعمل على توجيه رد، لكنه بقي على قناعة بأن كل ذلك لا يعني تحولات استراتيجية في طهران.

الجيش الإسرائيلي خلال العملية البرية في قطاع غزة
الجيش الإسرائيلي خلال العملية البرية في قطاع غزةأ ف ب

وفيما يتعلق بتهديدات إيران بغلق ممرات التجارة في المتوسط، وضع الخبير الإسرائيلي الأمر على ميزان الاستراتيجية السابقة، أي عدم الرد المباشر، وتوقع أن يبقى هذا الوضع حتى ولو حدث تصعيد، وقال إن ميليشيات حزب الله يتبع النهج ذاته.

وبيَّن أنه لا يعتقد أن هناك تصعيدا إضافيا أو مباشرا من جانب إيران يلوح في الأفق، على الأقل حتى الآن، وأن متابعة الإعلام الإيراني وتصريحات المسؤولين هناك تؤشر على عدم رغبة طهران في التصعيد، طالما أنهم يرون أن إسرائيل تواجه مشكلة في حربها مع حركة حماس.

وختم قائلا: “طالما حماس بقيت في وضعية تمكنها من حصد خسائر من إسرائيل واستنزافها، لن يكون هناك سبب لأن تخاطر إيران بشكل مبالغ فيه سيكلفها ثمنا كبيرا، بما في ذلك ثمن ستدفعه ميليشيات حزب الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار