الحزب الاشتراكى المصرى : العدوان التركى على سوريا عدوان على أمن مصر القومى
أصدر الحزب الاشتراكى المصرى بيانا يندد فيه بالاعتداء التركى على سوريا و اعرب الحزب فى بيانه باهتمامٍه البالغ بتصاعد وتيرة العدوان الأردوغاني الغاشم، المًستمر منذ بضعة أيام،على شمال وشمال شرق سوريا، والذى أسفر عن دمار وخراب غير مسبوقين، لحق بمناطق ومدن سورية ـ كردية عديدة، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا والمصابين، وتدمير البنية التحتية للقرى والبلدات، وتهديد حياة آلاف المواطنين، الذين نزحوا عن ديارهم، فى مدينتى “رأس العين” و”تل أبيض” وغيرهما، حمايةً لأرواحهم وإنقاذاً لمصائرهم. وتركيا بهذا تعيد مخطط التفتيت العرقى لسوريا بإنشائها منطقة نفوذ تركى، وبالطبع ستعيد إليها عناصر داعش والإسلام السياسى لسوريا فى حالة نجاحها فى تحقيق أهدافها، فتعيد النصر السورى المتحقق على الإرهاب خطوات إلى الوراء.
ويلفت النظر فى هذه التطورات الخطيرة أن الديكتاتور التركى ينتهك القانون والأعراف الدوليين بتحدٍ ووقاحة، دون أن يعبأ بأية ردود فعل عالمية على هذا العدوان الغادر، بعد أن تأكد من هزال وتواطؤ الإرادة الدولية إزاء عصفه بالحريات الداخلية، واعتقاله لآلاف المعارضين، ومطاردته لكل الأصوات المناهضة له ولنظامه، دون أدنى عقاب، كما لا يمكن بأى حال تجاهل دلالة اجتياح القوات التركية للحدود السورية فور إعلان الرئيس الأمريكى “ترامب” سحب قواته من المنطقة، معطياً ضوءًا أخضر لبدء العدوان، ولحلول القوات التركية المُعتدية محل القوات الأمريكية المنسحبة، وتنفيذ مُستهدفاتها، وهو ما بدا من إعلان “ترامب” أن تركيا “عضوٌ مهمٌ لتعزيز مكانة حلف الأطلسى، وعلاقتنا مع تركيا ـ التى هى شريكٌ فى التجارة والناتو ـ جيدة للغاية”.
كذلك، فمن المهم، فى هذا السياق، النظر إلى الموقف الخيانى لجماعة “الإخوان المسلمون” الإرهابية فى سوريا، التى رحبّت بالعدوان الغاشم على الأراضى السورية، وباركت جرائم “أردوغان” وتجاوزاته، وأعلنت تأييدها لعملية “نبع السلام” المزعوم، التى أطلقها الجيش التركى فى منطقة شرق الفرات فى سوريا، استمراراً لدورها التآمرى، ومواقفها العميلة.
والمؤكد أن تطورات الأحداث توجب على الأطراف التى تعاملت مع أمريكا، أو وثقت فى نواياها ووعودها، أن تُعيد النظر فى هذا التوجُّه، فقد سلّمت الولايات المتحدة الأكراد فى شمال سوريا لقمةً سائغةً للعدو الأردوغانى الهمجى، كما سبق وفعلت فى فلسطين. ونحن إذ نُدين التصرف الأمريكى والعدوان العسكرى التركى، نثق ثقةً أكيدة أن مقاومة وصمود وبسالة الشعب السورى، بكل أطيافه الوطنية المخلصة، والجماهير الكردية التى تتعرض لويلات الغزو التركى، ستضع حداً لعربدة وبطش القوات المعتدية، وستُلحق الهزيمة والعار بالغزوة الأردوغانية الإجرامية.
إن الجماهير العربية وفى مقدمتها المصرية، مُطالبةً ـ انطلاقاً من وعيها بمصالحها العُليا، ومن الارتباط العضوى لأمنها القومى بمستقبل وأمن سوريا وشعبها وسلامة حدودها ـ أن تبذل قصارى جهدها، فى الضغط على كل المستويات: لوضع حدٍ لهذا العدوان الأردوغانى الفاجر فى أسرع وقت، ولكف يد البطش التركية التى تعيث فساداً فى أمن المنطقة، وأمن سوريا، وأمن مصر أيضاً، وتضغط من أجل قطع العلاقات الاقتصادية العربية جميعا مع تركيا ، ولإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعى فى جامعة الدول العربية، كخطوة أولى محدودة، لكنها هامة وضرورية فى الظروف الحرجة الراهنة..