للمرة 41 في تاريخ الكنيسة المصرية.. إعداد زيت الميرون الاثنين والثلاثاء بالأنبا بيشوي
أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، إعداد زيت الميرون وزيت الغاليلاون يومي الاثنين والثلاثاء 12 و13 مارس الجاري، أول وثاني أيام الصوم الكبير، بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وذلك للمرة الـ41 في تاريخ الكنيسة والرابعة في عهد قداسة البابا تواضروس الثاني.
وقالت الكنيسة في بيان لها: إنه سوف تتاح فرصة حضور الصلوات للشعب من كافة كنائس وإيبارشيات الكرازة المرقسية لأول مرة في تاريخ الكنيسة الحديث، حيث تم توفير دعوات الحضور في الكنائس والإيبارشيات.. سلامًا وبنياننًا لكنيسة الله.
يوجد بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما يعرف باسم “سر الميرون المقدس”، والذى بواسطته ينال المؤمنين قوة روحية تمكث فيم إلى الأبد، وتساعد علي نموهم روحيًا، وقد بدأ هذا السر “بوضع الأيدي” أن يضع البطريرك أيديه على الشخص أو المكان، ثم سمى بسر الميرون أو المسحة لأنه يتمم الآن بالمسح بزيت الميرون، وهو السر الثانى من الأسرار السبعة فى الكنيسة بعد سر المعمودية.
يسجل التاريخ الكنسي أن أول بدء لاستخدام الميرون، عندما حفظ تلاميذ ورسل السيد المسيح الحنوط التي كفن بها جسده وأذابوها مع الطيب الذي أحضرته النساء في زيت الزيتون الصافي، وصلوا عليه جميعًا وقدموه في علية صهيون وصيروه دهنًا مقدسًا خاتمًا للمعمودية وشددوا على أن يقوموا خلفاؤهم رؤساء الكهنة بإضافة زيت الزيتون والطيب والحنوط لما يبقى من الخميرة حتى لا ينقطع.
وحين حضر مار مرقس أحد رُسل السيد المسيح إلى مصر والملقب كنسيا كاروز الديار المصرية، أحضر معه جانبًا من الحنوط ، وظل هذا القدر من الذخيرة المقدسة في مصر حتى عهد البابا أثناسيوس الرسولى البابا العشرين من باباوات الكرسى السكندري الذي أعد ما يلزم من الأطياب التي أمر بها الله موسى رئيس الأنبياء ليصنع منها الدهن المقدس، واتفق مع الآباء بطاركة كراسى رومية وانطاكية والقسطنطينية، وتم تقديس الميرون بالإسكندرية بتلاوة أسفار العهد القديم والجديد والصلاة لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال وأودع البابا اثناسيوس الخميرة المقدسة التي لامست جسد المخلص في القبر، وأرسل للآباء البطاركة جزء وافرًا من الميرون ونسخة العمل المقدس فتلقاه الآباء بكل ابتهاج.
ويعد بذلك البابا أثناسيوس الرسولى (البابا العشرون للكنيسة الأرثوذكسية وعاش بين عامى 296م و373م) هو أول من قام بعمل الميرون فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعتمادا على ما أحضره القديس مامرقس كاروز الديار المصرية من خلطة الحنوط والأطياب الموجودة فى كفن السيد المسيح.
استخدامات زيت الميرون
ولزيت الميرون عدة استخدامات فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منها، تقديس مياه المعمودية، ورسم المعمدين حديثاً، وتدشين الكنائس، وتكريس مذابح الكنائس، وتكريس اللوح المقدس، وتكريس أوانى المذبح، وتكريس جرن المعمودية، وتدشين الأيقونات بالكنيسة، ومسح وتكريس الملوك.
ويتكون الميرون من إضافة 27 مادة مستخلصة كزيوت عطرية إلى زيت الزيتون عالى النقاء، وكانت الطريقة التقليدية التى تستخلص بها تلك الزيوت من أصولها النباتية تقوم على إجراء بعض العمليات الكيميائية مما يستهلك وقتاً كبيراً ومجهوداً كثيراً بالإضافة إلى الفقد الذى يصل إلى 30% وتتطاير المواد العطرية أثناء التسخين.