ما تفرقه السياسة يجمعه حزب الدستور.. جميلة اسماعيل تنجح فى تجمبع قادة المعارضة المصرية .. وتوافق حول القضايا الوطنية والعربية
نجحت جميلة إسماعيل، رئيس حزب الدستور فى جمع كافة أطياف المعارضة المصرية فى حفل سحور الحزب السنوى، بحضور كل أحزاب الحركة وقياداتها.
وبالرغم من تعدد الخلافات داخل الحركة الوطنية خلال الفترة الماضية بسبب تباين الآراء حول أولويات العمل والمواقف المتخذة في أوقات لاحقة، إلا أن جميلة تمكنت من حشد كل القوى الوطنية للمضي قدماً في مسار العمل الوطني، قادرة على تحقيق أكبر قدر من التوافق بين الفرقاء السياسيين، وهو الاختبار الأكبر لها منذ توليها قيادة الحزب الذي ولد من رحم ثورة يناير المجيدة.
وخلال حفل السحور تواجد المرشح الرئاسي السابق فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطي الاجتماعى، بجوار حمدين صباحى القيادى بالحركة المدنية والذى كان لديه موقف واضح برفض ترشح فريد زهران للرئاسة، وأيضا محمد النمر رئيس الحزب العربى الناصرى، فضلاً عن حضور النائب عبد المنعم إمام رئيس حزب العدل، ومحمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية. على بعد أمتار قليلة كان يجلس أحمد الطنطاوي الذى كان مدعوماً من عدة أحزاب بالحركة المدنية للترشح في الانتخابات الرئاسية، مثل حزب الكرامة والعربي الناصري والشيوعي المصرى، وحزب العيش والحرية تحت التأسيس.
ضم الحفل ايضا شخصيات سياسية بارزة، مثل المهندس باسم كامل الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطي الاجتماعى، والدكتور محمد عز رئیس المجلس التنفيذي لحزب المحافظين، والمهندس ممدوح جمزة، وأحمد ماهر مؤسس حركة ٦ ابريل، وحسام مؤنس، وزياد العليمى، والسفير معصوم مرزوق، و الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق، والنائب أحمد قناوي الأمين العام لحزب العدل، والناشط السياسى أحمد دومة، وتامر سحاب رئيس حزب الحرية.
ورصدت السلطة الرابعة وجود كل هولاء القادة السياسيين البارزين والتى نجحت الإعلامية جميلة إسماعيل فى جمعهم بحفل سحور الحزب السنوى، رغم برودة الأحاديث، وفتور اللقاءات الذى جمع قيادات سياسية، إلا أنها كانت تحت مظلة واحدة لأول مرة منذ فترة طويلة.
وكانت انتخابات الرئاسة الأخيرة قد أثارت خلافا جوهريا بين صفوف الحركة المدنية، أدى لتجميد حزبا العدل والمصري الديمقراطى لمشاركتهم فى الحركة للمدينة وتحولت العلاقات بين الأطراف المختلفة من خصومة غير معلنة إلى خصومة معلنة.
ورغم عدم وجود رد واضح من أحزاب الحركة المدنية على خطاب فريد زهران الموجه لهم قبل اجتماعهم الأخير، إلا أن هذا اللقاء أثناء سحور حزب الدستور، قد يكون بادرة أمل لمحاولات حثيثة سعى لها أطراف عديدة لرأب الصدع بين أحزاب الحركة المدنية والتى حتى الآن لم يكن لها من النجاح نصيب.
ولكن بعد ما شهده حفل سحور الدستور، من قدرة رئيس الحزب على تجميع كل هولاء، فقد تنجح جميلة اسماعيل رئيس مجلس أمناء الحركة المدنية فى أول تحدى لها وهو رأب الصدع بين أحزاب الحركة المدنية، وتطوير أداء المعارضة المصرية لتعظيم مكاسبها السياسية خاصة وأن الأحزاب قد بدأت فى الاستعداد للانتخابات النيابية أواخر عام ٢٠٢٥.
وجاءت كلمات الحضور فى الحفل لتؤكد وجود رؤية واحدة للقضايا الاساسية، سواء داخليا، أو خارجيا، حيث اتفق الحضور على ضرورة تقديم كافة الدعم للشعب الفلسطيني، أمام مجازر الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك الوقوف بقوة مع الشعب السودانى الذى يعاني من حرب على السلطة يدفع ثمنها أبناء السودان، كما أكدوا على ضرورة مواصلة العمل لتحقيق نجاحات على الأرض نحو مزيد من الحرية السياسية وتأصيل العمل السياسي المشترك.