ندوة”سوريا وتداعيات سقوط الأسد على مستقبل المنطقة” تناقش التحولات الجذرية في المشهد الإقليمي

نظم حزب العيش والحرية ندوة بعنوان “سوريا وتداعيات سقوط الأسد على مستقبل المنطقة” تحدث فيها الباحث بمركز الاهرام الاستراتيجي احمد البحيرى، زياد فرج، صحفي وباحث، إبراهيم عوض، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، وإدارة الندوة أكرم إسماعيل عضو مؤسس بحزب العيش والحرية .
بداية، رحب أكرم إسماعيل، عضو مؤسس بحزب العيش والحرية، بالحضور في ندوة بعنوان “سوريا وتداعيات سقوط الأسد على مستقبل المنطقة”، مشيرًا إلى أن الهدف من الندوة هو تحليل التغيرات السريعة والمفاجئة التي شهدتها سوريا. وأوضح إسماعيل أن النقاش حول الوضع السوري أعاد الجميع إلى لحظة 2011 والربيع العربي، حيث كان الجميع يراقب الأحداث في غزة قبل أن يتوجهوا مجددًا نحو سوريا.
وأكد إسماعيل أن الحزب لديه موقف واضح من بشار الأسد وإيران، لكنه أشار إلى أن الوضع الحالي يمثل تغييرًا كبيرًا وغير متوقع. ولفت إلى أهمية فهم ما حدث في سياق الأحداث التي تلت 7 أكتوبر، بالإضافة إلى الإرادة الإسرائيلية ومستجدات الوضع العالمي، مشددًا أن من المفترض اننا تعلمنا من الذى حدث فى ٧ أكتوبر وما بعده، ولا يصح ان نناقش الوضع الآن باستقطابات ٢٠١١، ومن المبالغة أن اعتبار ما حدث فى سوريا مرتبط بالربيع العربى أو إرادة الشعب
من جانبه، قال أحمد البحيري، باحث بمركز الأهرام الاستراتيجي، إن مقومات انهيار النظام السوري كانت معروفة ولكن سرعة هذا الانهيار كانت مثار تساؤلات. وأوضح أن الأسباب الرئيسية وراء ما حدث في سوريا ليست خارجية بالكامل، بل تعود إلى ضعف النظام الذي كان يسيطر على 12% فقط من البلاد. واعتبر البحيري أن توقيت الانهيار مرتبط بأحداث 7 أكتوبر واختيار البديل المناسب.
وأشار البحيري أيضًا إلى رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتحجيم دور إيران في المنطقة. وذكر أنه لا يمكن النظر إلى حماس وحزب الله كتيار واحد بسبب اختلاف الظروف والرؤى بينهما بعد عام 2017.
وأوضح أن حماس قبل ٢٠١٧ ليست حماس بعد ٢٠١٧، والرابط بين حماس وايران ليس كما هز يشاع، موضحا أن العلاقة لم تكون تبعيه أو وظيفية، وأن السنوار لم ياخذ رأى إيران فى ٧ أكتوبر.
ولفت إلى وحود ١٠٠ الف غير سورى كانوا فى سوريا، بينهم ٣٥ الف اجنبي ، بجانب أطفال البدون ، مشيرا إلى لن النظام الجديد فى سوريا قال انه سوف يعطى الجنسية السورية لشركاء الكفاح، لافتا إلى أن الجيش السورى سوف يكون منزوع الدسم ، بلا أدوات قتالية وأن هناك ترتيبات أمنية جديدة للشرق الاوسط على المستوى العسكرى والامنى برؤية إسرائيلية.
وأكد الباحث بمركز الاهرام، أن الجولاني شخص ذكى جدا، وهو يسعى للوصول لحكم سوريا، وله ١٢٠ خطاب حتى الآن، ومن خلال تحليل مضمون خطاباته نرى أنه شخص يعى جيدا المناورة السياسية، وهذا سبب استخدامه لكلمة نموذج، ولديه قدرة كبيرة على المناورة، مضيفا ان الجولاني يحتاح الى دراسة بعيدا عن باقى المجموعات الاخرى فىىسوريا .
فيما أكد زياد فرج، صحفي وباحث، أن الحديث الآن تجاوز سقوط بشار الأسد ليشمل وضعًا جديدًا في سوريا وقيادة جديدة. وأشار إلى أن الاقتصاد السوري يعاني حاليًا باستثناء بعض مصادر النفط التي تسيطر عليها القوات الكردية. كما لفت فرج إلى تدخل تركيا في الشأن السوري بسبب هذه الظروف الاقتصادية.
أما إبراهيم عوض، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، فقد تناول محددات نشأة إقليم جديد وتأثير أحداث 7 أكتوبر على هذا السياق. وأكد عوض أن انهيار نظام بشار الأسد قد بدأ منذ سنوات وأن البقاء الوحيد للنظام يعتمد على الدعم الروسي وحزب الله.
وتحدث عن الوضع الجيوسياسي في المنطقة، مع التركيز على دور إيران وحلفائها، وكذلك النفوذ التركي والروسي. تشير إلى أن إيران ليست لديها استراتيجية واضحة في المنطقة وأنها تعاني من ضعف نسبي، مما يجعل من غير المنطقي أن تسيطر أقلية على أغلبية. كما تبرز الفكرة أن إيران كانت تدافع عن نفسها من خلال تحالفاتها مع جماعات مثل حزب الله وحماس والحوثيين، لكن يبدو أن نفوذ هذه الجماعات قد تراجع.
وتناول أيضًا الاتصالات بين تركيا وسوريا، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول التفاوض مع بشار الأسد ولكن تم رفض ذلك. كما تشير إلى عدم وضوح مستقبل القواعد الروسية في سوريا بعد الأحداث الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث عن الوضع العسكري لإسرائيل، حيث يبدو أنها تمكنت من تقليص نفوذ حماس وحزب الله، مما يمنحها مزيدًا من السيطرة على الأوضاع في المنطقة. ومع ذلك، هناك قلق بشأن تقسيم سوريا وتأثير ذلك على العلاقات التركية السورية خاصة فيما يتعلق بملف الأكراد.
في المجمل، يعكس الوضع حالة عدم الاستقرار والتغير المستمر في موازين القوى في المنطقة، مما يجعل المستقبل غير واضح بالنسبة للعديد من الأطراف المعنية.
تأتي هذه الندوة لتسلط الضوء على التحولات الجذرية التي تشهدها المنطقة وتأثيراتها المحتملة على مستقبل الدول العربية والإقليم بشكل عام.
.




