من صفقة القرن إلى طوفان الأقصى ودعم خيار المقاومة
فى يوم الأحد الموافق 12 يناير 2025، كنا على موعد هام فى فى نقابة الصحفيين بقاعة طه حسين لحضور حفل توقيع كتاب “القضية الفلسطينية من صفقة القرن إلى طوفان الأقصى” للدكتور عبد العليم محمد “مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام” والذى أقامته اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفى محمود كامل بالتعاون مع مركز الحضارة للتنمية الثقافية برئاسة الأستاذ على عبد الحميد.
أُقيمت ندوة هامة عن الكتاب، تحدث فيها دكتور أحمد يوسف أحمد المفكر والكاتب وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور محمد السعيد إدريس مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، وأدار الندوة المفكر والأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وبحضور حشد من السياسيين والصحفيين والشخصيات العامة، الداعمة والمساندة لدعم الشعب الفلسطينى ودعم خيار المقاومة.
أشار المهندس أحمد بهاء فى تقديمه للندوة، إلى أهمية صدور هذا الكتاب فى هذه الفترة التى يشن فيها العدو الصهيونى، بمشاركة الراعى والحليف الإمبريالى الأمريكى، حربا شعواء على المقاومة ليس فقط فى فلسطين، ولكن المقاومة اللبنانية واليمنية، مع تصميمه على العدوان على إيران وضرب مفاعلاتها النووية، كما أشار إلى أن دكتور عبد العليم قضى عمره فى الدفاع عن القضية الفلسطينية.
فى كلمته استعرض دكتور أحمد يوسف فصول الكتاب الخمسة، مع توضيح دور الكاتب عبد العليم محمد فى انحيازه لدعم القضية الفلسطينية، كقضية أمن قومى مصرى وعربى، مع انحيازه لدعم خيار المقاومة بكافة أشكالها المسلحة والسياسية، وأكد على فشل كافة الصفقات الأمريكية الصهيونية للقضاء على القضية الفلسطينية، ومنها صفقة القرن، والاتفاق الإبراهيمى (إبراهام).
كما أكد دكتور احمد يوسف “أنه بالرغم من الضربات الصهيونية الموجعة للمقاومة فى غزة والضفة، وللمقاومة اللبنانية (حزب الله)، وبالرغم مما حدث فى سوريا، إلا أن المقاومة لم تنكسر ولم تنهزم، ومازالت مستمرة وقادرة على تحقيق الانتصارات، وأن الحاضنة الشعبية للمقاومة مستمرة بالرغم من محاولات لى الحقائق حول طوفان الأقصى، وترويج أنه تسبب فى الدمار واستشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وأوضح أن الكيان الصهيونى مستمر فى القتل والمذابح وتدمير مقومات الحياة منذ أكثر من 100 عام منذ وعد بلفور 1917”.
كما أكد على أن “الكيان الصهيونى يترنح ويتصدع، وأنه لولا وقوف أمريكا ودعمها له بل ومشاركته فى العدوان على الشعب الفلسطينى، عقب طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن ومده عبر جسر دائم بالمال والعتاد والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، بل ومشاركة الجنود الأمريكيين فى العدوان، ما كان استمر الكيان واقفا على قدميه حتى الان”.
ويوضح دكتور عبد العليم محمد فى الفصل الأول من كتابه (صفقة القرن واتفاقات”إبراهام”) أنه بدأ التخطيط لصفقة القرن عام 2017، بعد مجىء دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وتم تقديمها تحت إسم “خطة للسلام فى الشرق الأوسط، وتم الإعلان عنها فى مؤتمر بالبحرين فى يونيو 2019، بحضور السعودية والإمارات ومصر والأردن، وحضور مؤسسات مالية كصندوق النقد الدولى والبنك الدولى، والاتحاد الأوروبى.
وقدم جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب الصفقة تحت مسمى “خطة للسلام فى الشرق الأوسط”، وأضاف أن هذه الخطة تشمل صندوق استثمار عالمى لدعم اقتصادات فلسطين والدول العربية المجاورة، وإقامة دولة فلسطينية تتمتع بحكم ذاتى وبدون جيش فى الضفة وقطاع غزة، وفى نفس الوقت تستولى “إسرائيل” على 30% من الضفة الغربية، وتبقى القدس موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، مع ضم جميع مستوطنات الضفة التى يزيد عددها عن 100 مستوطنة، بهدف منع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضى فلسطين المحتلة، وتقوم مصر بمنح أراضى إضافية للفلسطينيين من أجل إقامة مطار ومصانع وإنشاءجسر يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة.
أما “اتفاق ابراهام” فهو الوجه الآخر للتطبيع، حيث تم التطبيع تحت هذا المسمى بين الكيان الصهيونى الاستعمارى الاستيطانى العنصرى مع الإمارات فى أغسطس 2020، ومع البحرين فى سبتمبر 2020، وتم التوقيع عليه فى البيت الأبيض، بحضور وزراء خارجية الإمارات والبحرين ورئيس وزراء الكيان الصهيونى نيتانياهو ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، ثم أعقب ذلك التطبيع مع دولة السودان والمملكة المغربية.
واستكمل الحديث دكتور محمد السعيد إدريس باستعراض ما يتم الآن من تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد عقب سقوط النظام السورى على يد الجماعات المتطرفة وفى مقدمتها حاكم سوريا الآن زعيم “هيئة تحرير الشام” المنبثقة عن تنظيم القاعدة والتى تنتهج العنف والإرهاب من أجل فرض أفكارها الظلامية ومن أجل حكم سوريا بدعم أمريكى صهيونى تركى.
وأكد دكتور السعيد إدريس على أن مخطط الشرق الأوسط الجديد، يقوم على دمج الكيان الصهيونى فى المنطقة العربية كقوة كبرى ودولة “يهودية” على حساب الشعب الفلسطينى، بتهجيرفلسطينى الضفة الغربية إلى الأردن وفلسطينى قطاع غزة إلى سيناء المصرية، وأن حدود هذه الدولة تضم فلسطين وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا والعراق.
وتحدث كل من الدكتور عبد العليم محمد صاحب كتاب ” القضية الفلسطينية من صفقة القرن إلى طوفان الأقصى” والأستاذ على عبد الحميد الناشر للكتاب، حيث قدما الشكر للمتحدثين ونقابة الصحفيين والحضور، وأكد كل منهما على أن القضية الفلسطينية هى قضية الأمن القومى المصرى والعربى، وأن طوفان الأقصى جاء ردا على جرائم الكيان الصهيونى المحتل والمستمرة منذ قيامه فى عام 1948 وحتى الآن على مدى 77 عاما، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من إبادة جماعية وتهجير قسرى وتطهير عرقى وأن خيار المقاومة هو الحل.
وأكد الحضور فى كلماتهم على أهمية هذا الكتاب للمكتبة العربية، وأهمية صدوره فى الوقت الحالى، وطالبوا بتوعية الشعوب بحقيقة هذا القضية الفلسطينية وحقيقة هذا الكيان الغاصب المزروع فى أرضنا العربية، ككيان وظيفى لحماية مصالح الدول الاستعمارية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أدانوا صمت الأنظمة الرسمية العربية وتواطؤها، بل ومشاركة بعضها فى إبادة الشعب الفلسطينى، عن طريق مد الكيان بما يحتاجه من غذاء ومستلزمات حياتية.
إننى أضم صوتى إلى ما قاله الحضور وأقدم التحية للمقاومة الفلسطينية، وكما علمنا التاريخ المقاومة هى الحل لدحر العدو والمحتل، وأن تحرير البلاد بالتضحيات، لقد قدمت الجزائر مليون ونصف المليون شهيد فى مقاومتها للاستعمار الفرنسى، وقدمت فيتنام ضد الاحتلال أكثر من ثلاثة ملايين من الضحايا.
المجد والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر للمقاومة، والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال، والخزى والعار للأنظمة الرسمية الرجعية العربية المتعاونة والمطبعة مع العدو الصهيونى.
دكتورة كريمة الحفناوى.