زلزال السودان الجديد: دستور التقسيم إلى 8 دويلات.. ماذا يعني لمصر والعالم العربي؟
إعلان دستور جديد في السودان يثير جدلاً واسعاً

في وقت يشغل العالم قضايا مثل أحداث غزة و سوريا، تشهد السودان تطوراً سياسياً كبيراً قد يُغير خريطة البلاد بشكل جذري. فقد تم الإعلان عن دستور جديد يتضمن بنوداً وصفت بالكارثية، ليس فقط بسبب مضامينها، بل أيضاً بسبب الموافقة الواسعة التي تحظى بها من قبل قطاعات كبيرة من الشعب السوداني.
ما الذي حدث؟
تم الإعلان عن دستور جديد يتكون من 32 بنداً، بينها 6 بنود رئيسية أثارت جدلاً واسعاً. هذه البنود تشمل:
1. إلغاء الحدود الإدارية: يتم تقسيم السودان إلى 8 كونفيدراليات مستقلة تحت سيادة الحكم الذاتي، مع إمكانية إعلان الاستقلال الكامل في المستقبل.
2. حق الكونفيدراليات في تقرير المصير: يمكن لكل كونفيدرالية أن تعلن استقلالها عن السودان، مما يفتح الباب أمام تقسيم البلاد إلى عدة دويلات.
3. حل الجيش السوداني: يتم حل الجيش الوطني والفصائل المسلحة، مع إنشاء جيش خاص لكل كونفيدرالية، مما قد يؤدي إلى تسليح غير منضبط وتحول السودان إلى سوق للسلاح.
4. إعلان علمانية الكونفيدراليات: يتم حل جميع المؤسسات الدينية، وهي خطوة تُرى كمحاولة لجذب شخصيات مثل عمر الدقير، رئيس الحزب المؤتمر السوداني، الذي يدعم التطبيع مع إسرائيل وله علاقات قوية مع جهات أجنبية.
5. استقلالية الثروات: كل كونفيدرالية تتحكم بثرواتها الطبيعية دون التزام بتوريدها لحكومة مركزية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الفساد وعدم المساواة.
6. التحالفات السياسية والدبلوماسية: يحق لكل كونفيدرالية إجراء تحالفات مع دول أخرى، مما قد يؤدي إلى صراعات إقليمية وتدخلات خارجية.
ردود الفعل
هذه البنود تمت صياغتها من قبل الحكومة الموازية الموجودة في كينيا، والتي تستضيف العديد من السودانيين كلاجئين. وقد أيدت قطاعات كبيرة من النخبة السودانية، بما في ذلك الأحزاب السياسية والصحافيون والإعلاميون، هذه المسودة الدستورية، ودعت إلى إجراء استفتاء عليها.
اللاجئون السودانيون في دول مثل تشاد وكينيا وأوغندا، الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، أيدوا أيضاً هذه المسودة، مما يعكس رغبتهم في أي تغيير قد يحسن أوضاعهم.
التداعيات المحتملة
إذا تم تطبيق هذه البنود، فإن السودان قد ينقسم إلى عدة دويلات مستقلة، كل منها قد يصبح منطقة نزاع بسبب التحالفات الخارجية والصراعات الداخلية. هذا التقسيم قد يجعل السودان ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، خاصة مع إمكانية تدخل دول أخرى في شؤون هذه الكونفيدراليات.
مصر والوضع في السودان
السؤال الكبير هو: ما هو موقف مصر من هذه التطورات؟ مصر، التي تشترك مع السودان في حدود طويلة وعلاقات تاريخية، قد تواجه تحديات أمنية كبيرة إذا تم تقسيم السودان. قد تضطر مصر إلى التدخل لحماية حدودها الجنوبية، خاصة إذا أصبح شمال السودان منطقة غير مستقرة.
الدستور الجديد في السودان يمثل نقطة تحول كبيرة في تاريخ البلاد، ولكن مع مخاطر جسيمة. التقسيم إلى كونفيدراليات مستقلة قد يؤدي إلى تفكك الدولة وزيادة النزاعات، مما يستدعي مراقبة دقيقة من المجتمع الدولي، وخاصة الدول المجاورة مثل مصر، التي قد تتأثر بشكل مباشر بهذه التطورات.




