بلاغ مفتوح من «السلطة الرابعة» للجهات الأمنية : سيدة تزعم معرفتها بمكان ومصير الطبيب المختفي جورج سمير

في نهاية فبراير الماضي، أعلنت أسرة الدكتور جورج سمير إسحاق، طبيب الأسنان الشاب المقيم بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، عن اختفائه في ظروف غامضة، بعد أن فقدت العائلة الاتصال به بشكل مفاجئ. ووفقًا لشقيقه وبعض المقربين، غادر جورج منزله دون ترك أي إشارات تدل على وجهته أو أسباب غيابه، وهو ما أثار قلقًا واسعًا وسط أهله وأصدقائه، وسرعان ما تحولت قصته إلى قضية رأي عام على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ لحظة الاختفاء، بدأت الشائعات تتصاعد حول دوافع غياب الطبيب الشاب. فبينما رجّح البعض فرضية تعرضه لضغوط نفسية أو اختطاف، ظهرت روايات أخرى تتحدث عن دوافع عاطفية أو دينية وراء اختفائه، خصوصًا بعد نشر أحد النشطاء منشورًا زعم فيه أن الدكتور جورج تزوج عرفيًا من زميلة مسلمة تُدعى “أمنية”، وهو ما أشعل حالة من الجدل والانقسام.

وفي ظل عدم ظهور الدكتور جورج شخصيًا، أو صدور أي بيان رسمي عنه، تحوّلت قضيته إلى ساحة لتبادل التأويلات والتكهنات، فيما لا تزال أسرته تصر على موقفها بأن ما يُنشر غير دقيق، وتُطالب بالتحقيق في الواقعة.

تقرير “السلطة الرابعة” يُقدَّم كبلاغ عاجل للسلطات

في تطور مفاجئ، ظهرت سيدة تُدعى “الشيماء المهدي” عبر بث مباشر على قناتها في يوتيوب مساء 23 مارس، تزعم فيه أن الدكتور جورج تواصل معها منذ أشهر، وأشهر إسلامه عبر قناتها، وأنه بخير وفضّل الابتعاد عن أسرته ومجتمعه بمحض إرادته.

واستنادًا إلى خطورة هذا التصريح وارتباطه المباشر بمصير شخص مُبلّغ عن اختفائه رسميًا، فإن “السلطة الرابعة” تتقدم بهذا التقرير كبلاغ مفتوح إلى وزارة الداخلية والنيابة العامة المصرية، للمطالبة بالتحقيق الفوري مع السيدة صاحبة البث، والاستماع إلى أقوالها، والتثبت مما إذا كانت بالفعل على تواصل مع الدكتور جورج، أم أن ما صدر عنها يدخل في نطاق الادعاءات الخطيرة التي قد تستوجب المساءلة القانونية.

ماذا قالت السيدة في بثها؟

بحسب ما رصدته “السلطة الرابعة”، قالت السيدة شيماء المهدي، التي تُعرّف نفسها بأنها “مسيحية سابقة مهاجرة للإسلام”، وتملك قناة على يوتيوب يتابعها أكثر من 12 ألف مشترك، إن الدكتور جورج تواصل معها عبر الرسائل النصية خلال بث مباشر قبل حوالي أربعة أشهر، وطلب الحديث عن الإسلام.

وادعت السيدة أن الشيخ رضا قلقيله – الذي كان يؤدي العمرة وقتها – شارك في البث وتحدث مع الدكتور جورج، ما دفعه إلى نطق الشهادتين واعتناق الإسلام، مؤكدة أن الأمر تمّ في سرية تامة، وأنه استمر بعدها في اتخاذ خطوات إشهار إسلامه رسميًا دون علم أسرته، وأنه الآن بخير وفي مكان آمن.

كما نفت السيدة المهدي أن يكون زواج عرفي أو علاقة عاطفية سببًا في إسلام الدكتور جورج، معتبرة أن هذه الاتهامات نمطية تُستخدم دائمًا للطعن في الأشخاص الذين يغيرون ديانتهم.

شقيق المختفي: كل ما قيل مجرد شائعات

وقبل ظهور هذا البث بيوم واحد، نشر بيتر سمير، شقيق الدكتور جورج، منشورًا مطوّلًا على حسابه الشخصي على فيسبوك، أكد فيه أن كل ما يتم تداوله عن أخيه مجرد شائعات غير موثوقة.

وأوضح أن الأسرة لا تعرف شيئًا عن الشخص الذي زعم أن جورج أسلم أو تزوج، وكتب:

“أنا بكتب بنفسي لأن أنا أخوه، والمفروض أكون مصدر موثوق. جورج مختفي من شهر، وكل الناس اللي بتتكلم ما عندهاش أي معلومة حقيقية عنه.”

وبيّن بيتر أن صفحات مسيحية داخل وخارج مصر أسهمت في تضخيم هذه الادعاءات دون التحقق من مصادرها، مشيرًا إلى أنه تواصل شخصيًا مع بعضها وطلب منها حذف المنشورات، مؤكدًا أن العائلة لم تتلقَ أي معلومات حقيقية تفيدهم بمكان أو حالة جورج حتى الآن.

الموقف الحالي: تضارب روايات ومطالب بتحقيق رسمي

1. الدكتور جورج لا يزال مختفيًا منذ أكثر من شهر، ولا يوجد أي تأكيد رسمي على سلامته.

2. الأسرة لم تتلقَ منه أي اتصال حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

3. السيدة التي زعمت تواصله معها لم تُقدّم أي دليل مرئي أو مسموع مباشر من الدكتور جورج نفسه.

4. الأسرة تنفي تمامًا وجود أي معرفة سابقة بينها وبين السيدة صاحبة البث.

دعوة عاجلة للجهات الأمنية

بناء على ما سبق، تدعو “السلطة الرابعة” وزارة الداخلية المصرية، ومديرية أمن أسيوط، والنيابة العامة، إلى فتح تحقيق فوري في مزاعم السيدة شيماء المهدي، واستدعائها رسميًا للتحقيق معها، ومطالبتها بتقديم ما لديها من أدلة.

كما نؤكد أن ترك مثل هذه الادعاءات تنتشر دون مساءلة، في قضية تتعلق باختفاء إنسان، يُعد خطرًا على سلامة المجتمع، ومساسًا بمصداقية الإعلام والرأي العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!