احتفالًا بأحد السعف.. كنيسة العذراء وأبي سيفين بالشارقة تُحيي القداس الإلهي بحضورٍ كثيف وتؤكد: الإمارات ومصر “روح واحدة”

الشارقة، الإمارات العربية المتحدة – احتضنت كنيسة العذراء وأبي سيفين بالشارقة، اليوم، احتفالات أحد السعف (أحد الشعانين)، بحضورٍ لافتٍ من أبناء الجالية القبطية الأرثوذكسية والمقيمين، حيث أُقيم القداس الإلهي وفق الطقوس القبطية الأرثوذكسية الأصيلة، وسط أجواءٍ عبَادية امتزجت بالتراث المصري العريق، ما أضفى شعورًا وكأن الحضور “في قلب مصر”.

وبحسب مراسلنا، شهدت الكنيسة ازدحامًا كبيرًا في كل أركانها، حيث أدى فريق الكشافة دورًا مُنظمًا في إدارة الطقس، فيما انخرط الأطفال والشباب في جدل سعف النخيل بمرح وتعاون، تعبيرًا عن روح الاحتفال بذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم.

من جانبه، أكد السفير الدكتور عادل كيرلس، سفير السعادة للتسامح العربي المصري العالمي وخبير الدبلوماسية الإماراتية، أن الاحتفال يجسّد أواصر الأخوة الإنسانية التي تربط الإمارات ومصر، قائلًا: “الدولتان الشقيقتان تربطهما قيم السلام والمحبة، وتُعد الإمارات نموذجًا عالميًا في احتضان التنوع، حيث تُعَد الكنائس القبطية هنا جزءًا من نسيجها الاجتماعي الفريد”.

وأضاف كيرلس في تصريح خاص: “أحد السعف ليس مناسبة دينية فحسب، بل رسالة عالمية للتسامح والسعادة، وهو ما تعكسه مبادرة (شجرة زايد للتسامح) التي أطلقناها سعيًا لتعزيز قيم التعايش، انطلاقًا من رؤية الإمارات كرقمٍ واحدٍ في مؤشرات التسامح والأخوة الإنسانية”.

وتابع أن اللغة القبطية، برغم تاريخها العريق، تظل لغة حية تربط الأقباط عبر العالم، مشيرًا إلى أن الاحتفالات المشتركة بين الإمارات ومصر تُكرس الهوية الثقافية الممتدة عبر الحدود.

يُذكر أن دولة الإمارات تحتضن العشرات من الكنائس ذات الطابع القبطي، والتي تُقام فيها الطقوس بلغةٍ تراثيةٍ موحّدة، فيما تواصل الجهود الرسمية والشعبية تعزيز قيم التعايش، انسجامًا مع مبادرة “السعادة المجتمعية” التي يقودها سفير التسامح الدكتور عادل كيرلس، بالتعاون مع مؤسسات الدولة.

هذا وقد غادر المصلون الكنيسة وهم يحملون سعف النخيل المُزين، في مشهدٍ يعكس الانسجام بين الإرث الديني وقيم العصر الحديث، مؤكدين أن “الوحدة في الإيمان تُذيب الحدود”.

ـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار