أهالي سجناء الرأي يُنادون بالحرية في مؤتمر «مكانهم وسطنا»: كفاية معاناة.. والدولة القوية تُصغي لأبنائها

القاهرة ١٦ مايو ٢٠٢٥- نظمت أسرة الناشط علاء عبد الفتاح، بمقر النادى السياسي لحزب المحافظين، اليوم، مؤتمرًا تحت عنوان «مكانهم وسطنا»، بحضور الدكتورة ليلي سويف، وعدد من أهالي المجبوسين على ذمة قضايا الرأي، بالإضافة إلى عرض بصري يسلط الضوء على معاناة الأسر التي فقدت أبناءها خلف القضبان لسنوات.
جاء المؤتمر، بحضور شخصيات سياسية وحزبية كبيرة. ابرزهم، طلعت خليل منسق عام الحركة المدنية، المهندس أكمل قرطام رئيس مجلس الامناء الحركة المدنية ورئيس حزب المحافظين، ومن أمانة شباب الحركة المدنية “حمدى قشطة، اسماء محفوظ ، حسام محمود،، احمد ماهر ريجو، ومروان محرز، ،ممدوح جمال، أحمد مدين “، رشا قنديل الإعلامية، هيثم محمدين المحامى، مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، حبيب السنان رئيس المجلس التنفيذي لحزب المحافظين، أحمد دومه الصحفي والناشط السياسي ، الدكتور أحمد حراره، بجانب أسرة علاء عبد الفتاح الدكتورة ليلى سويف، وسناء سيف .
تضامن أمهات المحبوسين: أصوات تُنادي بالعدالة
افتتحت المُحامية ماهينور الحدث بالحديث عن ذكرى الاختفاء القسري للناشط أحمد حسن منذ 7 سنوات، مُشيرةً إلى اليوم الـ14 لاضراب الناشط محمود عادل للمطالبة بحقه في أداء امتحاناته الجامعية، قائلةً: «عشرات السنين من الاعتقالات والاختفاءات.. لن ننسى من هم خلف السجون، أيًا كانت هوياتهم».

بدورها، تحدثت الدكتورة ليلي سويف عن نضالها المستمر منذ 11 عامًا من أجل ابنها المحبوس، الذي حُرم من العيش بشكل طبيعي مع أسرته، مؤكدةً أن انتظارها لانتهاء «حكم ظالم» ليس سوى محاولة لاستعادة السلطة لأخلاقها. وأضافت: «أصبحت أمهات المعتقلين رموزًا للصمود.. أبناءنا يقبعون بالسجون منذ أكثر من 13 عامًا، وحياتهم الاقتصادية تدمرت».
كما شاركت روفيدا حمدى ، زوجة الناشط محمد عادل، تفاصيل معاناة زوجها الذي يُضرب عن الطعام للمرة الثانية (اليوم الـ16)، احتجاجًا على منعه من أداء امتحانات الدراسات العليا، بعد حرمانه من نفس الحق في ديسمبر ٢٠٢٤. وأكدت أن زوجها، المُعتقل منذ 12 عامًا دون تهمة تُنسب للإرهاب، سينتهي فترة حبسه في يناير ٢٠٢٥، لكنه يُحرم من أبسط حقوقه التعليمية.

اشادت رشا قنديل الإعلامية وزوجة أحمد الطنطاوى بصمود الدكتورة ليلي سويف قائلة: «أشكر د. ليلى على جمعنا اليوم، وأؤيدها في كل خطواتها رغم التضييق عليها. نسعى لتداول سلمي للسلطة.. البلد لن تتحرر من وضعها البائس إلا بإنهاء اعتقال الآلاف دون سبب. نحن هنا لنقول: كفاية سجنًا للرأي، اتركوا علاء عبد الفتاح يتحرر، وطنطاوي يؤسس حزبًا، وماهينور وهيثم يمارسان عملهما كمحامين».
بدورها، قالت والدة علي محمد، المُعتقل منذ أكتوبر ٢٠٢٣ بعد مشاركته في مظاهرات دعم فلسطين: «ابني ذهب استجابة لنداء الدولة، ثم اُتهم زورًا بالانتماء لجماعة إرهابية. السنة الدراسية ضاعت عليه، وأولادنا مكانهم ليس السجن».

قبضة القانون أم قبضة الأمن؟
ندى مغيث، زوجة الناشط أشرف عمر، عبّرت عن إحباطها: «زهقنا من المناشدات.. النظام لا يحترم القانون ولا الاسترحام. تحية للمحامين مثل خالد علي، لكننا نعلم أن الأمر لم يعد قانونيًا، بل محاولة لتطبيعنا مع الظلم». وأضافت: «السلطة تريدنا أن نستسلم للخوف، لكننا توقفنا عن الخوف».
حكايات الاختفاء القسري: جراح لا تُندمل
شاركت نورهان حسن، شقيقة أحمد حسن المختفي منذ ٦ سنوات، تجربتها المؤلمة: «أرى في د. ليلى أمي الثانية.. أخي أحمد اختفى وهو في الـ١٨، ثم اُعتقل شقيقي محمد عام ٢٠١٩. اشتريت له ملابس العيد كل عام رغم غيابه.. أصحابه تزوجوا وتخرجوا، وهو لا يزال في الظلام».

من داخل السجون: محامون يشهدون
ممدوح جمال، المحامي، عضو أمانة شباب الحركة المدنية، الذي قضى سنوات في السجن، قال: «كنت محبوسًا مع علاء عبد الفتاح، وخرجت عام ٢٠١٥ بينما هو لا يزال خلف القضبان. هل معتقلي فلسطين ومحمد عادل وأشرف عمر أعداء للدولة؟ الرئيس يتحدث عن «اللُحمة الوطنية»، لكنها لن تتحقق إلا بإطلاق سراح سجناء الرأي».
مطالب سياسية وإصلاحية
محمد تركي عضو المجلس الرئاسي لحزب المحافظين والمتحدث الرسمي، طالب بإنهاء الصراعات الداخلية: «حلمنا أن تصبح مصر بلا سجناء رأي. التقدم لن يتحقق إلا بالإفراج عنهم.. كيف نُبني لُحمة وطنية ونصفّي معارضي النظام؟».
محمد حسن: الصحفي بجريدة الوطن، كشف عن تعرضه للتعذيب: «أنا وأخي أحمد ضحايا منظومة قمعية.. الدولة ترانا أعداءً. جُرحت أثناء استدعائي بالأمن الوطني، لكننا سنظل نبحث عن المختفين حتى آخر نفس».
رسالة ليلى سويف الأخيرة: “لن نستسلم”
اختتمت الدكتورة ليلي سويف المؤتمر برسالة قوية: «منظومة العدالة منهارة، ولن نتوقف حتى يتحقق الحل.. حتى لو متنا، فموتنا سيُسمع صوته. رسالتي للمتعاطفين: لا تستسلموا، فالهزيمة تصبح أبدية إن قبلناها. سنظل نقف أمام السلطان الجائر، هنا وفي كل العالم».
ختاما، بينما تُعلّق الأسر آمالها على انتخابات برلمانية “تقيل العثرات”، يظل السؤال الأكبر: هل ستُصغي الدولة لصرخات أمهات يُجمعن على أن «مكان أبنائنا الوحيد هو معنا»؟ أم ستستمر في “قتل مستقبلها” بسجن كل صوت حر؟
المؤتمر ينقل أصواتًا ترفض الصمت، وتؤكد أن النضال من أجل العدالة لن يتوقف حتى مع آخر سجين رأي.




