لابيد في مقابلة مع عماد الدين أديب: مصر شريك لا غنى عنه للاستقرار.. لا لحكم حماس أو الإخوان.. واتفاق إيران يحتاج خمسة شروط
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، في مقابلة حصرية مع الإعلامي عماد الدين أديب، إن مصر تظل الدولة الأهم في معادلة الاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن “العلاقة مع القاهرة هي أحد أعمدة الأمن في الشرق الأوسط، رغم الاختلافات في وجهات النظر في بعض الملفات”.
وأكد لابيد أن بلاده لا تثق في أي “تيار سياسي يستخدم الدين للوصول إلى السلطة”، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، مضيفًا: “موقفنا من الإخوان واضح، كما هو موقفنا من كل تنظيم مشابه لحماس، التي نرفض أن تبقى في السلطة أو أن تشارك في صياغة مستقبل غزة”.
وأضاف: “نرى في الدولة المصرية الحالية شريكًا في محاربة التطرف، ونقدّر ما تقوم به مصر من وساطات مستمرة رغم تعقيدات الملف الفلسطيني”.
لا لحكم حماس في غزة
وفيما يخص الوضع في قطاع غزة، قال لابيد إن هناك “مقترحًا جزئيًا ومهمًا مطروحًا الآن على الطاولة بخصوص الرهائن”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تدفع نحو إنجازه، وأن إسرائيل وافقت عليه.
ودعا لابيد الدول العربية إلى ممارسة الضغط على حركة حماس للقبول بالمقترح، معتبرًا أنه “في مصلحة سكان غزة وسكان إسرائيل والمنطقة بأكملها”.
وشدد على أن “الحرب يمكن أن تنتهي خلال 24 ساعة إذا وضعت حماس سلاحها”، مؤكدًا أن “حماس باعت المساعدات الإنسانية من أجل شراء الأسلحة”، وأن “إسرائيل تقاتل حماس لا سكان غزة”.
وأردف قائلًا: “لا يمكن أن يُترك مستقبل غزة بيد حماس، ولو كنت أنا رئيس الوزراء لما وقع هجوم 7 أكتوبر، وكنت سأدفع باتجاه تشكيل حكومة بديلة هناك”.
الاتفاق مع إيران.. مشروط بخمسة بنود
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكد لابيد أن “المرحلة العسكرية في المواجهة مع إيران ربما انتهت”، لكنه أوضح أن “أي اتفاق مع طهران يجب أن يستوفي خمسة شروط ضرورية”:
1.وقف تخصيب اليورانيوم.
2.إخراج كل ما تم تخصيبه خارج إيران.
3.تفكيك أجهزة الطرد المركزي.
4.إنهاء وحدة الأسلحة والصواريخ الباليستية.
5.فرض رقابة دولية غير محدودة على البرنامج النووي الإيراني.
واعتبر لابيد أن “النظام الإيراني عدو لشعبه وعدو للمنطقة”، مشيرًا إلى أن “الشعب الإيراني وحده هو من يقرر من يحكمه، وليس المجتمع الدولي”.
نتنياهو وترامب.. والقضاء الإسرائيلي
وردًا على سؤال حول محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتعليق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي أبدى أمنيته بإصدار عفو عنه، قال لابيد: “إسرائيل دولة ذات سيادة، ونظامها القضائي مستقل”، مضيفًا: “من واجب نتنياهو أن يشكر ترامب على دعمه الشخصي، لكننا نعرف كيف ندير شؤوننا كدولة”.
سوريا ولبنان.. بداية جديدة دون سلاح الميليشيات
وحول الملف السوري، أشار لابيد إلى أن إسرائيل تسيطر على مرتفعات الجولان منذ عقود، لكنه أبدى انفتاحًا على فكرة “بداية جديدة” في العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة، دون الحديث عن مسألة الجولان، معتبرًا أن “سوريا دولة مدمرة بالكامل وتحتاج إلى إعادة إعمار وتحالفات جديدة لا إلى صراعات قديمة”.
أما بخصوص لبنان، فقد رحب بما اعتبره “تطورًا إيجابيًا في خطاب الحكومة الجديدة”، التي – بحسب لابيد – تدرك أن “لا دولة حقيقية يمكن أن تقوم ما دام هناك سلاح خارج سلطة الدولة”، في إشارة إلى حزب الله، مؤكدًا أن إسرائيل تؤيد هذا الاتجاه.
إشادة خاصة بالإمارات
وفي ختام المقابلة، خص لابيد دولة الإمارات بإشادة واضحة، واصفًا إياها بأنها “حجر الأساس في الاتفاقيات الإبراهيمية”، وأنها تمثل “نموذجًا لمستقبل مختلف للشرق الأوسط”.
وقال: “الشيخ عبد الله بن زايد هو أذكى شخص أعرفه في مجال الدبلوماسية”، مؤكدًا أن الإمارات علمته دروسًا في التسامح وفهم الآخر، مضيفًا: “ما سمعته في أبوظبي من قدرة على الإصغاء لمن نختلف معهم، هو ما نحتاجه جميعًا لصناعة السلام الحقيقي”.
