إلهام فايد تكتب: أسباب تراجع المشاركة فى انتخابات الشيوخ

تشهد الدولة المصرية خلال الايام القليلة القادمة اجراء انتخابات مجلس الشيوخ 2025 ( الغرفة الثانية للبرلمان ) ويرى كثير من السياسيين أن الإبقاء على الانتخاب بنظام القائمة المغلقة تجاهل المقترحات التي تم طرحها خلال جلسات الحوار الوطني الذى دعا اليه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خصوصًا الدعوات لاعتماد “القائمة النسبية المفتوحة” بما يحقق تمثيلًا أوسع لكافة أشكال الطيف السياسى، لان المزج المتوازن بين نظامي القائمة النسبية والفردي كان سيمنح الأحزاب فرصة حقيقية للمنافسة، كما ان ارتفاع قيمة تأمين دخول الانتخابات (30 ألف جنيه) صعب أيضا المهمة على القوى الحزبية والسياسية خوض ماراثون الانتخابات.
أعتقد ان اتساع الدوائر الانتخابية على المقاعد الفردية جعل هناك حاجة لموارد مالية كبيرة وضخمة لكل مرشح يعتزم المنافسة الحقيقية فى الانتخابات القادمة، وهو أمر لا يتوفر لدى الغالبية، ولدى عدد كبير من الأحزاب المصرية، كما أن التكاليف المادية للدعاية والحملات الانتخابية من أجل وصول المرشح لجميع قرى ونجوع ومدن دائرته تفوق قدرات أي مرشح فردي أو حزب، وتتطلب إمكانات كبيرة للتنقل والانخراط مع الناخبين في فعاليات دعائية تشرح برنامجه الانتخابى وما سيقوم به خلال فترة عضويته بالمجلس.
ونتيجة لذلك لم تتقدم لخوض انتخابات مجلس الشيوخ اى قائمة غير القائمة الوطنية من أجل مصر، التى فازت عمليًا بالتزكية فى الانتخابات المقرر عقدها في أغسطس المقبل ، ووفقا لنص المادة 25 من قانون انتخابات مجلس الشيوخ، بشأن حساب نصاب الفوز في الانتخابات للقائمة الوحيدة فأنه يعلن انتخاب القائمة بشرط حصولها علي نسبة 5% على الأقل من أصوات الناخبين المقيدين بتلك الدائرة، فإن لم تحصل القائمة على هذه النسبة أعيد فتح باب الترشح لشغل المقاعد المخصصة للدائرة.
بالاضافة الى ذلك فان قلة عدد المرشحين (469) مؤشر مقلق، لكونه يتعلق بمدى حماس المواطنين للمشاركة في العملية الانتخابية، مقارنة بـ792 في انتخابات 2020.
جدير بالذكر ان «مجلس الشيوخ» يتكون من 300 عضو؛ 100 منهم يجري انتخابهم وفق نظام القائمة المغلقة، و100 بالنظام الفردي، بالإضافة إلى 100 آخرين يختارهم السيد رئيس الجمهورية، ويوجد في مصر 27 دائرة للانتخاب بالنظام الفردي، و4 دوائر للانتخاب بنظام القائمة، يُخصص لاثنتين منها 13 مقعدا لكل واحدة، ويُخصص للأخريين 37 مقعدا لكل واحدة منهما، فيما تجرى عمليات التصويت للمصريين بالخارج يومي 1 و2 أغسطس المقبل، ويومي 4 و5 من الشهر ذاته في الداخل.




