وفاة الشيخ مرهج شاهين بعد تعرضه لانتهاكات و قص شاربه يثير غضبًا واسعًا في السويداء

تصدر اسم الشيخ الدرزي مرهج شاهين مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو صادم يوثق لحظة دخول مجموعة مسلحة إلى منزله في قرية الثعلة بمحافظة السويداء السورية، والاعتداء عليه بقص شاربه بطريقة مهينة، ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا داخل وخارج المحافظة.
الشيخ مرهج، المعروف بـ”أبو طلال”، تجاوز الثمانين من عمره، ويُعد من أبرز الوجوه الاجتماعية في المنطقة، اشتهر بكرمه وأخلاقه، وكان شاعرًا وعازف ربابة وبطلاً سابقًا في المصارعة، كما حول مضافته إلى متحف تراثي شعبي يضم مئات القطع منذ عام 2005.
ورغم كبر سنه، رفض مغادرة قريته حتى في أصعب اللحظات، وسبق أن شارك في الدفاع عن مطار الثعلة عام 2015. وبعد واقعة تصوير الفيديو، اقتيد الشيخ برفقة ابن أخيه وحفيد أخيه إلى مكان مجهول، قبل أن تتلقى عائلته اتصالًا من هاتفه، أُبلغت خلاله بوفاته.
في منشور مؤثر، نعت حفيدته كريستين شاهين جدها، وكتبت:
“جدي استُشهد… شيخ طاهر، عمره ما انمدّت إيدو على حدا، ولا اتسكر بابه بوش محتاج… حلقوله شواربه قبل ما يقتلوه لأنه ما سلّم بيته… بس ما عرفوا إنو الشرف ما بينحني، وإنو الشيخ إذا وقع، بيوقع واقف وبينكتب اسمه شهيد مش ضحية.”
وتأتي الحادثة في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في السويداء، التي لم تعد ساحةً لمطالب مدنية فقط، بل تحولت إلى ساحة لصراع أوسع يشهد تدخلات عسكرية وجيوسياسية، وسط تضارب المواقف داخل الطائفة الدرزية نفسها.
الحادثة التي وصفت بـ”المهينة والوحشية” فتحت الباب أمام موجة إدانات واستياء واسع، وسط مطالبات بالكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم، وردّ الاعتبار لرمز محلي شكل جزءًا من الذاكرة التراثية والمقاومة في المنطقة.




