أكد الباحث سامح عسكر، عبر صفحته الشخصية على موقع “فيس بوك”، أن استيراد مصر للغاز من إسرائيل جاء نتيجة لظروف سياسية واقتصادية معقدة، مشيراً إلى أن الأمر لا يمثل رضاً شعبياً أو قناعة، بل هو خيار اضطراري فرضته تحديات إقليمية ودولية.

وأوضح عسكر أن الأزمة بدأت بوقف السعودية إمدادات البترول لمصر في أكتوبر 2016 بسبب موقف القاهرة من الحرب في اليمن ودعم الجيش السوري، ثم تلتها قطر بقطع الغاز في يونيو 2017 على خلفية الأزمة الخليجية، إلى جانب زيادة الاستهلاك المحلي وعدم جاهزية خطوط الغاز البديلة من العراق وقبرص.

وأضاف أن إسرائيل كانت تسعى لتكون مركز تسييل الغاز في الشرق الأوسط، لكن مصر استطاعت الاستفادة من استيراد الغاز وإعادة تسييله وتصديره، ما ساهم في ارتفاع الصادرات المصرية عام 2024 إلى 51 مليار دولار، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي الاسمي إلى 423 مليار دولار سنوياً.

وأشار عسكر إلى أن التعامل الاقتصادي بين الخصوم أمر وارد في السياسة الدولية، مستشهداً بعلاقات تجارية قائمة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا رغم الخلافات الحادة. كما أكد أن مصر تعتمد على تنويع مصادر الطاقة للحفاظ على استقلال قرارها السيادي، وأنها لجأت مؤخراً لشراء النفط الروسي وقد تتجه مستقبلاً نحو النفط والغاز الإيراني.

وشدد على أن مصر، رغم استيرادها الغاز من إسرائيل، تمارس ضغوطاً سياسية ودولية عليها لفتح المعابر ورفض مشاريع التهجير، وتظل من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن القرار ليس محبوباً شعبياً لكنه خيار صعب تفرضه الظروف لحين إيجاد البديل المناسب.