من الطبيب إلى عامل النظافة… قصص رحيل مفاجئ لجنود لقمة العيش
شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من حالات الوفاة المفاجئة بين مختلف فئات العاملين، أثناء أداء مهامهم اليومية، ما أعاد إلى الواجهة قضية ضغوط العمل وظروفه القاسية التي قد يدفع ثمنها “الجنود المجهولون” من حياتهم.
آخر هذه الحالات كانت للطبيبة سلمى محمد أبو حبيش من المحلة الكبرى، التي فارقت الحياة إثر هبوط حاد بعد عملها على مدار شفتين متواصلين دون تناول طعام. وقد نعت كلية الطب – قصر العيني الفقيدة، مؤكدة التزامها بتوفير بيئة عمل آمنة للأطباء وكافة الكوادر الطبية وفق المعايير المعتمدة، كما شددت على ما أعلنته الجامعة من عدم ارتباط الوفاة بالإجهاد أو ضغط العمل كما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي واقعة مشابهة، توفي سعيد محمد عبد الحميد السيد عابدين، أحد العاملين بقطاع تحسين البيئة بحي ثان الزقازيق بمحافظة الشرقية، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف مفاجئ بعضلة القلب أثناء أداء مهامه.
الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، أعربت عن خالص تعازيها لأسرة الفقيد، مؤكدة أنه كان نموذجًا للعطاء والتفاني. وأشادت بدور عمال النظافة، واصفة إياهم بأنهم “ركيزة أساسية في الحفاظ على المظهر الحضاري للمدن والقرى”، ومشددة على حرص الدولة على تحسين أوضاعهم وتوفير بيئة عمل آمنة تحفظ كرامتهم وتضمن سلامتهم.
رحيل هؤلاء العاملين، من الطبيب إلى عامل النظافة، يسلط الضوء على تضحيات لا تُرى في صمت، ويدعو لإعادة النظر في إجراءات السلامة وظروف العمل لجميع فئات المجتمع.




