معلومات الوزراء: مصر تبذل جهودًا كبيرة في مجال الأنشطة الريادية

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً حول “ريادة الأعمال الرقمية”، استعرض فيه الإيجابيات المرتبطة بها، وأشكالها المتعددة، مشيراً أنه في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة، يشهد عالم الأعمال تحوُّلًا جذريًّا تقوده التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي؛ مما أدى إلى إعادة تشكيل مفاهيم ريادة الأعمال التقليدية؛ حيث لم يَعُد تأسيس المشروعات يعتمد فقط على الفكرة أو رأس المال، بل أصبح يتطلب فهمًا عميقًا لأدوات التسويق الرقمي، وتحليلًا دقيقًا للبيانات، واستثمارًا ذكيًّا في أدوات الذكاء الاصطناعي، وهذا العصر الرقمي أتاح لرواد الأعمال فرصًا غير مسبوقة للوصول إلى الأسواق العالمية، وفي الوقت نفسه، فرض تحديات جديدة تتطلب مهارات رقمية، وقدرة على التكيف السريع مع التغيّرات المستمرة في بيئة الأعمال، ومن هنا، أصبحت ريادة الأعمال الرقمية أكثر من مجرد نشاط اقتصادي، بل أسلوب تفكير، ومنهجية متكاملة ترتكز على الابتكار، وتحقيق القيمة، واستغلال الإمكانات التكنولوجية لإحداث تأثير مستدام في الأسواق.

أشار التحليل إلى أن ريادة الأعمال تُعرف بشكلها التقليدي بأنها العملية التي تهدف إلى إنشاء وتطوير النشاط الاقتصادي من خلال دمج المخاطرة والإبداع مع الإدارة السليمة، كما يُمكن تعريفها على أنها نشاط إبداعي يشمل القيام بأشياء لا تُمارس عادةً في سياق العمل الاعتيادي، ولكن في الوقت الحالي ومع التقدم التكنولوجي الكبير، انتقل مفهوم ريادة الأعمال من النماذج التقليدية القائمة على الأساليب اليدوية والتواصل المباشر، إلى نماذج رقمية أكثر مرونة وابتكارًا تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، ومن هنا ظهر مفهوم “ريادة الأعمال الرقمية” الذي يُشير إلى إنشاء مشروع تجاري وبيع الخدمات أو المنتجات عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى الاستثمار في مساحات فعلية، ومن أمثلة الأعمال الرقمية: التجارة الإلكترونية، والدورات التدريبية عبر الإنترنت وقنوات اليوتيوب، وبالتالي تُعَد ريادة الأعمال في المجال الرقمي مفهومًا يشرح كيفية تطور ريادة الأعمال بفعل التقنيات الرقمية، كما يُسلط الضوء على التطورات في ممارسات ريادة الأعمال، وفلسفتها، واستراتيجيتها.، تعتمد على استخدام التكنولوجيا والإنترنت لتقديم منتجات أو خدمات أو حلول مبتكرة، ومن أبرز أشكالها:

-التجارة الإلكترونية: وتتصدر آسيا التجارة الإلكترونية عالميًّا؛ ويتجاوز حجمها 3.7 تريليونات دولار في عام 2024، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بحجم سوق يزيد على تريليون دولار، وجاءت أوروبا في المرتبة التالية بحجم سوق يبلغ 682 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل عدد المستخدمين في سوق التجارة الإلكترونية عالميًّا إلى 3.6 مليارات مستخدم بحلول عام 2029. كما تُعَد آسيا والصين على وجه الخصوص، مركزًا عالميًّا للتجارة الإلكترونية عبر البث المباشر ((Live Streaming e-commerce، حيث تُقدّر إيرادات آسيا بنحو 370 مليار دولار في قطاعات التجميل والأزياء والأغذية والإلكترونيات في عام 2024، وذلك وفقًا لإحصاءات سوق ستاتيستا، وتُسيطر الصين على الجزء الأكبر من هذه العوائد حوالي (350 مليار دولار من الإجمالي)، وبالنسبة للأمريكتين كانت الإيرادات تُقدَّر بنحو 27 مليار دولار في عام 2024 عبر القطاعات الأربعة، وكانت الولايات المتحدة أكبر المساهمين بنحو 17 مليار دولار، بالإضافة إلى البرازيل والمكسيك. وفي أوروبا، كانت المملكة المتحدة هي بطلة السوق متقدمة على الاقتصادات الرئيسة الأخرى في القارة.

– الذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IOT): اكتسب كل من إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي أهمية متزايدة في السنوات الأخيرة، وأسهما في إحداث تحول جذري في العديد من الصناعات؛ إذ يُشير إنترنت الأشياء إلى شبكة مترابطة من الأجهزة والمركبات والمعدات المزودة بأجهزة استشعار وتقنيات اتصال، تتيح تبادل البيانات وتحليلها بشكل فوري. أما الذكاء الاصطناعي، فيُعنى بتطوير أنظمة ذكية قادرة على أداء مهام تتطلب عادةً تدخلًا بشريًّا، مثل: الرؤية الحاسوبية، والتعرف على الصوت، واتخاذ القرارات. وقد أدى التوسع في استخدام هاتين التقنيتين إلى إحداث نقلة نوعية في العمليات التجارية، وفتح آفاق واسعة أمام الشركات الناشئة؛ إذ يوفر إنترنت الأشياء لتلك الشركات إمكانات متقدمة في جمع البيانات وتحليلها بكفاءة، وهو ما يتيح فهمًا أعمق لسلوك العملاء، وتحسين الكفاءة التشغيلية، والتنبؤ بأعطال المعدات قبل حدوثها، وبالتالي دعم اتخاذ قرارات استراتيجية تُسهم في تحسين الأداء وتعزيز النمو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!