دكتورة ولاء عزيز تكتب عن: نواب على دراعهم.. قصص نجاح برلمانية كسرت المستحيل

في خطوة لافتة، بدأت الدكتورة ولاء عزيز – المستشارة السياسية والبرلمانية – عبر صفحتها على “فيس بوك”، نشر سلسلة مقالات عن النواب الذين خاضوا معارك انتخابية شرسة دون سند مالي أو حزبي كبير، ومع ذلك نجحوا في ترك بصمة مؤثرة داخل دوائرهم وتحت قبة البرلمان.
ولاء أكدت أن الهدف من السلسلة هو كسر الصورة النمطية السائدة بأن “المجال السياسي مغلق”، مشيرة إلى أن هناك تجارب حقيقية استطاعت أن تثبت وجودها رغم كل التحديات. ودعت متابعيها إلى ترشيح أسماء أخرى نجحت بجهودها الفردية، مؤكدة أن:
“الرسالة ببساطة: خليك إيجابي، اشتغل، وربنا مش هيضيع تعبك.”
أحمد علي.. الأكاديمي اللي كسب الشارع
أول النماذج التي استعرضتها ولاء هو النائب أحمد علي، نائب دائرة المرج.
بدأ مشواره في برلمان 2015 عن حزب “المصريين الأحرار” بحملة انتخابية متواضعة التمويل، لكن المفاجأة أنه اقتنص المقعد وفاجأ الجميع بأداء خدمي وتشريعي قوي، جعله يحجز لنفسه مكانًا مميزًا وسط نواب البرلمان.

رغم محدودية الموارد، واصل أحمد مشواره في 2020 كمستقل فردي، وحافظ على تواصله المباشر مع الناس، مثبتًا أن النجاح لا يشترى بالمال، وإنما يُصنع بالاجتهاد.
أحمد بلال.. المشاكس الذي أعاد حقوق العمال
النموذج الثاني هو النائب أحمد بلال عن دائرة المحلة الكبرى، الذي خاض معركة صعبة وسط أجواء مشبعة بالمال السياسي.
في 2015 لم يحالفه الحظ رغم وصوله للإعادة، لكنه عاد أقوى في 2020، ليحصد المقعد عن حزب التجمع بإصراره وحده.

داخل البرلمان، أثبت نفسه كنائب تشريعي ورقابي، حيث:
أعاد ترقيات متأخرة لعمال غزل المحلة منذ 18 عامًا.
ساهم في حصول عمال سمنود على الحد الأدنى للأجور.
تصدى لمحاولات تصفية شركة طلخا.
كما قدم قوانين مهمة مثل تجريم تزويج الأطفال، والمجلس الأعلى للغزل والنسيج، بالإضافة لمشاركته الفاعلة في تعديلات قانون الدم والبلازما، مستندًا إلى خبراته الصحفية السابقة.
سحر معتوق.. أول سيدة تكسر الحاجز في البحيرة
أما النموذج الأكثر إلهامًا فهو النائبة سحر معتوق من كفر الدوار، محافظة البحيرة.
استطاعت أن تصبح أول سيدة تنجح فردي مستقل منذ أكثر من 60 عامًا، في واحدة من أصعب الدوائر.

قصة نجاحها لم تعتمد على المال أو النفوذ، بل على إيمانها بنفسها وإصرارها على العمل بين الناس، لتصبح رمزًا للمرأة القادرة على اقتحام أصعب المعارك السياسية.
ولم يتوقف الأمر عند البرلمان، فقد كانت أول امرأة تتولى منصب أمينة المرأة باللجنة النقابية بشركة أموك للزيوت المعدنية، لتكسر واحدًا من أكبر الحواجز الاجتماعية.
إبراهيم الديب.. طموح الشباب لا يعرف المستحيل
في ختام السلسلة، تحدثت ولاء عن النائب الشاب إبراهيم الديب، الذي خاض تجربته الأولى في برلمان 2020.
ورغم أن بدايته جاءت مدعومة من والده صاحب التأثير الشعبي الكبير، إلا أن إبراهيم لم يكتفِ بالدعم العائلي، بل اختار الطريق الأصعب: العمل المستمر داخل الدائرة ومواجهة منافسين يمتلكون خبرة وأدوات أكبر.

إصراره ومثابرته جعلاه يحجز لنفسه مكانة مؤثرة رغم حداثة عهده بالعمل السياسي، في تأكيد جديد أن الشباب قادرون على صناعة فارق حقيقي.
رسالة السلسلة
قصص هؤلاء النواب تؤكد أن النجاح البرلماني لا يحتاج إلى ثروات طائلة أو أحزاب ضخمة بقدر ما يحتاج إلى إرادة، اجتهاد، وإيمان بالقدرة على التغيير.
ولعل الرسالة الأهم التي أرادت الدكتورة ولاء عزيز توصيلها:
“المجال السياسي ليس مغلقًا.. الطريق مفتوح لكل من يملك الشجاعة والصدق والعمل الحقيقي بين الناس.”




