شهدت نقابة الصحفيين المصرية فعالية تضامنية كبرى بعنوان “الحرية للأسرى البواسل.. من فلسطين إلى مصر.. المسافة صفر”، تحت رعاية النقيب خالد البلشي، وبالتعاون مع مؤسسة شمس للنشر والإعلام، للاحتفاء بتجربة الأسير الفلسطيني المحرر أسامة الأشقر وإصداريه “للسجن مذاق آخر” و*”رسائل كسرت القيد”*.

شارك في الفعالية عدد من الشخصيات السياسية والثقافية، من بينهم: د. حيدر الجبوري، د. محمد غريب أمين سر حركة فتح في مصر، د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي بجامعة القاهرة، المستشار الثقافي الفلسطيني ناجي الناجي، الإعلامية جيهان عبد الوهاب، الكاتبة جيهان إسماعيل، والفنان أحمد نبيل.

خالد البلشي: الأسرى ليسوا أرقاماً وحملة جديدة لدعم الصحفيين الفلسطينيين

قال نقيب الصحفيين خالد البلشي إن هذا اليوم مختلف لأنه يسلط الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين، مشيراً إلى وجود نحو 800 ألف أسير منذ عام 1967، فيما يقبع حالياً قرابة 9 آلاف أسير داخل سجون الاحتلال. وأضاف أن الأسير أسامة الأشقر نموذج بطولي دفع سنوات من عمره في المعتقلات، وقصته تجسد معاناة آلاف الأسرى والشهداء الذين لا يمكن اختزالهم في أرقام، بل هم قصص حياة وصمود.

وأعلن البلشي خلال الفعالية عن إطلاق حملة “العدالة لشهداء الصحافة الفلسطينية” بالتنسيق مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، موضحاً أنها تهدف إلى توثيق جرائم الاحتلال ضد الصحفيين من خلال:

إعداد كتيب توثيقي بعدة لغات يضم صوراً وسيراً ذاتية لشهداء الصحافة.

إنشاء أرشيف وثائقي يرصد عمليات القصف والاستهداف الممنهج.

جمع شهادات حية من الناجين وأسر الشهداء.

الانتقال من مجرد الأرقام إلى قصص إنسانية من لحم ودم.

إعداد قاعدة بيانات قابلة للبحث لكل صحفي استشهد.

الملاحقة القانونية لجرائم الاحتلال بالتعاون مع حقوقيين ومحامين دوليين.

كما أعلن عن مبادرة أخرى بعنوان “أنا صحفي فلسطيني”، تهدف لدعوة الصحفيين العرب والدوليين لكتابة تقرير واحد على الأقل في أسبوع محدد سيتم الإعلان عنه لاحقاً، لتسليط الضوء على معاناة الصحفيين الفلسطينيين وتعزيز حضور قضيتهم في الرأي العام العالمي.

أسامة الأشقر: الحرية أقوى من كل قيد

من جانبه، أكد الأسير المحرر أسامة الأشقر أن الأسرى الفلسطينيين يصنعون حياة جديدة رغم محاولات الاحتلال لكسرهم، قائلاً: “أتيتكم بذاكرة لا يمكن أن تقيدها جدران… الروح البشرية حين تتشبث بالحرية أقوى من كل قيد”.

وأوضح أنه ينوب عن 11 ألف أسير فلسطيني بينهم 50 امرأة و400 طفل و700 حالة مرضية، يتعرضون للجوع والعزلة، مضيفاً: “كنا نكتب لنقول للعالم إننا بشر من لحم ودم، نصنع قصصاً وروايات داخل الزنازين”، مشدداً على أن ما يجري في غزة اليوم هو “معركة وجود لا معركة حدود”. وختم قائلاً: “مصر كانت وما زالت قلب العروبة النابض، ومن فلسطين إلى مصر.. المسافة صفر”.

ناجي الناجي: أنسنة القصص بدلاً من الأرقام

أكد المستشار الثقافي لسفارة فلسطين، ناجي الناجي، أن أسوأ ما يُطرح في القضايا الوطنية هو الاكتفاء بالإحصائيات، داعياً إلى “أنسنة القصص” لإبراز معاناة الأسرى. وقال: “من حق أسامة أن ننتصر لتجربته ونصوصه، فالقضايا العادلة لا تنتصر وحدها، بل تحتاج إلى التوثيق والدعم خاصة في الدوائر الغربية”. وأوضح أن خطيبة الأسير الأشقر لعبت دوراً محورياً في إخراج نصوصه من السجن قبل تحرره، لتصبح شاهداً على التجربة.

د. محمد غريب: أسامة أحد أبطال الانتفاضة الثانية

أشاد د. محمد غريب، أمين سر حركة فتح في مصر، بالأسير المحرر أسامة الأشقر، مؤكداً أنه أحد أبطال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وأنه اختار الطريق الأصعب حين قضى أكثر من نصف عمره في الزنازين. وأشار إلى أن الأسرى الفلسطينيين حوّلوا السجون إلى ساحات للتعلم، حيث حصل الكثير منهم على شهادات علمية ودرجات أكاديمية، مؤكداً أن ما يعرف بـ “أدب السجون” أصبح توثيقاً حياً لتجارب المعتقلين، وبدأ منذ تجربة الشاعر الفلسطيني نور إبراهيم الذي اعتُقل عام 1936 وأُعدم عام 1938.

د. طارق فهمي: مصر تواجه مخططاً إجرامياً وتبقى السند الأقوى لفلسطين

من جهته، أكد د. طارق فهمي أن نقابة الصحفيين تعيد اليوم دورها الوطني في دعم القضية الفلسطينية، محذراً من أن مصر تواجه جزءاً من مخطط إجرامي إقليمي يستهدف تهجير الفلسطينيين وإعادة رسم خرائط المنطقة.

وأضاف أن إسرائيل تسعى لتوسيع مشروعها مستندة إلى رؤى تاريخية ودينية، وأن من يحكمها عملياً هي المؤسسة الدينية لا الحكومة وحدها. وأشار إلى وجود 32 مشروعاً لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، محذراً من خطورة المرحلة المقبلة، ومشدداً على ضرورة وحدة الموقف العربي.

كما شدد على قدرة مصر على حماية حدودها، قائلاً إن الجيش المصري ينتشر في سيناء ويضم نحو 40 ألف جندي على الحدود، مضيفاً: “عملياً لم تعد اتفاقية كامب ديفيد قائمة، والمنطقة (ج) باتت تحت سيطرة الجيش المصري”. وأكد أن مصر هي الدولة الأقوى في تقديم المساعدات للفلسطينيين، لافتاً إلى أن هناك تفاصيل كثيرة غير معلنة للإعلام، من بينها أن المساعدات لا تدخل من معبر رفح بل عبر معبر كرم سالم، والهدف من ذلك هو إبطاء وصولها إلى غزة.