رفض «خانة المتفرج».. حزب الدستور يناطح الكبار في الانتخابات البرلمانية عبر 12 مرشح ويتبنى برنامج إصلاحي ينحاز للفقراء

في مشهد سياسي يزداد سخونة مع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2026، يدخل حزب الدستور برئاسة الإعلامية والسياسية البارزة جميلة إسماعيل، معترك المنافسة بقوة، معلنًا تحدّيه للأحزاب الكبرى عبر الدفع بـ 12 مرشحًا في دوائر متعددة على مستوى الجمهورية، ضمن تحالف “الطريق الحر” الذي يضم حزبي الدستور والمحافظين.
خطوة جريئة
وتمثل هذه الخطوة التي وصفها سياسيون ب«الجريئة»،
إعلان الحزب المدني المعارض أنه لم يعد يكتفي بموقع المراقب، بل قرر أن يناطح الكبار على أرض الواقع السياسي، مستندًا إلى رؤية إصلاحية وبرنامج انتخابي واضح ينحاز للمواطن البسيط ويستند إلى أدوات العمل البرلماني الجاد.
وتُعد هذه المشاركة الأولى للحزب منذ تأسيسه، في رسالة مباشرة تؤكد أن القوى المدنية الديمقراطية لا تزال حية، وأن المعارضة الوطنية قادرة على خوض المنافسة السياسية بجدية ومسؤولية، متجاوزةً مرحلة الانتظار إلى مرحلة الفعل.
وفي هذا السياق، قالت جميلة إسماعيل، رئيسة الحزب، إن هذه الخطوة تمثل “انتقالًا من مرحلة التنظير إلى الفعل السياسي الميداني”.
مضيفة:”الديمقراطية تبدأ بخروجنا من مقار الأحزاب لكسر حصار الصوت الواحد، ولن يتحقق التغيير إلا من داخل مؤسسات الدولة، عبر أدوات السياسة والمشاركة الفعالة”.
وأكدت إسماعيل دعمها الكامل لمرشحي الحزب وعددهم 12 مرشحًا ومرشحة موزعين على عدد من المحافظات، موضحة أنها فضلت عدم الترشح شخصيًا لإفساح المجال أمام الوجوه الجديدة والمتمرسة داخل الحزب، في خطوة تهدف إلى تجديد الدماء داخل الحياة السياسية.
«توجه اجتماعي»
ويأتي برنامج حزب الدستور الانتخابي ليعكس توجهًا اجتماعيًا واضحًا يقوم على تحقيق العدالة الاجتماعية والانحياز إلى قضايا الفقراء والطبقة الوسطى، عبر تبني سياسات تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات العامة، وعلى رأسها التعليم والصحة، باعتبارهما الركيزة الأساسية لأي مشروع وطني جاد.
أداء رقابي
كما أكد الحزب عبر ممثليه بأن مشاركته في البرلمان لن تكون شكلية، بل تستند إلى أداء رقابي فعّال يهدف إلى مواجهة السلطة التنفيذية بالأدوات الرقابية المشروعة، من أجل تصحيح الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمجتمعية ودفع عجلة الإصلاح الديمقراطي إلى الأمام.
تحالف الطريق الحر
يأتي انضمام حزب الدستور لتحالف الطريق الحر الذي يضم كذلك حزب المحافظين، ليؤكد الرغبة في خلق بديل مدني ديمقراطي يعبر عن التيارات الوسطية والمستقلة، بعد أن قرر التحالف خوض الانتخابات رغم ما وصفه بـ”خيبة الأمل” في قانون الانتخابات الحالي الذي يعتمد على نظام القائمة المغلقة.
وفي بيان التحالف، أُشير إلى أن قرار المشاركة جاء “إيمانًا بضرورة بدء عملية تحول ديمقراطي حقيقية تضع أسسًا لاستقرار سياسي طويل المدى”، مع التأكيد على ضرورة تحسين البيئة الانتخابية مستقبلًا لتكون أكثر تمثيلًا وعدلًا.
«الدستور» يدفع ب 12 وجهًا سياسيًا لخوض الانتخابات
دفع حزب الدستور بـ 12 مرشحًا في عدد من الدوائر، من بينهم:
رشا عبد الرحمن (شبرا الخيمة)
وفاء صبري (مصر الجديدة – مدينة نصر)
فائقة طلبة (السيدة زينب – عابدين)
إبراهيم الصعيدي (المنصورة – محلة الدمنة)
عمرو الكيلاني (القاهرة الجديدة – الشروق – بدر)
ناصر صلاح الدين (العبور – الخصوص – الخانكة)
محمد فؤاد (بلبيس – مشتول السوق)
محمد الديب (فاقوس – كفر صقر – أولاد صقر)
حكيم الراعي (مدينة السلام – النهضة)
محمود الملواني (طنطا)
عبد الصبور حسب الله (نصر النوبة)
أحمد الشربيني (بلقاس – الستاموني – جمصة).

واعتمد الحزب في اختياره للمرشحين على أن يضم عدد من الكفاءات الشابة والوجوه السياسية ذات الخبرة، بما يعكس توجه الحزب نحو تمثيل قطاعات مجتمعية متنوعة ومناطق جغرافية مختلفة.
نحو برلمان يعبر عن صوت الناس
وفي الوقت الذي أبدى فيه تحالف الطريق الحر تحفظه على بعض الجوانب الإجرائية للعملية الانتخابية، مثل قصر مدة الدعاية وارتفاع تكاليف الترشح، فإنه شدد على أن المشاركة هي الخيار الوطني الأجدر بالمسؤولية، داعيًا المصريين إلى التصويت بكثافة لإحداث توازن حقيقي داخل البرلمان المقبل.
وأكد حزب الدستور أن هذه المشاركة ليست سوى الخطوة الأولى في مسار طويل يسعى إلى ضخ المزيد من الحيوية والتفاعل في الحياة السياسية، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والعمل الحزبي، عبر أداء معارض مسؤول، يعارض ليُصلح لا ليُعطل.
فرص «حزب الدستور» في الانتخابات البرلمانية
ويقيم الحزب في الوقت الراهن اجتماعات تحضيرية مع مرشحين محتملين من محافظات مثل أسوان، النوبة، الشرقية، و مطروح.
وبحسب متابعة لهذه الاجتماعات فإنها تعكس رغبة واضحة في الاستعداد وتنشيط القاعدة الحزبية محليًا، بما يُساعد على بناء علاقة مع الناخبين في دوائرهم.
ووصف عدد من المحللين أن مشاركة «حزب الدستور» تعني أنه يحاول الاستمرار على الخريطة السياسية، حتى في ظل الصعوبات، حيث إن المشاركة تمنح فرصة للمنافسة، للتأثير، ولرفع الوعي بالأفكار التي يدافع عنها الحزب.
كما تتسم الخريطة السياسية للحزب بتواجده في محافظات متنوعة بما يسمح بأمل أن يحقق مقاعد في بعض المناطق التي لديه فيها قبول أو حضور لقياداته.
عوامل جذب
وباعتبار «الحزب» يمثل تيارا مدنيا معبر عن فئات الشعب بجميع أطيافه، فإن ذلك يمثل عامل جذب لأولئك الغير راضين عن الخيارات التقليدية، خاصة لما يتضمنه الحزب من تقديم برنامجًا مقنعًا ومتماشيًا مع هموم المواطن (المعيشة، الخدمات، الشفافية).




