“ابن البيت السياسي”.. إسلام قرطام يسعى لحجز مقعد للمعارضة تحت قبة البرلمان في دائرة البساتين ودار السلام
من الرياضة إلى السياسة.. إسلام قرطام يسعى لتغيير معادلة برلمان 2026 بروح شبابية وأفكار تنحاز للمواطن والوطن

وسط أجواء من الحراك السياسي والتجديد، تتباين معدلات الإقبال الشعبي في المحافظات المختلفة حول أسماء بعينها، سواء في حالة صعود أسهم مرشح أو هبوط آخر، ويبقى العامل المساهم في هذا الحراك هو مدى تفاعل أيٍّ من المرشحين مع الجمهور خلال السنوات الماضية.
وفي دائرة دار السلام والبساتين، يبرز اسم إسلام قرطام كمرشح قوي عن المقعد الفردي (رقم 7)، عن حزب المحافظين، الذي أعلن رسميًا أن المرشح إسلام قرطام يخوض التنافس تحت مظلته ضمن تحالف “الطريق الحر”، وليس ضمن ما يُعرف بـ«القائمة الوطنية».
ينتمي قرطام لعائلة معروفة في الدائرة، فهو نجل المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، الذي يعد من أبرز رموز المعارضة في مصر، حيث ساهم الحزب تحت ريادته في تكوين تكتل سياسي معارض يطرح الرؤى ويوجه الانتقادات.
ويعد هذا التقارب العائلي مساهمًا في إحداث تراكم سياسي، بما يمنحه جرعة من “الخبرة السياسية الأسرية”، بالإضافة إلى تجديد شبابي.
إسلام قرطام.. مرشح الشباب
وبالرغم من درجة القرب، يعمل إسلام قرطام في سياق منفرد عن والده، فهو يهتم بدرجة أكبر بفئة الشباب، نظرًا للتقارب السني والعوامل المشتركة بينه وبينهم، والمتمثلة في “الألعاب الرياضية” التي يرعاها ويندمج فيها العديد من الشباب في مختلف المراحل العمرية.
ويؤكد قرطام أنه بدأ العمل العام منذ صغره، غير محب “للشو الإعلامي”، بل للعمل الملموس داخل الدائرة، مما يعطيه طابعًا شبابيًا وواقعيًا في نظر كثير من المواطنين.
ويضع برنامجه الانتخابي تركيزًا خاصًا على الشباب والأُسر محدودة ومعدومة الدخل، مع وعد بتوفير فرص وتحسين مستوى المعيشة، وهو ما يشير إلى ثقافة “خدمة المجتمع المحلي” والاهتمام بالقضايا اليومية، مما يمنحه ميزة محلية ثابتة، تؤكد ارتباطه المجتمعي والدائرة العائلية التي تستند إليها كثير من الانتخابات الفردية في مصر.—
فرص وتحديات
لوحظ مؤخرًا وجود تأييد محلي قوي من عائلات الدائرة لـ”قرطام”، مما يمنحه قاعدة شعبية بديلة عن الحملات الكبيرة في العاصمة.
كما يركز برنامجه على الشباب ومحدودي الدخل بما يُلامس أولويات عدد كبير من الناخبين في البساتين ودار السلام، مما يُعزز فرصه.
وكمرشح عن حزب ليبرالي، ومع تحالف “الطريق الحر”، قد يجد المواطن الذي يفضل تحسين الأحوال المعيشية وبرلمانًا قويًا ذا خلفية حزبية ميزة إضافية.
وفي المجمل يقدم إسلام قرطام نفسه كمرشح «شاب وطموح» يسعى لخدمة دائرة البساتين ودار السلام، وقد حصل على تأييد عدد من العائلات الكبيرة في الدائرة، التي وضعت فيه أملها في «قيادة واقعية قادرة على مواكبة متطلبات المرحلة».
الرؤية السياسية والفكرية
على الصعيد الفكري، يبدو قرطام متماشيًا مع رؤية حزبه التي تؤكد على دور الدولة في الخدمات والتنظيم، مع رفض ما وُصف بـ«الرأسمالية المتوحشة»—كما جاء في تصريحات قيادات الحزب حول ضرورة تفعيل دور الدولة والشراكة السياسية الحقيقية.
بينما من الناحية السياسية، يركز قرطام على فكرة «التمثيل الحقيقي للمواطنين تحت قبة البرلمان»، مستندًا إلى الخلفية الحزبية التي ينطلق ضمنها، والتي تؤكد على إصلاح المنظومة السياسية والاقتصادية، على غرار ما أعلنته قيادة الحزب بشأن أجندة التشريعات المتعلقة بالإدارة المحلية، والاستثمار، وحماية الملكية الفكرية.
أما في الملفات المحلية، فيظهر تركيزه على العنصر الشبابي وخدمة المواطنين في الدائرة — بحسب نشاطه الرياضي وما أوردته العائلات التي أعلنت تأييدها — مع وعد بأن يكون «نموذجًا للقيادة الواعية والتفاعل مع هموم المواطنين».-
ما يُميز قرطام
ويرى البعض أن إسلام قرطام خيار يستحق النظر، إذ يشكل جسرًا بين الخبرة والتجديد، ونظرته الاجتماعية التي تركز على الاهتمام بمحدودي الدخل والشباب، بما يعكس توجهًا مجتمعيًا يحتاجه البرلمان أكثر من مجرد التشريفات.
كما أن انتماءه الحزبي الواضح، كونه مرشحًا عن حزب المحافظين وليس مستقلًا فحسب، يمنحه دعمًا مؤسسيًا وتنظيميًا وربما موارد أفضل.
فهل يتمكن قرطام من حسم إحدى أشد الدوائر سخونة في مصر؟




