مايكل زكريا جورجي.. صوت جديد يعيد تعريف التمثيل البرلماني في قلب القاهرة

مايكل جورجي يواجه «عتاولة» المال السياسي بانحيازه للمواطن البسيط

مايكل جورجي.. مهندس من طراز سياسي يقدم نموذج المعارضة الوطنية الإصلاحية

في مشهد انتخابي يتسم بالحراك والتنافس، أعلن حزب المحافظين رسميًا ترشح المهندس مايكل زكريا جورجي، عضو مجلس السياسات بالحزب، لخوض انتخابات مجلس النواب 2026، بنظام الفردي عن دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة والنزهة، حاملاً رمز طائر النورس، ضمن تحالف الطريق الحر، الذي يسعى إلى تمثيل حقيقي للمعارضة الوطنية تحت قبة البرلمان.

 

إعلان الترشح

 

وجاء إعلان الترشح في بيان للحزب أكد فيه جورجي أن قراره بخوض الانتخابات يأتي “انطلاقًا من مسؤولية وطنية ورغبة حقيقية في دعم المسار الديمقراطي”، مشددًا على أن التغيير لن يتحقق إلا بإرادة شعبية واعية، تعيد الثقة بين المواطن وممثله في البرلمان.

 

مايكل جورجي والعمل العام

 

المهندس مايكل جورجي ليس وافدًا جديدًا على الشأن العام، بل هو أحد الوجوه التنظيمية البارزة داخل حزب المحافظين، حيث يشغل موقع رئيس لجنة الإسكان بمجلس السياسات بالأمانة المركزية للحزب، وهو موقع يجعله قريبًا من الملفات المرتبطة بحياة المواطن اليومية، وعلى رأسها ملف السكن والخدمات الأساسية، ويأتي هذا من حصوله على بكالوريوس الهندسة المعمارية من جامعة 6 أكتوبر، والتحق بـ الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية بوزارة الدفاع، ما أضاف إلى تكوينه المهني خلفية استراتيجية تنعكس في رؤيته للتنمية العمرانية المستدامة وإدارة المشروعات القومية.

 

خبرة ميدانية

 

ومن خلال عمله كرئيس إدارة شركة «النهضة الحديثة للمباني الحديثة»، راكم جورجي خبرة ميدانية في قضايا الإسكان والتخطيط العمراني، وهو ما انعكس على خطابه السياسي الذي يمزج بين التقنية والإصلاح الاجتماعي.

 

مبادرات مجتمعية

 

هذه الخبرة لم تبق حبيسة الأوراق، بل تحولت إلى مبادرات واقعية تجسد فكرة “الخدمة قبل التشريع”، كان آخرها تنظيم قافلة طبية مجانية شاملة بالحي العاشر في مدينة نصر، شارك فيها عشرات الأطباء في مختلف التخصصات، وقدمت خدمات علاجية وصيدلية مجانية لنحو 1450 مواطنًا، من بينهم حالات أجرت عمليات في تخصصي العظام والرمد دون أي مقابل.

 

وأكد جورجي في تصريحات صحفية آنذاك أن الهدف من تلك المبادرة هو “إيصال الخدمات الطبية إلى المناطق النائية والمحرومة، وتخفيف العبء عن الأسر محدودة الدخل”، في إشارة واضحة إلى التزامه بمفهوم “التمثيل الخدمي” الذي يرى أنه يجب أن يسبق التمثيل النيابي، لأن النائب الحقيقي — كما يقول — هو من يعيش قضايا دائرته قبل أن يترشح عنها.

 

 

سياسيا

 

سياسيًا، لا يكتفي مايكل جورجي بإدارة ملفات خدمية داخل الحزب، بل يعبّر عن مواقف وطنية واضحة في القضايا الكبرى، إذ أصدر بصفته رئيس لجنة الإسكان بالحزب بيانًا قويًا يرفض فيه أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مؤكدًا أن أرض سيناء “جزء لا يتجزأ من التراب المصري، سقِيت بدماء الشهداء ولن تُسلّم للأطماع الصهيونية”.

 

وشدد البيان على ضرورة الإسراع في تسكين المصريين بمدينة رفح الجديدة باعتبار ذلك الضمان الحقيقي لحماية الأمن القومي من أي مزاعم خارجية. هذا الموقف الصارم، الذي انسجم مع توجهات الدولة المصرية، وضعه في صف القوى السياسية الوطنية التي ترى أن الدفاع عن السيادة لا ينفصل عن الدفاع عن كرامة المواطن داخل الحدود.

 

وتنعكس فلسفة جورجي السياسية في مجمل مواقفه على مبادئ حزب المحافظين، الذي يؤمن بأن الحياة السياسية السليمة لا يمكن أن تنمو في ظل تقييد المعارضة أو إضعاف دور الأحزاب، وأن الإصلاح التشريعي يجب أن يكون نتاج حوار مجتمعي واسع لا يُقصي أحدًا.

 

لذلك يرى المرشح البرلماني أن وجود أصوات معارضة وطنية داخل البرلمان ليس ترفًا سياسيًا، بل هو ضرورة لضمان توازن الدولة وإثراء قراراتها.

 

من هذا المنطلق، يطرح جورجي نفسه على ناخبي دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة والنزهة كوجه جديد قادر على الجمع بين الكفاءة المهنية والرؤية الوطنية، مؤكدًا أن البرلمان المقبل يجب أن يكون برلمان الأداء لا الشعارات، وأن صوت المواطن يجب أن يعود إلى مكانه الطبيعي تحت القبة.

 

وفي ظل خريطة انتخابية معقدة تضم مزيجًا من الوجوه القديمة والجديدة، يبرز ترشح مايكل زكريا جورجي كرهان على جيل من المهنيين والسياسيين الذين يسعون إلى تحويل الخبرة الميدانية إلى أدوات رقابية وتشريعية فاعلة.

 

وبينما ينشغل البعض بالشعارات، يفضل هو أن يتحدث بلغة الأفعال مبادرات طبية، مواقف وطنية، ورؤية إصلاحية تشريعية، تجعل من حملته الانتخابية أقرب إلى مشروع مجتمعي متكامل، لا مجرد سباق نحو مقعد في البرلمان.

 

وبين الشارع والبرلمان، وبين العمل الميداني والرؤية الاستراتيجية، يبدو أن مايكل زكريا جورجي يخطو بثبات نحو معادلة نادرة في المشهد السياسي: مرشح معارض وطني، مهندس واقعي، وصوت يحاول أن يجمع بين النزاهة والكفاءة في زمن يبحث فيه المواطن عن من يمثله بحق لا بالقول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!