في مشهد انتخابي يشهد حراكًا متزايدًا بمحافظة الغربية، يبرز اسم الدكتور محمود عاطف الملواني كأحد الوجوه التي تجمع بين الخبرة المهنية والرؤية السياسية الحديثة، ليخوض سباق انتخابات مجلس النواب 2025 عن دائرة مركز ومدينة طنطا ممثلًا عن حزب الدستور ضمن تحالف الطريق الحر، حاملاً رمز “الفنار” الذي يبدو معبّرًا عن توجهه نحو الإضاءة والتنوير السياسي والاجتماعي في دائرة لطالما شكلت مركزًا للحراك الشعبي والفكري في دلتا مصر.

الملواني، البالغ من العمر 42 عامًا، تخرج في كلية الطب البيطري بجامعة بنها، وبدأ حياته العملية في مجال الطب البيطري قبل أن ينتقل إلى قطاع الأدوية، حيث شغل مواقع متعددة في مجال الدعاية الطبية والتسويق، إلى أن تولى إدارة التسويق بإحدى كبرى شركات الدواء.

وقد مكنته تجربته المهنية داخل مصر وخارجها، حيث عمل بالمملكة العربية السعودية، من بناء خلفية متينة في الإدارة الحديثة والتخطيط الاستراتيجي، وهي خبرات تبدو واضحة في تفاصيل برنامجه الانتخابي الذي يزاوج بين واقعية الأرقام وطموح التنمية.

انتماء حزبي

لا يمكن فهم ترشح د. الملواني بمعزل عن انتمائه إلى حزب الدستور، الذي تأسس على مبادئ مدنية واضحة تقوم على العدالة الاجتماعية والشفافية وإتاحة الفرص المتكافئة، وهي المبادئ ذاتها التي انعكست في مسيرة المرشح منذ بداياته الجامعية حين كان أمينًا لاتحاد طلاب كلية الطب البيطري، مرورًا بمشاركته في قوائم شبابية وثورية مثل “الثورة مستمرة” عام 2011 و”صحوة مصر” عام 2015، وصولًا إلى توليه منصب منسق المكتب السياسي لحزب الدستور بمحافظة الغربية منذ عام 2023، حيث لعب دورًا مؤثرًا في تعزيز حضور الحزب في المشهد العام والمشاركة الفاعلة في الحوار الوطني.

شعار حملته

يراهن د. الملواني في حملته على شعار إنساني وتنموي الطابع: “بناء مدينة عادلة، مزدهرة، تحترم كرامة المواطن وتفتح أبواب العمل والإنتاج”. هذا الشعار، الذي لا يخلو من روح حزب الدستور الإصلاحية، يتجسد في برنامجه الانتخابي الذي يركز على القضايا اليومية لأبناء طنطا، من تطوير البنية التحتية والخدمات إلى دعم الفلاحين والشباب والمرأة وذوي الهمم. ويولي المرشح اهتمامًا خاصًا للقرى التابعة لطنطا، عبر خطط لتوصيل الصرف الصحي والمياه النقية، وإنشاء محطات للطاقة الشمسية، ورفع كفاءة الطرق والمرافق العامة.

اهتمامات شعبية

اقتصاديًا، يضع الملواني الفلاح في صدارة اهتماماته، متعهدًا بالعمل على خفض أسعار مستلزمات الزراعة، وإنشاء بورصة زراعية بالغربية تضمن تسويقًا عادلًا للمحاصيل، إلى جانب دعم التصنيع الزراعي وتوفير فرص عمل للشباب.

وفي مجال العدالة الاجتماعية، يلتزم المرشح بالدفاع عن حقوق المعلمين والأطباء والعمال، من خلال تحسين الأجور والتدريب، ووقف الزيادات العشوائية في مصروفات المدارس الخاصة والتجريبية، مع التوسع في التأمين الصحي الشامل وتطوير المستشفيات الجامعية والوحدات الصحية بالقرى.

يُحسب للملواني أيضًا نشاطه الاجتماعي المستمر، خاصة في دعم ذوي الهمم، حيث أسس في سبتمبر الماضي “منتدى ذوي الهمم بمحافظة الغربية” ليكون منصة للتعبير والمشاركة وتمكين هذه الفئة، وهو ما يعكس نزعة اجتماعية حقيقية تتجاوز الطابع الانتخابي إلى إيمان بالعدالة والمواطنة الكاملة.

كما يطرح في برنامجه بندًا خاصًا بتطبيق فعلي لنسبة الـ5% في تعيين ذوي الهمم وتعديل التشريعات التي تضمن حقوقهم القانونية والمجتمعية.

من زاوية سياسية أوسع، يمثل ترشيح د. محمود الملواني نموذجًا لما يسعى إليه حزب الدستور منذ تأسيسه، وهو تجديد النخبة السياسية وتقديم وجوه تمتلك الكفاءة المهنية والخبرة الإدارية بعيدًا عن النمط التقليدي في العمل البرلماني.

فالرجل لا يعتمد فقط على خلفيته الأكاديمية والمهنية، بل يستند إلى رؤية إصلاحية تعتبر الشفافية واللامركزية أدوات رئيسية لإدارة فعّالة، إذ يؤكد دائمًا على ضرورة أن يكون القرار “من طنطا ولأهل طنطا”، في إشارة إلى دعمه لمبدأ اللامركزية الحقيقية في إدارة شؤون المحافظات.

على الجانب الثقافي، يسعى المرشح لتحويل طنطا إلى مركز إشعاع ثقافي وسياحي يخدم محافظة الغربية، من خلال إنشاء مراكز للثقافة الرقمية لتأهيل الشباب ومواجهة الفكر المتطرف، ودعم الفنون والمواهب المحلية باعتبارها أحد روافد الهوية المصرية الحديثة.

ورغم أن المشهد الانتخابي في طنطا يشهد منافسة محتدمة بين مرشحين يمتلكون تاريخًا برلمانيًا طويلاً، فإن الملواني يقدم نفسه كصوتٍ جديد يمثل جيلًا مختلفًا من السياسيين؛ جيلًا يزاوج بين المهنية والواقعية السياسية.

ويبدو أن رصيده من العمل المجتمعي، إلى جانب ارتباطه الوثيق بمبادئ حزب الدستور، يمنحه رصيدًا متناميًا في الشارع الطنطاوي، خصوصًا بين الشباب والطبقة الوسطى التي تبحث عن تمثيل حقيقي وصادق في البرلمان المقبل.

يمكن القول إن حملة د. محمود عاطف الملواني تعبّر عن نموذج متجدد للمرشح البرلماني المدني الذي يوازن بين الطموح التنموي والالتزام الاجتماعي، فهو يطرح رؤية إصلاحية واقعية تستند إلى الخبرة والعمل الميداني لا إلى الشعارات، ويخوض معركته بدعم من حزبٍ يؤمن بأن الإصلاح لا يأتي إلا عبر أدوات السياسة الديمقراطية والمشاركة الشعبية، فهل يتمكن الملواني من حصد مقعد بالبرلمان المقبل.