فتح المزاد”.. انتقادات لظاهرة “تسليع السياسة” وتراجع القيم الوطنية في موسم الانتخابات

في ظل أجواء انتخابية مشحونة بالتنافس، تصاعدت أصوات نقدية من بعض المثقفين والمواطنين، معبّرة عن مخاوف من تحوّل العمل السياسي إلى ما يشبه المزاد العلني، حيث تُباع فيه المبادئ والقيم مقابل مكاسب آنية.
أحد أبرز الأصوات المنتقدة كان المرشح ياسر البدرى فرغلى، ممثلاً عن الحزب المصري الديمقراطي، الذي وجّه رسالة سياسية قوية حملت عنوان “فتح المزاد”. تناول فيها، بنبرة احتجاجية، ما اعتبره تراجعًا للقيم الوطنية خلال العملية الانتخابية، وانتشار ظاهرة “تسليع السياسة” على حساب المبادئ والمصلحة العامة.
الرسالة تساءلت بحدة عن مصير كرامة الوطن وحقوق الشهداء، وعن تاريخ المدن التي صنعت مجد هذا البلد، مشيرًا إلى أن كل شيء “بات معروضًا للبيع”، بدءًا من المساحات العامة وحتى الضمائر، على حدّ وصفه. كما انتقد استغلال المال السياسي، وبيع الوعود الوهمية، وتقديم المصالح الشخصية على حساب العمل الوطني.
وشدد فرغلي على أن “القيمة” لم تعد كما كانت، وأن الضمير في بعض المناسبات صار “سلعة”، بينما المواطن البسيط — الذي يحلم بالتغيير — هو من يدفع الثمن في نهاية المطاف.
وأكد المرشح عن الحزب المصري الديمقراطي أن الوطنية ليست شعارات، بل مواقف تُختبر عند الأزمات، داعيًا إلى الاصطفاف حول مبادئ الكرامة والعدالة، ورفض أي محاولات لطمس الوعي العام أو استبدال التاريخ الوطني بصفقات وأرباح خاصة.
ويأتي هذا الطرح في سياق حراك مدني متزايد يتّخذ من النقد الجاد والسخرية وسيلةً لمواجهة ما يرونه خللًا في المشهد الانتخابي، وسط دعوات للمشاركة الواعية وإعلاء صوت القيم الوطنية فوق أي مصالح ضيقة.




