ندوة «السودان ما بعد الفاشر» بحزب الكرامة: دعوات لوقف الحرب وتوحيد الصف المدني لحماية السودان

نظّم حزب الكرامة بالتعاون مع مؤسسة عافر والحزب الناصري السودانى ندوة فكرية بعنوان «السودان ما بعد الفاشر»، بحضور نخبة من السياسيين والباحثين السودانيين والمصريين، لمناقشة تداعيات الأزمة السودانية وسبل الخروج منها عبر الحلول السياسية والدبلوماسية بعيدًا عن المسارات العسكرية.
أدارت الجلسة الأستاذة انتصار العقلي، رئيسة أحد الأحزاب السودانية، وقدّمت الورقة الرئيسة الدكتورة أماني الطويل، الخبيرة في الشؤون الأفريقية.
استهلت الطويل كلمتها بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الفاشر، مؤكدة أن ما يحدث في السودان يمثل كارثة إنسانية وأمنية تستوجب تحركًا عاجلًا من القوى المدنية والسياسية.
وقالت الطويل إن التعويل على تدخل الولايات المتحدة أو أي قوى خارجية لحل الأزمة هو رهان خاطئ، مشددة على أن التدخل العسكري المصري غير وارد، لأن عقيدة الجيش المصري تغيّرت منذ حرب اليمن، وأصبح لا يتحرك إلا في حالة الدفاع عن أرضه وأمنه القومي.
وأضافت أن «كل التقديرات التي تتحدث عن إمكانية حسم الحرب بتحرك الجيش السوداني هي تقديرات غير دقيقة»، مشيرة إلى أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) فقد السيطرة على أكثر من ٥٠٪ من قواته، وأن توسع عملياته سيؤدي إلى إضعاف الجيش السوداني.
وأكدت الطويل أن استمرار الصراع ينعكس سلبًا على الأمن القومي المصري ويصب في مصلحة إسرائيل، داعية إلى توافق القوى المدنية على برنامج وطني مؤقت يتضمن:
1. وقف الحرب فورًا.
2. وضع مشروع وطني جامع.
3. إطلاق خطة لإعادة بناء الدولة السودانية على أسس مدنية ديمقراطية.
من جانبها، قالت انتصار العقلي إن ما بعد أحداث الفاشر شهد اختفاء وقتل واعتقال العشرات من السودانيين، مؤكدة أن أمن السودان هو جزء من أمن دول الجوار، وأن على السودانيين في الخارج توحيد الصفوف والرؤى لدعم جهود الحل السلمي.
بينما أوضح جمال الشافعي، ممثل «التضامن السوداني للقيادة المركزية للمعاشيين في الجيش السوداني»، أن الجيش السوداني الحالي مفرغ من الكفاءات ويعاني من ضعف تنظيمي واضح، إذ لا يضم أكثر من ثماني كتائب فقط، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع تفتقر إلى القيادات الوسيطة وتتصرف كـ«عصابات مسلحة».
وقال كمال بولاد، رئيس المكتب السياسي لحزب البعث السوداني، إن الحرب الحالية تمثل «فرصة لإعادة بناء السودان من جديد»، مؤكدًا دعمه لموقف الدكتورة أماني الطويل برفض الحل العسكري، وداعيًا إلى تأسيس مركز مدني موحّد يضم القوى السياسية السودانية لوضع خطة للعودة إلى الحياة الطبيعية وبناء جيش وطني موحد غير مسيّس.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن الحل السياسي والدبلوماسي هو السبيل الوحيد لإنقاذ السودان، وأن توحيد القوى المدنية وتكاتف الجهود الإقليمية يمثلان الطريق الأقرب لإنهاء الحرب وحماية وحدة الدولة السودانية.
قال كمال أبو عيطة، إن السودان هو الوطن الأول، مرحبًا بالحضور السوداني، ومؤكدًا رفضه التام لاستخدام لفظ «لاجئين» في وصفهم. وأوضح أنه يؤيد ما طرحته الدكتورة أماني الطويل في رؤيتها حول الأزمة السودانية، لكنه يرفض المسميات التي تنتقص من مكانة الشعب السوداني، مشيرًا إلى أن الحركة الناصرية بعد عهد الزعيم جمال عبد الناصر تغيرت، ولم تعد كما كانت من قبل لا تفرق بين سوداني وعربي.
وأكد أبو عيطة، بصفته عضو القيادة المشتركة للتيار الناصري ، أنه لا يؤيد حمل السلاح بين أبناء الوطن الواحد، مشددًا على أن السلاح يجب أن يُوجَّه فقط في وجه العدو الصهيوني، وليس بين الأشقاء داخل الوطن. وأضاف أن الحل في السودان لا يمكن أن يكون عبر الصراع المسلح، وإنما عبر توحيد القوى السياسية الوطنية وخلق بديل مدني قادر على توجيه البوصلة نحو وحدة البلاد واستقرارها.
وحذر من أن خطر تفتيت السودان ليس بعيدًا عن مصر، معتبرًا أن ما يجري يندرج ضمن مخطط يستهدف تفتيت المنطقة بأكملها لصالح إسرائيل، داعيًا في ختام حديثه إلى توحيد الموقف السياسي السوداني ليكون مظلة تلتف حولها إرادة الشعب الواعي والقادر على تجاوز الأزمة.




