خبير في شؤون الإرهاب: القاعدة تطوّق باماكو ومالي تواجه أخطر أزماتها منذ عقد

حذر الدكتور محمد حسام ثابت، مدير برنامج دراسات الإرهاب والتطرف بمركز مسارات للدراسات الاستراتيجية، من خطورة المشهد الأمني في مالي، مؤكداً أن البلاد تمرّ بواحدة من أكثر فترات تاريخها الحديث توتراً، بعد أن تمكنت الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة من فرض طوق شبه كامل حول العاصمة باماكو، من خلال السيطرة على طرق الإمداد والمحاور التجارية والعسكرية.
وأوضح ثابت، في تصريحات خاصة لـ”المشهد”، أن هذا التطور يأتي في ظل هشاشة سياسية وأمنية ممتدة منذ أكثر من عقد، نتيجة الانقلابات المتكررة وتراجع فعالية مؤسسات الدولة، إلى جانب ضعف الدعم الدولي وعجز الحكومة عن بسط نفوذها خارج المراكز الحضرية.
وأضاف أن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، الذراع الأبرز لتنظيم القاعدة في الساحل والصحراء، غيّرت استراتيجيتها خلال العام الجاري، فانتقلت من استهداف الأطراف إلى الضغط المباشر على قلب الدولة، عبر هجمات مكثفة على قوافل الجيش وطرق الإمداد، مما أدى إلى اضطراب في إمدادات الوقود والغذاء داخل العاصمة، وخلق تهديداً مباشراً لاستقرار المؤسسات والسكان.
وأشار الخبير إلى وجود تنافس محتدم بين تنظيمي القاعدة وداعش في الصحراء الكبرى، لافتاً إلى أن القاعدة تبني نفوذها عبر علاقات محلية وتقديم خدمات محدودة في المناطق التي انسحبت منها الدولة، وهو ما يمنحها تأثيراً فعلياً في المشهد المحلي.
وحول الوضع السياسي، أكد ثابت أن المجلس العسكري الحاكم يواجه تحديات متصاعدة في ظل عزلة دولية بعد انسحاب القوات الأجنبية وتراجع الدعم الأممي، محذراً من احتمال تصاعد توترات داخل المؤسسة العسكرية مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.




