كارثة هونج كونج.. تقرير شامل عن أسوأ حريق سكني تشهده المدينة منذ عقود

شهدت هونج كونج واحدة من أكثر الكوارث مأساوية في تاريخها المعاصر، بعد اندلاع حريق هائل في مجمع الأبراج السكنية Wang Fuk Court بمنطقة تاي بو، وهو ما أدى إلى سلسلة من الانهيارات في أنظمة الأمان وأساليب البناء وعمليات الترميم، وأسفر في النهاية عن حصيلة ثقيلة من القتلى والمصابين والمفقودين، في حادثة وُصفت بأنها “الأسوأ منذ عقود”.
وقع الحريق مساء الأربعاء 26 نوفمبر 2025، حين اشتعلت النيران في السقالات الخشبية وشبكات التغطية الموضوعة على واجهة أحد الأبراج السكنية ضمن أعمال ترميم كانت تُجرى للمباني. ونتيجة لسهولة اشتعال المواد المستخدمة وتراكمها حول المبنى، انتشرت ألسنة اللهب بسرعة غير مسبوقة، قبل أن تنتقل إلى ستة أبراج أخرى داخل المجمع، الذي يضم نحو ثمانية مبانٍ يسكنها قرابة خمسة آلاف شخص.
ومع تصاعد الدخان الكثيف وتعاظم قوة الحريق، أعلنت الجهات الرسمية حالة الطوارئ القصوى ورفعت الإنذار إلى المستوى الخامس، وهو أعلى مستوى تحذير في منظومة مكافحة الحرائق في هونج كونج. وعلى الرغم من مشاركة مئات رجال الإطفاء ووحدات الإنقاذ، فإن الحريق ظل خارج السيطرة لساعات طويلة، وسط حالة من الذعر والعائلات التي حاولت الهروب من المباني المحترقة.
ومع بزوغ صباح اليوم التالي، بدأت تتكشف أبعاد المأساة. أُعلنت وفاة أكثر من 55 شخصًا، بينهم رجل إطفاء، فيما تجاوز عدد المصابين 75 شخصًا، بينهم حالات حرجة وخطيرة نتيجة الحروق والاختناق. أما الصدمة الأكبر فكانت عدد المفقودين الذي قُدّر بأكثر من 279 شخصًا، ما أثار مخاوف كبيرة من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار عمليات البحث داخل الأبراج التي تضررت بشكل كبير.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن المواد المستخدمة في أعمال الترميم — بما في ذلك السقالات والشبك البلاستيكي وعناصر العزل — لعبت دورًا أساسيًا في تضخّم الحريق وتحوله إلى كارثة. كما كشفت التقارير عن قصور في إجراءات السلامة المتبعة خلال عمليات البناء، وهو ما دفع السلطات إلى توقيف ثلاثة من مسؤولي الشركة المنفّذة لأعمال الترميم واتهامهم بالقتل الخطأ نتيجة “الإهمال الجسيم”.
وتواجه الحكومة المحلية ضغوطًا شعبية واسعة من أجل مراجعة قوانين البناء والرقابة على أعمال الترميم، خاصة أن مباني «Wang Fuk Court» تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، ما يجعل بنيتها الأساسية وأنظمة الأمان فيها أقل كفاءة مقارنة بالبنايات الحديثة. كما فتحت السلطات مراكز إيواء مؤقتة استقبلت مئات الأسر التي فقدت منازلها أو لم تتمكن من العودة إليها.
وتواصل فرق الإنقاذ حتى اللحظة عمليات البحث بين الطوابق المتضررة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لإجراء تحقيق شامل وشفاف حول ظروف الحادث، ولإعادة تقييم البنية التحتية السكنية في المدينة خشية تكرار مثل هذه المأساة.
إذا رغبت، يمكنني أيضًا إعداد نسخة صحفية مختصرة, أو صياغة تقرير تلفزيوني، أو عنوان بديل أكثر جاذبية.




