عمار علي حسن: الحريات العامة مغيبة في مصر.. والتنظيم لا المنع هو السبيل لمواجهة «فزاعة الفوضى»

أكد الكاتب والباحث السياسي الدكتور عمار علي حسن أن ملف الحريات في مصر يواجه تحديات كبيرة، موضحًا أن الحريات الفردية باتت «مجروحة»، فيما تغيب الحريات العامة عن المشهد الراهن.
وخلال تدوينة له عبر حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك»، نقل حسن جانبًا من مداخلته في ندوة عُقدت باتحاد الكتاب، منتقدًا ما وصفه بازدواجية التعامل مع الحقوق والحريات، قائلًا: «لا أفهم ولا أستسيغ أن تُطلق حرية دينية باعتبارها حقًا، وهذا صحيح، وفي الوقت نفسه يُمنع الناس من ممارسة حريتهم السياسية».
وشدد عمار علي حسن على أن الحرية ليست «ترفًا» يمكن الاستغناء عنه، ولا «طرفًا» يمكن استبعاده من المعادلة الوطنية، مؤكدًا أنها الركيزة الأساسية للحياة الكريمة، وقرينة الوجود الإنساني والإبداع والإنتاج والتقدم.
وحول التبريرات المرتبطة بالخوف من «الفوضى»، اعتبر الكاتب أن هذا المنطق غير مقبول، مؤكدًا أن الوقاية من الفوضى لا تتحقق بالمنع، وإنما بالتنظيم، عبر مؤسسات وهيئات مدنية قوية، وتعميق الوعي الشعبي من خلال الممارسة الفعلية للحقوق، إلى جانب دور المؤسسات الوسيطة في حمل مطالب المواطنين ومنع أي انحرافات قد تنشأ عن ممارسة الحرية.
واختتم عمار علي حسن تصريحاته بالتأكيد على أن الحرية قادرة على تهذيب نفسها مع الوقت، موضحًا أن الاستمرار في ممارستها هو الضمانة الحقيقية للنضج السياسي والاجتماعي، وقدرتها على تصحيح أخطائها وتفادي محاولات استغلالها في العبث أو الفوضى.




