رسائل ردع .. ماذا تعني تصريحات السيسي بالمنطقة الغربية العسكرية؟
قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن أي جيش في أية دولة له مهمة واحدة؛ هي حماية وطنه ومواطنيه ومصالحه القومية، لافتًا إلى أن الجيش يحمي وطنه بطريقتَين؛ الطريقة الأولى هي أن يتصدى للعدو الذي يعتدي على الدولة بشكل مباشر، وهذا يتكلف قوات وضحايا، أما الطريقة الثانية فتعتمد على أسلوب الردع الذي يتمثل في منع العدو من التفكير في هذا الاعتداء مباشرة.
جاء ذلك في إطار الرسائل التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في تصريحات أدلى بها، اليوم السبت، خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية؛ ومنها أن الجيش المصري يحمي ولا يهدد وقادر على حماية أمن مصر القومي داخل وخارج الحدود، وأن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة؛ ولكنه جيش رشيد.
وأضاف سالم: لابد أن تكون هناك رسالة ردع من مصر؛ ولكي تصل هذه الرسالة لابد أن يعلم العدو حجم الجيش المصري وقوته، ولابد من إقناعه بجدية ردعنا، لافتًا إلى أن الجيش المصري يحمي ولا يهدد.
وتابع رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: “زيارة الرئيس السيسي، اليوم، هي رسالة ردع واضحة إلى كل من يهمه الأمر على المستوى العالمي أو الإقليمي، ولا يستطيع أحد أن يوجه رسالة تهديد لمصر؛ فمصر لمَّا بتحمي مش بتهزر ومش بتهدد، مصالحنا مصانة”.
وأوضح سالم أن عودة المصريين من ليبيا جاء بفضل الله، ثم بفضل القيادة السياسية؛ بسبب ما توصلت إليه مصر من قدرتها على إعادة أبنائنا في ليبيا باتصال تليفوني وبهذه السرعة، وهو يدل على قوة مصر.
واستطرد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: “الرئيس السيسي قال إن الضعيف تطمع فيه الدول كما تطمع في عشاه، في حين أن القوي لا يستطيع أحد أن ينظر إلى الطبق الذي يأكل فيه”.
وأضاف سالم: “عشان أمنع أي حرب لازم أكون مستعدًّا لها، والطرف الآخر يعلم ذلك”، لافتًا إلى أن الجيش المصري وصل إلى قوة الردع والمنع.
وقال اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إنه يوجد تهديدات كثيرة تحيط بمصر خلال هذه المرحلة، ومرور الرئيس السيسي على التشكيلات والوحدات والقواعد العسكرية شيء طبيعي، موضحًا: “عشان ماحدش يفسر الأمر بأننا نجهز للحرب”.
وأضاف شهود: لن يدفع أي أحد القيادة المصرية إلى اتخاذ أي قرار إلا في مصلحة مصر، لافتًا إلى أن مصر لن تعتدي على أي أحد طول ما العرض مصان والعقائد الدينية والأرض لم يعتدِ عليها أحد.
وأشار المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إلى أن وجود الرئيس في وسط القواعد والتشكيلات العسكرية، يعد رسائل طمأنة لجميع القوات من قادة وضباط وضباط صف وعساكر.
وأوضح شهود أن التركيبة المصرية لا تفكر في أن تقترب من أحد، إنما الأمن القومي المصري خط أحمر في الداخل والخارج.. صحيح توجد مشكلات في الداخل نتعامل معها ومشكلات خارجية نراقبها ونتابعها؛ لكن لن يدفعنا أحد لاتخاذ أي قرار ليس في مصلحة مصر.
وأكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن التسليح المصري منظوماته تمشي بطريقة منسقة جدًّا، وهذا لا يتعارض ولا يمس ميزانية الدولة؛ فنحن نعيد بناء دولتنا.