أول رد من إثيوبيا على احتمالية نشوب نزاع عسكري مع مصر بسبب سد النهضة
أعلن السفير الإثيوبي في موسكو، أليمايهو تيجينو أرغاو، الثلاثاء، أن نشوب نزاع عسكري بين إثيوبيا ومصر بسبب الخلافات حول بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير أمر غير واقعي.
وقال أرغاو، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية ردا على سؤال حول احتمال حدوث نزاع عسكري حقيقي في المنطقة بسبب التوتر في مفاوضات سد النهضة، قال :«لا. جوابي لا»
وأوضح الدبلوماسي الإثيوبي: «الآن هناك مفاوضات ثلاثية بشأن السد تجري تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، واعتقد أن جميع المشاكل ستحل قريبا جدا. سد النهضة الإثيوبي الكبير ليس سببا في الصراع. السد منشأة ثمينة للمنطقة. إنه مصدر للتعاون، وليس للصراع».
وأكد السفير: «بناء السد قضية تنمية، وليست قضية أمنية، وهي قضية إثيوبية، وقضية إقليمية. وستعود بالفائدة على إفريقيا وعلى إثيوبيا. ولا يناقش مجلس الأمن هذه القضايا. ولا يشكل السد تهديدا أمنيا، وبالتالي، فإن إثيوبيا منذ البداية لم تدعم الطلب المصري».
وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم، عن أزمة سد النهضة، على هامش افتتاح مدينة الروبيكي الصناعية.
وطمأن الرئيس عبدالفتاح السيسي، المصريين، بشأن أزمة سد النهضة، وأعرب عن تفهمه قلق الشعب المصري، فيما طالب الجميع بتحويل هذا القلق إلى عمل وجهد كل في مجاله.
وقال «السيسي» على هامش افتتاح المدينة الصناعية بالروبيكي: «المصريين قلقانين وأنا بأقول قلقكم قلق مشروع، وأنا معاكم فيه، لكن كل ما تقلق وتخاف اشتغل أكترعلشان تبقى جامد وتبقى قوي وقادر، كل ما تشتغل أكتر كل ما هتبقى قوي أكتر وماحدش هياخد حقك منك».
وأوضح «السيسي»: «الأسد محدش يأكل أكله، خليكم أسود، الأسد مش كلام، كل واحد في موقعه يبقي أسد صغير وكلنا هنكون أسد كبير، حقنا مش في المياه بس، محدش يقدر يجور علينا ولا في مصالحنا ولا أمننا القومي».
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن موضوع المياه بالنسبة لنا هو حياتنا.
وخاطب «السيسي» المصريين قائلاً: «موضوع المياه بالنسبة لنا حياتنا.. بأطمنكم علشان عدالة القضية، قضيتنا عادلة في موضوع المياه».
وتابع «السيسي»: «مطلبنا في المياه بيثبت عدالته هرم الجيزة، دي مياه بتجيلنا من ربنا من آلاف السنين، واتبنت عليها حضارتنا».
وأوضح «السيسي»: «نقول دائماً لأشقائنا في إثيوبيا والسودان أننا حريصون عليكم وحريصين على عيشتكم زى عيشتنا».
وواصل الرئيس حديثه: «من حقكم توليد الكهرباء، زى ما أعلنتوا إن ده السبب وبنتمنالكم التوفيق بكل حب وبنوايا طيبة بشرط ألا يؤثر ذلك على المياه التي تأتي لنا، وتحدثنا في ذلك كثيرا في اللقاءات الثنائية والثلاثية».
ولفت «السيسي» إلى تفهمه قلق المصريين، مشيراً: «المصريين قلقانين وأنا بأقول قلقكم قلق مشروع، وأنا معاكم فيه، لكن كل ما تقلق وتخاف اشتغل أكترعلشان تبقى جامد وتبقى قوي وقادر، كل ما تشتغل أكتر كل ما هتبقى قوي أكتر وماحدش هياخد حقك منك».
وأردف «السيسي»: «ما تهددش وتقول كلام مالوش لازمة، أنا بحترم كل رأى لكن ماحددش يقول النهاردة هنعمل كذا وكذا».
وتطرق الرئيس إلى ما يردده البعض من آراء بشأن عمل عسكري، قائلاً: «إحنا بنتفاوض ودي معركة هتطول لإننا مش هنمضي على حاجة مش هتحققلنا مصلحة، المصلحة بتقول كلنا مستفيدين والضرر يكون مقبول علينا كلنا».
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد بحث هاتفيًا، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تطورات القضية الليبية ومستجدات ملف سد النهضة، قبل نحو 10 أيام.
صرح بذلك السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ملتزمة بتسهيل التوصل لاتفاق منصف وعادل بشأن سد النهضة.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، في تغريدتين على «تويتر»، الإثنين، أن «الرئيس ترامب أكد للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اتصالهما اليوم التزام الولايات المتحدة بتسهيل التوصل لاتفاق منصف وعادل بشأن سد النهضة».
وأضاف أن الجانبين أكدا أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في ليبيا.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن أمنياته في تخطي الشعب المصري أزمة وباء «كورونا».
وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة مصغرة لرؤساء الدول الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي عبر الفيديو كونفرانس، لمناقشة نتائج الاجتماعات الفنية والقانونية التي عقدت مؤخراً حول سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي، برئاسة الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، والرئيس الحالي للاتحاد، وبحضور كلٍ من أعضاء المكتب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، والرئيس المالي إبراهيم أبوبكر كيتا، والرئيس فيلكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى مشاركة السيد عبدالله الحمدوك، رئيس وزراء السودان، والسيد آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس جدد الإعراب خلال القمة عن التقدير لجهود الرئيس «رامافوزا» الجنوب أفريقي بشأن قضية سد النهضة.
وأكد الرئيس استمرار الرغبة الصادقة لدى مصر لتحقيق تقدم على صعيد القضايا الخلافية، التي تعد جوهرية في أي اتفاق عادل ومتوازن يتم التوصل إليه بشأن سد النهضة، مشددا على أن الأمر يتطلب توافر الإرادة السياسية للتوافق حول تلك القضايا العالقة، بما يعزز فرص وجهود التوصل للاتفاق المنشود، ويدعم بناء الثقة والتعاون لتحقيق المصلحة المشتركة بين الدول الثلاث.
وتم التوافق في ختام القمة على مواصلة المفاوضات والتركيز في الوقت الراهن على منح الأولوية لبلورة اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على أن يتم لاحقًا العمل على بلورة اتفاق شامل لكل أوجه التعاون المشترك بين الدول الثلاث فيما يخص استخدام مياه النيل.
وأصدرت وزارة الري بيانًاقبل أسبوعين لتوضيح تفاصيل اليوم الأخير لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي. وقالت الوزارة: «اختتمت اليوم 13 يوليو 2020 المحادثات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي التي استمرت على مدار 11 يومًا برعاية الاتحاد الأفريقي وبحضور وزراء المياه من الدول الثلاث وممثلي الدول والمراقبين بهدف التباحث حول اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة».
وتابعت: «عُقدت اليوم اجتماعات للجان الفنية والقانونية من الدول الثلاث بغرض الوصول إلى تفاهمات بشأن النقاط العالقة في المسارين، وتلى ذلك اجتماع لوزراء المياه تم خلاله استعراض مناقشات اللجان الفنية والقانونية والتى عكست استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة».
وتتمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وبالقرارات والقوانين الدولية في هذا الشان، ورفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها أديس أبابا، وتطالب إثيوبيا بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي.