تزامنا مع زيارة البابا تواضروس.. تعرف على القديس مكاريوس السكندري
يجري قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، زيارة لدير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، و من المقرر أن يدشن قداسته الكاتدرائية الجديدة التي تم إنشاؤها بالدير والتي تحمل اسم السيدة العذراء والقديس مكاريوس السكندري.
والقديس مكاريوس السكندري هو مؤسس الرهبنة في منطقة جبل القلالي وأب رهبانها هو بطل قصة عنقود العنب الشهيرة التي يعرفها الكبير والصغير من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومفاد القصة أن أحد أحباء القديس مكاريوس جاءه بعنقود عنب هدية له، ولكنه بروح الإيثار أرسله إلى أحد الرهبان الذي كان مريضًا، ولكن الراهب المريض ارتأى أن هناك راهب آخر أحق منه بهذه الهدية، وسلك الراهب الثالث نفس مسلك سابقه. وهكذا ظل العنقود يتنقل بين الرهبان كاشفًا عن روح المحبة السائدة بين الرهبان أبناء القديس مكاريوس، مما حدا بالقديس مكاريوس بأن يجمع الرهبان ليشيد بهذه الروح المسيحية الحقة.
ويعد القديس مكاريوس السكندري، أحد الثلاث مقارات القديسين، الذين يأتى ذكرهم في القداس الإلهى وهم: (القديس مكاريوس الكبير أو أبو مقار المصرى والقديس مكاريوس السكندري والقديس مكاريوس أسقف إدكو).
عاصر القديس مكاريوس الكبير، وتمييزًا له عنه أُطلِق عليه اسم مكاريوس الصغير، ويلقب أيضًا بأنبا مقارة الإسكندراني (أنبا مقار – أبو مقار السكندري)، وكان أبًا ومرشدًا لجميع القلالي القريبة من الإسكندرية ودُعي أب جبل القلالي. وقد بلغ أتباعه من المتوحدين بضع آلاف يتعلمون من فضيلته وقداسته.
وُلد بالإسكندرية حوالي عام ٢٩٦ م من والدين فقيرين، اشتغل خبازًا يصنع الحلويات والفطائر بضع سنين، وكان مُحبًا للناس، كان قصير القامة، له شارب رفيع ولحية بسيطة في شبابه المبكر.
وصار مسيحيًّا وتعَمّد في الأربعين من عمره، ثم ترك كل شيء في العالم وذهب إلى القديس أنطونيوس وتتلمذ علي يديه، وذهب إلى منطقة نتريا وتتلمذ على يد القديس بامو (بموا) خليفة الأنبا أمون ثم انتقل إلى منطقة القلالي وأسس بها حياة رهبانية بنظام الرهبنة التوحدية، حيث اجتمع حوله حوالي خمسة آلاف راهب. تنيح عام ٣٩٤ م أي أن عاش في القرن الرابع من بدايته حتى قرب نهايته.