“قصور بلا ثقافة” انتقادات حادة لوزيرة الثقافة من نواب الحزب المصرى الديمقراطى ..مطالبات بالاهتمام بالصعيد.. وتساؤلات عن خطة الوزارة لإحياء التراث

انتقد أعضاء مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، البيان الذي ألقته الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، عن أداء الوزارة خلال الفترة الماضية، أمام الجلسة العامة لمجس النواب، برئاسة المستشار حنفي جبالي ، اليوم الأربعاء.

بدايةً ، عقبَّ الدكتور فريدي البياضي عضو اللجنة العامة لمجلس النواب ، علي بيان وزيرة الثقافة الدكتور إيناس عبدالديم ، قائلاً “قصور الثقافة هي قصور بلا ثقافة”.
وأضاف “البياضي” خلال كلمته بالجلسة العامة، اليوم الأربعاء، قائلاً “تم إلغاء معرض القاهرة للكتاب في بداية العام بسبب جائحة كورونا و خسر الناشرون مبالغ هائلة و لا أعترض على الإلغاء، لكنني أتعجب أنه في نفس الوقت يُقام مهرجان القاهرة السينمائي بحضور الوزيرة”.
و وجّه النائب حديثه للوزيرة متسائلاً ، عن إنشاء مقرات لمراجعة الأعمال المسرحية في ٢٠١٨ في شبه رقابة مسبقة و هو ما يتناقض مع حرية الإبداع الفني و الأدبي التي كفلها الدستور في مادة ٦٧، متابعاً “من غير المقبول في ٢٠٢١ أن تقوم وزارة الثقافة بتقييد حربة الأبداع الفني و الأدبي.
وانتقد عضو اللجنة العامة لمجلس النواب، عدم تفعيل المركز القومي للترجمة ، قائلاً: إن المركز ميزانيته ٣٠٠ مليون جنيه تكاد تكون بالكامل مرتبات ، ولا نرى إنتاجاً يثري حياتنا الثقافية كما هو منوط به.
كما علقَّ “البياضي” على تجميد أدوار قصور الثقافة التي تكلفت مئات الملايين ضارباً مثالاً بقصر ثقافة القناطر الخيرية قائلاً : للأسف أصبح لدينا قصور لكن في أغلب الأحوال بلا ثقافة ، واختتم حديثه قائلاً “أنتم منوطون بوزارة من أهم إن لم تكن أهم الوزارات ، بالثقافة نصنع أجيالاً مبدعة و بالثقافة نحارب التطرف والإرهاب لذلك نعّول الكثير على وزيرة الثقافة”.

وفي السياق نفسه، وجه النائب إيهاب منصور ، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، عدة تساؤلات للوزيرة ، حول خطة تعويضات الناشرين المتضررين من الغاء المعارض ، مشيراً إلى أن حجم العمل فى حدود ٣ مليار جنيه وتضرر منها أكثر من ١٥٠٠ دار نشر.
كما تساءل النائب عن خطة الوزارة، لإحياء التراث، ومنها وعلى سبيل المثال لا الحصر: مرور ١١٠ عام على مولد صاحب جائزة نوبل الأديب العالمى نجيب محفوظ ؟
وأشار “منصور” ، إلى أن المركز القومى للترجمة يحتاج لمراجعة ما يقوم به من أعمال فى ظل ميزانية مقدرة بحوالى ٣٠٠ مليون جنيه، متابعاً “نحتاج إلى إعادة نظر فى دور الوزارة فى دعم مصر على المستوى الإفريقى”.
وتساءل عضو مجلس النواب، عن أسباب غلق بعض المنشأت الثقافية أو عدم استغلالها فى العمرانية و ٦ اكتوبر، مشيراً إلى وجود مكان مخصص لإنشاء مكتبة بالعمرانية.

فيما علقَّت النائبة سناء السعيد ، قائلة : إن مسرح قصور الثقافة هو المتنفس الفني الوحيد بعيداً عن أضواء القاهرة ، متساءلة : هل يُعقل أن تكون موازنة مسرحية بقصر ثقافة هي فقط ٤٠ ألف جنيه ، تخصص للديكور منها ٤ آلاف وتخصم منها ٧٠٠ ضرايب ودمغات ، وعلاوة على الإضاءة والفراشة والاكسوارات وأجر المدرب ومكافات المخرج والممثلين ومصمم الديكور. ومساعد المخرج، وهل من الطبيعي أن يتقاضى ممثل فرق الهواة مكافاة ١٥٠ جنيها طوال مدة البروفات والعرض.
وتساءلت “السعيد” : لماذا لا تكون مسارح قصور الثقافة شهرية بدلاً من عرض واحد سنوي، وهل يعقل أن تخصص للفنون التشكيلية في قصر الثقافة في السنة ١٠ آلاف جنيه وغالبية قصور الثقافة لا توجد بها ، متابعه ” تصوري يا معالي الوزيرة أن نادي الموهوبين تخصص له في السنة ألف جنيه فقط.
وتابعت قائلة: ” وزارة الثقافة أصبحت طارده للعمالة وعدد العاملين بالمواقع الثقافية وخاصة بالمدن والقرى البعيدة غير كافي، وبعض قصور الثقافة تم بناؤها منذ ١٠ سنوات ولا تعمل لعدم وجود عمالة كقصر ثقافة الشامية بمركز ساحل سليم بأسيوط، كما أن مركزاً كبيراً كمركز البداري بأسيوط لا يوجد له قصر ثقافة ولا فرقة مسرحية.
وأضافت النائبة، أن أغلب قصور الثقافة فى المراكز والمدن لايوجد بها مسرح ، وإن وجد فهو عباره عن “مصطبه”، مستطردة “ياريت الاهتمام ببناء مسارح فى هذه المراكز والمدن ، وياريت كمان يتم توفير بعض أجهزة الإضاءة الخاصة بالمسرح وبعض أجهزة الصوت لهذه المسارح ، حتى تصل الخدمة الثقافية بصورة أفضل ، وأتمنى معالي الوزيرة الفنانة أن تزيدي اهتمامك بالصعيد والذي لا يوجد بأي محافطة من محافظاته مسرح دولة”.
وتابعت عضو مجلس النواب، “أتمنى أن يكون هناك مسرح دولة بأسيوط وأوبرا، حيث أنها محافطة تتوسط محافظات الصعيد ، وأن تزيدي مخصصات الفن التشكيلي وأن يكون هناك اهتمام اكبر بالتراث الشعبي للأقاليم الثقافية ، وأن نري عروضًا مسرحية بشكل شهري لا عرضاً واحداَ بشكل سنوي .
واختتمت “السعيد” حديثها ، قائلة، ” أتمنى أن تنظري لفرقة مسرح ساحل سليم فهي فرقة قديمة جداً وتعتبر مدرسة حقيقية للمواهب الفنية، حاربت الارهاب عندما كان منتشراً بأسيوط وأوجدت تنوعاً ثقافيا كبيراً يذهب للانفتاح الثقافي والسياسي في حالة متفردة على مستوى الجمهورية ، فلعل نجد حافزاً لهذه الفرقة المتميزة العريقة”.

وفي سياق متصل، قالت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، تعليقاً علي بيان وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالديم ، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، اليوم الأربعاء، إن هناك دوراً كبيراً لوزارة الثقافة في محاربة الإرهاب، مشيرةً إلي أن دور وزارة الداخلية محاربة الإرهابيين، أما وزارة الثقافة فيقع علي عاتقها مسؤولية محاربة الإرهاب.
و أضافت “السعيد” أن الموظفين في قصور الثقافة طاردين للراغبين في التردد على قصر الثقافة، مطالبة بدعم للسينما و المسرح ، قائلة : أننا لا نرى عروضاً بحجم “أهلا يا بكوات” أو ” الملك هو الملك”.
وأكدت عضو مجلس النواب، أن الثقافة هي خط الدفاع الأول لمصر ضد الإرهاب و التطرف، مناشدة وزارة الثقافة بوضع قصور للثقافة في محافظات مصر.