اعترافات أحد المتهمين بمحاولة تفجير كنيسة العذراء مريم في مسطرد
أدلى المتهم محمد أحمد عبد المؤمن، حركي “زيزو – المنياوي”، موظف بالشركة المصرية للخدمات البترولية، باعترافات تفصيلية خلال تحقيقات القضية رقم 345/2 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة طوارئ الزاوية الحمراء، والمقيدة برقم 1251 لسنة 2018 حصر أمن الدولة العليا، وبرقم 90 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة العليا.
وأقر المتهم محمد أحمد عبد المؤمن بتأسيسه جماعة إرهابية تعتنق أفكاراً تقوم على تكفير الحاكم وأفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى عدم تطبيقهم للشريعة الإسلامية، وتتولى تنفيذ عمليات عدائية قبلهم وضد منشآتهم واستباحة دماء المسيحيين واستهداف دور عبادتهم، وترويجه بطريقٍ مباشر وغير مباشر لارتكاب جريمة إرهابية بالقول وبوسائل أخرى وارتكابه لجريمة من جرائم تمويل الإرهاب، وكان التمويل لجماعة إرهابية وعمل إرهابي.
وأيضا حيازته وإحرازه لأسلحة نارية مششخنة وغير مششخنة وذخائر مما تستعمل عليها بقصد استعمالها فى نشاط يخل بالأمن والنظام العام وبقصد المساس بمبادئ الدستور وبالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وحيازته وإحرازه لمواد مفرقعة تنفيذًا لغرض إرهابي واستعماله مفرقعات استعمالًا من شأنه تعريض حياة الناس وأموالهم للخطر، وشروعه في قتل مرتادي إحدى دور العبادة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد تنفيذًا لغرض إرهابي، وقيامه بعمل من أعمال الإعداد والتحضير لارتكاب جريمة إرهابية.
وأبان المتهم ذلك تفصيلاً قائلا: إنه في غضون عام 2013 دأب على متابعة المقاطع المرئية الصادرة عن الجماعة المسماة “داعش” المتضمنة أفكارها ومعتقداتها القائمة على فرضية قتال الحاكم وأفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى كفرهم لامتناعهم عن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فنالت تلك الأفكار والمعتقدات من قناعاته واعتزم تأسيس جماعة تتبنى ذات الأفكار التكفيرية وتتولى تنفيذ تلك العمليات لتحقيق ذلك الغرض.
وأضاف أنه في غضون شهري يوليو وأغسطس عام 2013؛ اشترك في التجمهر المدبّر من جماعة الإخوان بمنطقة رابعة العدوية بغرض إسقاط نظام الحكم بالبلاد، وتعرّف خلاله إلى كلٍ من المتهم الثاني وآخر متوفى، ووقف على اعتناقهما لذات أفكاره ومعتقداته التكفيرية، كما التقى بآخر ـ رفيقه بالعمل ـ إبان مشاركته بذات التجمهر؛إذ وقف منه على شرائه سلاح ناري “مسدس” بقصد استخدامه قِبل قوات الشرطة حال محاولتهم فض التجمهر.
وأوضح أنه في غضون عام 2015؛ أسس جماعة ـ تولى قيادتها ـ تضطلع بتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما بدعوى عدم تطبيقهم الشريعة الإسلامية وتستهدف المسيحيين ودور عباداتهم بغرض إسقاط الدولة ومؤسساتها؛ وضمّ إليها كل من المتهم الثاني والمتوفى.
وأشار إلى إعداد عضوي الجماعة ـ سالفي الذكر ـ فكريًا وأمنيًا وعسكريًا لتحقيق أغراضها؛ إذ تولى تأهيلهما فكرياً وعقائديًا بتأصيل المفاهيم والأفكار التكفيرية لديهما؛ واتخذ في ذلك من مسكنه الكائن في منطقة الزاوية الحمراء مقراً لهم، كما أعدهما أمنيًا بأن كلّفهما بعدم السعي إلي ضم أخرين إلى جماعتهم وكذا بعدم التواصل فيما بينهم عبر أياً من وسائل التواصل الاجتماعي؛ خشية رصدهم أمنياً، بينما أسند إلى المتوفى مسئولية تدريبه والمتهم الثاني على كيفية استعمال الأسلحة الآلية وفكها وتركيبها وذلك لخلفيته العسكرية المكتسبة أثناء تأدية الخدمة، كما تلقوا تدريبات على كيفية تصنيع المفرقات من خلال مطالعتهم عبر شبكة المعلومات الدولية لمقاطع مصورة ـ في هذا الشأن ـ بمسكن المتهم الثاني الكائن بمنطقة الزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة.
وتابع أن تلك الجماعة اعتمدت في تحقيق أغراضها على ما أمدّها به والمتهم الثاني من أموال وأسلحة وذخائر؛ تمثلت في اضطلاعهما ـ في غضون عام 2015 ـ بشراء ثلاثة أسلحة آلية بمبلغ ستة وعشرين ألف جنيه، ساهم منهم ـ أي المتهم ـ بمبلغ أربعة آلاف جنيه، بينما دبّر المتهم الثاني باقي المبلغ، وكذلك اتخاذه والمتهم الثاني من مسكني الأخير الكائن أولهما بمنطقة الزاوية الحمراء وثانيهما بمنطقة الخصوص؛ مقرّيْن لإخفائها، واستخدامهما السيارتيْن المملوكتيْن لهما وكذا الدراجة النارية المملوكة للثاني؛ في تحقيق أغراض الجماعة.
ولفت إلى أنه في غضون عام 2017 وفي إطار تنفيذ الجماعة لمخططاتها العدائية؛ رصد وكل من المتهم الثاني والمتوفى ثلاثة تمركزات شرطية كائنة بمناطق “السواح الخصوص، مسطرد” بمحافظتي القاهرة والقليوبية؛ مُستخدمين في ذلك السيارة والدراجة النارية الخاصتيْن بالمتهم الثاني؛ إذ تمكنوا من الوقوف على أعداد أفراد القوات بتلك التمركزات والطرق المحيطة بها لوضع مخططات الاستهداف وتأمين الهروب عقبه، إلا أن كثرة أعداد قوات الشرطة المرابطون بتلك التمركز اتحال دون التنفيذ، كما اضطلعوا ـ في ذات الفترة ـ برصد ثلاث كنائس كائنة بمناطق الزيتون وعين شمس والزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة تمهيداً لاستهدافها وقتل مُرتاديها نفاذًا لأغراض جماعتهم؛ مُستخدمين في ذلك السيارة والدراجة النارية المنوه عنهما سلفاً؛ فوقفوا على مداخلها ومخارجها إلا أن وجود حواجز وأفراد للتأمين حال دون استهدافها.
وفي غضون شهر أغسطس عام 2017؛ وقفوا على وجود تجمعات للمسيحيين بمحيط كنيسة السيدة العذراء بمنطقة مسطرد احتفالًا بذكرى مولد العذراء مريم، فاتفقوا على رصدها للوقوف على أماكن التجمعات والنقاط البعيدة عن أعين الرُقباء لزرع عبوة مفرقعة وتفجيرها لقتل المسيحيين الوافدين إليها والمتجمعين بمحيطها، ونفاذًا لذلك رصدوها مرارًا باستخدام الدراجة النارية المملوكة للمتهم الثاني وجمّعوا المعلومات اللازمة لتنفيذ مأربهم، كما عكفوا على وضع مخطّطًا للتنفيذ خلصوا فيه إلى زرع العبوة بإحدى صناديق القمامة المتواجدة أمام الكنيسة بغرض حصد أكبر عدد من الأرواح، وفي ذات الإطار كلّف المتهم الثاني والمتوفى بتصنيع العبوة المفرقعة، فابتاع الأخيران بدورهما المواد اللازمة لتصنيعها؛ بأن اشتريا مادة الأسيتون وماء نار ومادة متفجرة وكمية من البلي والمسامير وتمكّنا من تصنيعها بمسكن المتهم الثاني ليتم تفجيرها عن بعد بواسطة جهاز تحكم، وعلى إثر ذلك حدّدوا يومًا للتنفيذ إبان ذات فترة الاحتفالات، وإذّاك حضر إليه بمسكنه المتهم الثالث لسؤاله في بعض المسائل الشرعية؛ إذ علم باعتناق الأخير للأفكار التكفيرية.
وفي الموعد المحدد للتنفيذ؛ تقابل وكل من المتوفى والمتهم الثاني الذي حضر وبرفقته المتهم الثالث؛ وتوجّهوا إلى الكنيسة مستقلين سيارة المتهم الثاني وبحوزتهم العبوة المفرقعة مخفاةٍ بداخل إناء عازل ” تُرمُس شاي”؛ حيث وضعها الأخير بداخل إحدى صناديق القمامة أمام الكنيسة ثم تواروا بالجهة المقابلة لها وشرع المتهم الثاني في تفجيرها بالضغط على جهاز التحكم حوزته، ولعدم حدوث الانفجار تحصّل منه على أداة التحكم وشرع هو الآخر في تفجير العبوة إلا أن عطل لحق بها حال دون ذلك، مما دعاهم إلى إرجاء تنفيذ مخطّطهم للعام التالي.
وأضاف أنه في غضون الفترة التي تخلّلت إرجاء تنفيذ ذلك المخطط؛ كلّف المتهم الثاني بالتواصل مع المتهم الرابع لاستلام سلاح ناري “مسدس” مملوكٍ للأخير؛ بُغية استخدامه في تحقيق أغراض جماعتهم، ونفاذاً لذلك تحصلا على السلاح الناري وأخفياه رفقة باقي الأسلحة النارية حوزتهم.
وأردف بأنهم في غضون شهر أغسطس من عام 2018 كاتفاقهم السابق؛ عاودوا الكرّة لتنفيذ مخطُطهم الرامي لاستهداف مرتادي ذات الكنيسة إبان فترة الاحتفال المُشار إليه؛ بأن تولى المتوفى والمتهم الثاني معاودة رصد مقر الاحتفالات مُستخدمين الدراجة النارية الخاصة بالأخير، فوقفوا على أماكن جديدة تخيّروها لزرع العبوة، كما تبيّنوا تواجد العديد من العُمال التابعين لإحدى شركات البترول الكائنة بمحيط الكنيسة، يرتدون ملابس موحدة “سترات فسفورية اللون وخوذ للرأس ذات لون أصفر”، ثم تبع ذلك التقائه بالمتهم الثاني والمتوفى بمسكنه؛ حيث وضعوا مخطط الاستهداف الذي كلّف فيه الأخيريْن بتصنيع عبوة أخرى بذات الكيفية مع تلافي العيب الذي لحق بالأولى، وكذا شراء سترة وخوذة مشابهتيْن لتلك الخاصة بالعمال المار وصفهم؛ بغرض استخدامهما في تخفي المتوفى حال دسّه للعبوة المفرقعة بأعلى شجرة نابتة أمام مدخل الكنيسة،بينما يتولى المتهم الثاني تفجيرها بواسطة أداة تحكم عن بعد.
ونفاذًاً لذلك المخطط؛ صنّع المتوفى والمتهم الثاني عبوة مفرقعة أخرى بمسكن الأخير كما ابتاع المتهم الثاني السترة والخوذة المُشار إليهما وبتاريخ 11/8/2018 وقت الظهيرة؛ توجّه بسيارته من مقر عمله حيث التقى المتوفى الذي كان مُرتدياً السترة وغطاء الرأس المتفق عليهما؛ بإحدى الطرق المؤدية إلى الكنيسة حال تواجد المتهم الثاني جوارهما مستقلًا دراجته النارية وبحوزته سلاح ناري “مسدس”، فأخذ على الشدّ من أزر المتوفى وطمأنته لتنفيذ المخطط، فهمّ الأخير وتسلّم العبوة المفرقعة من المتهم الثاني وأخفاها بداخل حزامٍ يرتديه أسفل ملابسه وتوجّه تلقاء الكنيسة لوضع العبوة المفرقعة بالمكان المتفق عليه سلفاً، لقتل المسيحيين المتواجدين بمُحيطها، إلا أن العبوة قد انفجرت فيه قبل وصوله وأدّت لوفاته.