قيادات ونواب الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي يرفضون قرار رفع سعر رغيف العيش ويطالبون بإعادة النظر فيه
أكد قيادات ونواب بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي رفضهم لقرار رفع سعر رغيف العيش المُدعم مطالبين بإعادة النظر فيه، مشيرين إلى أنه الغذاء الرئيسي وقد يكون الوحيد بالنسبة لملايين من الفقراء، ولا يمكن رفع سعره إلا بعد إجراءات وبدائل كثيرة تضمن توفير الحياة الآدمية للفقراء أولا، من بينها مثلا تحويل المبالغ المخصصة لدعم رغيف العيش الآن إلى دعم نقدي مباشر للفقراء.
زهران: نرفض رفع الدعم تماماً في ظل الوضع الحالي ووجود فقراء بهذا الكم والوضع السيء يجعل استمراره ضرورة
وقال فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إننا في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي نعتبر الدعم سياسة طارئة للتعامل مع ظروف طارئة مثلما حدث في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية فكان التعامل بالبطاقات لتنظيم توزيع المواد الغذائية، والدعم في مصر مرتبط بحالة من الافقار الاقتصادي الشامل الذي تتعرض له الطبقات الفقيرة وزاد في السنوات الأخيرة بسبب برامج الاصلاح الاقتصادي التي تأثرت بها الشرائح الاكثر فقرا، وفكرة الغاء الدعم في هذه الحالة يعد مفارقة مذهلة لأنها تُطرح في ظل تزايد نسبة الفقر وتزايد عدد الفقراء .
وأضاف: إذا كنا نريد إنهاء سياسة الدعم فيجب أن تكون هناك خطة محددة بجدول زمني محدد لرفع الدعم يرتبط بالوصول لمستوى معين من التنمية الاجتماعية والتعليم والصحة مما يتيح فرص عمل أفضل ودخل أفضل ليستطيع الناس مواصلة الحياة ، مشيرا إلى أن “بعض الناس لا يفهم أن الناس في مصر تأكل عيش فقط . الطعام الأساسي لهم هو رغيف العيش و”الغموس” فقير ومحدود جداً” .
وأوضح رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي أن “الخوف من رفع سعر الخبز ليس فقط حدوث انفجار شعبي، لكن تجويع الناس له مخاطر أكبر، ويقضي على أي محاولة للتنمية، ويدخلنا في دائرة مفرغة من الفقر .”
وتابع زهران: يجب الحفاظ على الدعم لفترة معينة مع عمل تنمية اجتماعية ورفع ميزانية الصحة والتعليم وتقليل نسب البطالة بالتوسع في المشروعات كثيفة العمالة، مؤكدا أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي يرفض رفع الدعم تماماً في ظل الوضع الحالي ونرى أن ذلك هو خطوة أخرى ستفضي إلى تجويع الناس وإذلالهم وقهرهم ، مضيفا “الدعم يتلغي عندما يصبح الناس غير محتاجين له”، مشيرا إلى أن هناك 30% من الشعب المصري لا يحصلون على الدعم لأنهم لا يحتاجونه ومستوى دخلهم يكفيهم، وبالتالي فإن يجب علينا أن نرفع مستوى دخل الفرد فلا يحتاج دعما، أما وجود الفقراء بهذا الكم وهذا الوضع السيء هو ما يجعل استمرار الدعم ضرورة، القضاء على الفقر هو المبرر الوحيد لرفع الدعم.
كامل: العيش الغذاء الرئيسي للفقراء الذين ليس لديهم رفاهية اختيار الغذاء الصحي ولايمكن رفع سعره إلا بعد إجراءات تضمن حياة آدمية لهم
وفي سياق متصل، قال المهندس باسم كامل، النائب الأول لرئيس الحزب المصرى الديمقراطي الإجتماعي، إن رغيف العيش المدعّم غذاء الفقراء، ولا يجد الفقراء في مصر ما يملأون به بطونهم إلا الخبز، فليس لديهم رفاهية اختيار الغذاء الصحي، ولا قدرة لهم على شراء اللحوم والدواجن والأسماك والفاكهة في المواسم والمناسبات، والغذاء الرئيسي بالنسبة لهم هو الخبز.
وتابع كامل: ” لا أوافق على رفع الدعم عن الخبز إلا بعد مجموعة من الإجراءات الاقتصادية لتوفير الحياة الآدمية للفقراء، و يمكن توفير التمويل اللازم لمشروعات الدولة من خلال بدائل كثيرة بعيدا عن الفقراء” .
وأوضح نائب أول رئيس الحزب أن ما يقال عن أن سعر رغيف العيش لم يزد منذ ٥٠ عاما، عار تماما من الصحة، مشيرا إلى أنه فى بداية الثمانينات ارتفع سعر رغيف العيش من تعريفة، إلى قرش ثم خمسة قروش، وخلال هذا كان يقل وزنه مرتين، وتقليل الوزن يعتبر ارتفاع في السعر أيضا، وفى أغسطس ٢٠٢٠ بقرار رسمى من وزير التموين، انخفض وزن رغيف العيش إلى ٩٠ جرام، مما يعنى أنه خلال ٤٠ سنة زاد سعره ١٠ أضعاف، وأن كان لازال مدعوما.
سامي: القرار بحاجة لإعادة نظر من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية ويجب أن تكون الطبقات تحت خط الفقر محل نظر دائم للدولة
وقال محمود سامي الإمام، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشيوخ، إن القرار بحاجة لإعادة نظر من الناحية الاقتصادية والاجتماعية بدون الدخول في مزايدات سياسية، كما يجب أن تكون الطبقات محدودة الدخل والطبقات تحت خط الفقر محل نظر دائم للدولة في قراراتها”، متابعا: ولكن يجب ان أقر في نفس الوقت بوجود غير مستحقين لدعم رغيف الخبز”.
وأضاف سامي: إن 71 مليون نسمة بالتأكيد لا يحتاجون جميعا لدعم رغيف الخبز كما أن منظومة التموين بها هدر كبير يمكن لو تم السيطرة عليه أن تقل فاتورة الدعم بشكل كبير.
وتابع:” يجب أن نكون على بينة من أن بعض الأسر تعتمد على رغيف الخبز كوجبة أساسية في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، مع مراعاة أن الدولة قامت بتخفيض الدعم علي معظم السلع ولم يتبق إلا سلع قليلة تدعمها الدولة فضلا عن دعم برنامج تكافل وكرامة، مشيرا إلى أن التخلي عن الدعم بشكل كامل أو استبعاده نهائيا سيؤثر سلبا على محدودي الدخل والطبقات الفقيرة.
وأكد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشيوخ، أن الدولة لا يجب أن تتخلى عن الحماية الاجتماعية أبدا، ولم تستطع حتي اعتى الدول الراسمالية فعل ذلك، ولكني مع استبعاد من هم ليسوا في حاجة للدعم وفرض حوكمة شديدة علي ذلك الأمر.
البياضي: رغيف الخبز أمن قومي والحل في الضرب بيد من حديد على أيادي الفاسدين وليس الضغط على رؤوس المطحونين
ومن ناحيته قال د.فريدي البياضي، عضو اللجنة العامة لمجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن الدولة تتحمل مبلغاً كبيراً (٨٤ مليار جنيه) قيمة دعم رغيف الخبز، لكن رغيف العيش هو الغذاء الأساسي و قد يكون الوحيد لملايين المواطنين!
وأشار البياضي إلى أن المواطن الفقير تحمل الكثير، من عناء الإصلاح الاقتصادي، وما زال يتحمل، لافتا إلى أنه وإن كان هناك فسادا من بعض التجار في استغلال دعم الخبز، لكن الحل في الضرب بيد من حديد على أيادي الفاسدين وليس في الضغط على رؤوس المطحونين.
وتابع البياضي:”رغيف الخبز ليس فقط قوتا للغلابة لكنه أمن قومي! وحسب الإحصائيات هناك ٦٦ مليون مواطن يستفيدون من دعم الخبز، ولو كان رفع دعم الخبز أحد اشتراطات المؤسسات المالية الدولية للاصلاح الاقتصادي فالحل هو صرف قيمة دعم الخبز (ال ٨٤ مليار جنيه) في صورة دعم نقدي للمواطن البسيط وبذلك نقضي على فساد استغلال الدعم وعلى ذهاب الدعم لغير مستحقيه .
الشماخ: “العيش” هو الحياة بالنسبة لكثير من المصريين الذين لا يجدون بديلا يقتاتون به والحل في اصلاح المنظومة وليس التراجع عنها
ومن ناحيتها، قالت منى شماخ، أمين الاعلام بالحزب، إن الأمر الذي لا يخلو من دلالة أن كل البلاد تطلق عليه اسم “خبز”، لكن في مصر اسمه “عيش” بما يعني الحياة، وهو بالفعل يعني الحياة لكثير من المصريين الذين لا يجدون بديل يقتاتون به، وإذا كانت هناك بعض السلبيات في منظومة دعم “العيش” فالحل في اصلاح المنظومة وليس في التراجع عنها.