البابا تواضروس: الأنبا هدرا نموذجًا طيبًا للخادم الحقيقي

عبر قداسه البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن حزنه لوفاة نيافة الانبا هدرا مطران اسوان امس “الاثنين” عن عمر يناهز ٨١ عاما .

 

وقال قداسته ” يعز علينا أيها الأحباء أن نودع على رجاء القيامة وفي أيام الفرح التي تحياها الكنيسة في عيد الصليب المجيد نودع أحد أعمدة الكنيسة في تاريخها المعاصر مثلث الرحمات نيافة الأنبا هدرا مطران أسوان وتوابعها ورئيس دير الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو،نودعه على رجاء القيامة ونستمع إلى قول الكتاب المقدس “طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ” (رؤ ١٤ : ١٣).

 

واضاف قداسته خلال تراسه صلاة تجنيز الانبا هدرا بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية : نودعه ونحن في ملء الرجاء، أنه عاش بيننا وخدم وقدم لنا نموذجًا طيبًا للخادم الحقيقي، إنني أراه يقول مع بولس الرسول “لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ.” (في ١ : ٢١) لقد كانت حياته كلها من أجل المسيح منذ أن ولد في أسرته المباركه والأسرة الخادمة بالكنيسة ومنذ نعومة أظافره وصار مخدومًا فخادمًا وشماسًا ثم راهبًا وكاهنًا ثم أسقفًا ومطرانًا، فصارت كل حياته هي كما يقول بولس الرسول ” لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ ” وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم “إن كان الشهيد يموت مرة واحدة من أجل سيده، فالراعي يموت كل يوم من أجل قطيع سيده”.

 

وتابع قداسته ان نيافة أنبا هدرا كان راعيًا بدرجة عالية وخدم في إيبارشية أسوان المباركة زمنًا طويلًا بكل ما فيها من آلامات وأفراح، وقدم لنا مثالًا جيدًا وطيبًا عن هذه الخدمة، منذ بداية حياته كان راهبًا وقورًا في دير السريان العامر والتحق بهذا الدير مبكرًا من ٥٠ عامًا تقريبًا سنة ١٩٧١ م وقد احتفلنا منذ شهور قليلة باليوبيل الذهبي لنيافته في الحياة الرهبانية وقيل في الاحتفال كلمات طيبة وكانت كلمة المتنيح نيافة الأنبا هدرا كلمة معبرة عن قيمة الحياة الرهبانية.

 

واشار انه عاش في ذلك الدير ونهل من كل آبائه، ومن رئيس الدير المتنيح الأنبا ثاؤفيلوس وزامل آباء أحباء عاشوا الرهبنة في عمقها وفي النسكيات وبالحقيقة كانوا يقولون ” لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ ” ثم اختارته النعمة الإلهية ليكون أسقفًا لمحافظة أسوان وهي محافظة الجنوب وصار بهذه الصورة حارسًا لجنوب مصر، وبدأ فيها عملًا كبيرًا وواجه بعض المتاعب ولكن خدمته أثمرت ثمارًا كثيرة نفرح بها في الكنيسة.

واستكمل قداسته قائلا ” قدم مثلث الرحمات الأنبا هدرا الرعاية في أصولها لقد كان راعيًا ساهرًا ومهتمًا بإيبارشيته وكل من فيها وأقام علاقات طيبة للغاية مع كل المسئولين في المحافظة في المسؤوليات المدنية وغير المدنية والشعبية وكان صورة حلوة للخادم الذي يقدم الكنيسة للمجتمع، ” لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ ” عاش بهذه الصورة ونجح ولذلك نحن نحبه كثيرًا ونحبه كأحد آباء المجمع المقدس أيضًا في حضوره الهادئ الرزين والمتعقل في كلماته التي بحساب في حضوره وحكمته، إنه نموذج طيب افتقدناه كثيرًا، “لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ ” والآن نسمعه يقول “وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ”، في الموت تنتهى كل الأوجاع، أوجاع الألم والهموم والمستشفيات والمرض، “ارْجِعِي يَا نَفْسِي إِلَى رَاحَتِكِ.” (مز ١١٦ : ٧).

واختتم حديثه قائلا ” باسم أعضاء المجمع المقدس الآباء المطارنة والأباء الأساقفة نقدم العزاء لأسرته المحبة للمسيح ولإيبارشيته المباركة ولكل الآباء الكهنة والخدام والخادمات والأسر وأيضًا نقدم العزاء إلى مجمع رهبان دير الأنبا باخوميوس بحاجر أدفو ولكل الذين أحبوه وتلامسوا معه وعرفوا قدره وفضائله ونموذج الحياة الذي قدمه لنا، نصلي إلى الله أن يسكنا أمام عرش النعمة ويعطينا دائمًا استعدادًا لهذا اليوم، وأن يعطينا الله السيرة الهادئة في حياتنا جميعًا، وأن نمجده في كل عمل صالح، وأن يكمل أيام حياتنا جميعًا بسلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار